ماذا لو
قامت
المقاومة
المسيحية في
لبنان.. لاسترداد
الأسرى في
سوريا
ولتحرير بعض
الأراضي
المحتلة
إيلي
محفوض محفوض (*)
كما
تراني يا جميل
أراك.
يرفع
حزب الله
كشعار له "المقاومة
الإسلامية في
لبنان"،
ومسعاه
الدؤوب
لتحقيق
الجمهورية
الإسلامية
بولاء مطلق
لولاية
الفقيه جار
على قدم وساق،
وإذا ما سألنا
أحد "المجاهدين"
في الحزب
الإلهي عن هدف
مقاومته
وحزبه، ردّ قائلاً:
"نحن مقاومة
لتحرير الأرض
المحتلة
ولاسترجاع
الأسرى من
السجون
الإسرائيلية،
وبالسؤال
أيضاً: ولكن
إسرائيل
انسحبت من
لبنان منذ
أيار 2000، وها هم
الأسرى
يعودون شيئاً
فشيئاً عبر
المفاوضات
بينكم وبين
إسرائيل،
يجيب "المجاهد":
وماذا
بالنسبة
لمزارع شبعا؟
وتلال
كفرشوبا؟
ويتابع وماذا
عن القدس
أيضاً؟
فدورنا استرجاعها،
وكما قال
السيد
نصرالله
سنزيل
إسرائيل من
الوجود..
وأضاف:
والجولان من
يحرره غيرنا،
فلا أحد يسأل
عنه سوانا!!
وعندما
سئل "المجاهد"
عن أي جولان
تتحدث؟ ألم
تعلم أن أصحاب
الجولان
أصبحوا في تل
أبيب؟ ألم
تعلم أن أصحاب
الجولان
باعوكم
بثلاثين من
الفضة؟ ورجال
الأعمال منهم
يتشمسون على
شواطئ حيفا،
ويخططون
للمشاريع،
وها هي مكاتب
السفر والسياحة
تتهيأ
لاستقبال
السياح من
البلدين وهم
اليوم
منشغلون
بالإعداد
للبرامج السياحية
فيما بين
البلدين؟
عن
أي جَولان
تتحدث
وأصحابه
يقايضون على
ردائكم بعدما
بيع رداء
العرب بأبخس
الأثمان!!
مهلاً
ايها "المجاهد"،
نسينا أن نسألك
عن قضية
اغتيال عماد
مغنية، أين
أصبح التحقيق
فيها؟ ولماذا
لم تعلن سوريا
حتى الساعة
اية نتائج حول
القضية
المذكورة؟
واختفى
طيف "المجاهد"،
وساد الصمت
المدقع،
وانحنى رأسه
ليذهب بعيداً
في افكاره..وبعد
أن استعاد
وعيه، سئل من
جديد: ماذا لو
قررت بعض
المجموعات
المسيحية أن
تؤسس
المقاومة
المسيحية في
لبنان
لاسترداد
الأسرى
والمعتقلين
والمخطوفين
في السجون
السورية؟
وماذا
لو ضمنت هذه
المقاومة ومن
ضمن جدول أعمالها
تحرير بعض
الأراضي
المحتلة من
قبل السوريين
منذ سنوات
طويلة، أو تلك
التي عليها
نزاع حدود؟
كان جواب "المجاهد"،
لا يحق لكم أن
تفعلوا هذا،
فالمقاومة
يجب أن تكون
إسلامية،
بالدرجة
الأولى، ومن
ثم المقاومة
مذهبها شيعي، وأخيراً،
فقط حزب الله،
يحق له ان
يكون مقاومة.. حزب
الله الذي
الغى كل
المجموعات
التي سبق لها
ان قاومت
إسرائيل... لا
يحق لأي كان
غير الحزب
الإلهي أن
يقاوم
إسرائيل.
ولكن
سلاحكم
القصير
والطويل
والعريض
والمضلّع
والبسيط
والمكعب... أذللتم
به الناس، وأي
ناس، ناس
بيروت، واجبرتم
شباب بيروت أن
يركعوا.. وعصبتم
عيونهم.. وجعلتم
رؤوسهم تنحني..
تماماً كما
أسلوب الجيش
الإسرائيلي،
كما كان يتصرف
بشبابنا
عندما كان
يحتل منطقة ما
من لبنان، فهل
أسلوب الجيش
الإسرائيلي
هو أسلوبكم في
الإذلال؟
وانتهى
الحديث عند
هذا الحد،
وتابع ابن
بيروت يسأل: لماذا يحق
لحزب ولاية
الفقيه ما لا
يحق لغيره؟
ولماذا
الأراضي
المحتلة من
إسرائيل هي
أراض محتلة،
فيما الأراضي
المحتلة من
سوريا لا ينطبق
عليها هذا
التوصيف؟
ولماذا
أبناؤنا
اللبنانيون
المعتقلون في
سوريا، لا يحق
لنا المطالبة
بهم، ولا
يستحقون مقاومة
كتلك التي
يزعمها الحزب
الإلهي لاستردادهم؟
إن
الحديث عن
استراتيجية
دفاع باتت من
دون جدوى، وأي
كلام من قريب
أو بعيد يسمح
بسلاح حزب الله
أن يبقى هذا
يعني أن سلاحاً
آخر يجب أن
يسمح له
بالنشوء
وبالمقاومة،
وبذلك نكون
أعدنا موضوع
السلاح إلى
نقطة الصفر،
فحزب الله لم
يعد يتمتع
بصفة الحزب
المقاوم، وهو
بات ميليشيا
بامتياز،
بتصرفاته،
بنهجه الخطير
جداً على
السلم
الداخلي بين
الاهلين، هو
سلاح لمقاومة
السلطة
اللبنانية،
والنظام
اللبناني،
وحتى الجيش
اللبناني.
إن
التغاضي عن
تصرفات
الميليشيات،
كل الميليشيات
بما فيها
الحزب
الإلهي، يعني
تغليب فئة على
اخرى، وكأنه
لا يكفي ابن
بيروت وابن
الجبل ما
تعرّض له، وما
ان بدأت تعلو
أصوات للمطالبة
بالاقتصاص
مما جرى، جاء
مؤتمر الدوحة
الاخير ليلهي
اللبنانيين
عن مسعاهم في
الشكوى مما
تعرضوا له،
وحتى الساعة
لم يستكن بعد
المخربون،
فكل يوم يجري
اعتداء على
بعض اللبنانيين،
وكأننا بهم
يرددون: قبل
القتيل ولم
يقبل القاتل.
وفي
كل الأحوال
أصبحت
المقاومة
المزعومة مقاومات..
فماذا نسمي
مسلحي حركة
أمل؟ وماذا
نسمي مسلحي
الحزب القومي
السوري؟ هل
هؤلاء مقاومة
مع المقاومة
أم على
المقاومة؟
ما
جرى ويجري من
خروق مفضوحة
على مستوى أمن
المواطن
سيجرّ إلى
لعبة الموت
البطيء،
وسيدفع بكل
لبناني آمن
أعزل من
السلاح.. المواطن
الذي أوكل
أمره إلى
مؤسسات
الدولة لكي
تؤمن له
الحماية
المطلوبة،
سيتم دفعه إلى
إعادة النظر
بكل المنظومة
الأمنية التي
لم تتمكن حتى
الساعة من ضبط
الفلتان
الأمني
الحاصل
والدامي.
كذلك
فإن أي رأس
لأي مؤسسة
لبنانية لا
يمكنه تحويل
هذه المؤسسة
إلى حسابه
الخاص لينبري
باتجاه تنظيم
شيكات دفع
لأزلامه
وبالتالي تحويل
الموظفين إلى
ميليشيا خاصة
تعيث جرائم أينما
وصلت عبر
الإساءة في
استعمال
السلطات
المحدودة
والمعطاة لها
في مجالها
الضيّق
والمحصور والذي
هو ضمن الأطر
القانونية من
دون الشذّ عن
المألوف
وبذلك تتفلت
الأمور على
غاربها.
إنها
قصة السلاح
الخارج عن طوع
الشرعية، عبثاً
تحاولون
المعالجة،
ولكن دون جدوى
ما لم يتم ضبط
أي سلاح
وبالدرجة
الأولى سلاح
ما يسمّى خطأ بسلاح
المقاومة.
وإلا..
حق لأي طرف أو
فريق لبنان أن
يعلن مقاومته
الخاصة، فما
يحق لزيد يحق
لعمر، وهذه هي
المعادلة
الجديدة
الواجب
تعميمها منذ
الآن.. بقاء
سلاح حزب الله
ومفرداته
يعني بقاء
للأزمات
المتنقلة بين
حي وآخر وبين
منطقة وأخرى.
إنه
من غير الجائز
ومن غير
المنطق ومن
غير العقل ومن
غير الشرع أن
تحمل فئة
السلاح فيما
الفئات
الاخرى تنتظر
دورها للذبح
كما هي الحال
في المسلخ.
وإذا
كان من
مسؤوليات يجب
أن تترتب من
الآن فصاعداً،
فإن حَمَلَة
السلاح من كل
الميليشيات
يجب أن تتحمّل
كامل
المسؤولية عن
أي نقطة دم قد
تقع بعد اليوم.
(*)
رئيس
حركة التغيير
عضو قوى 14 آذار
المستقبل
- الاثنين 9
حزيران 2008