محفوض يزور منطقة الكورة ويلتقي فعاليات حزبية ويلقي محاضرة في كوسبا

رئيس "حركة التغير" :حذار البكاء غدا" مثل النساء وطنا" لم نحافظ عليه كالرجال

 

زار رئيس "حركة التغـيير" عضو قوى 14 آذار المحامي ايلي محفوض منطقة الكورة على رأس وفد من الحركة ، حيث جال على عدد من القرى والتقى فعاليات .

وفي بلدة بشمزين التقى وفودا" طلابية من مختلف جامعات الشمال وكان حوار جرى خلاله عرض التطورات الأخيرة، ومن ثمّ زار محفوض والوفد المرافق اقليم الكورة الكتائبي حيث عقد لقاء موّسعا" حيث أشاد بدور الكتائب والتضحيات التي قدّمتها على مذبح الوطن مستذكرا" الشهيد بيار الجميّل ، ومن ثمّ زار محفوض نائب القوات اللبنانية الشيخ فريد حبيب بحضور أركان الحزب في الكورة.

 

وفي ختام الجولة لقاء حاشد في قاعة سينما سان شارل في بلدة كوسبا حيث التقى محفوض الأهالي والقى خطابا" في الحضور الذي فاق الستماية شخص من الكورانيين تقدمهم النائب فريد حبيب ، وقال محفوض :

 

"ليس بالسهل على ابن الشمال أن يخاطب أبناء شماله ، وليس بالسهل مواجهة جمهور كوراني معروف أنه يتمتع بأكبر نسبة من التعليم العالي والثقافة.

أشكر كل واحد منكم على حضوره ، ولأنني لا أهوى أدبيات الترحيب الأحادية خاصة مع هذا القاموس البالي الذي ورثناه عن زمن العثمانيين من القاب كالمعالي والسيادة والدولة...

أرحب بالحضور الجالسين في آخر القاعة كما الجالسين في الصف الأمامي .

نعيش أزمة ، وأية أزمة ، انها فعلا" أزمة وجود .. انها مسألة بقاء لبنان أو شطبه عن خارطة دوره الريادي ، وفي بيتنا  اليوم سياسيين دعونا أسميهم زويعميين .. باعوا القضية بثلاثين من الفضة لمجرد القبض على السلطة.. نعم انها قصة القبض على السلطة..

في بيتنا اليوم سياسيين دعوني أسميهم أقزام في زمن ندر فيه الرجال الرجال..

في بيتنا اليوم سياسيين دعوني أقول لكم هم مسيحيون في الانتماء من دون الالتزام..

هم مسيحيون ولكنهم يرجمون الكنيسة صبح مساء..

هؤلاء ينطبق عليهم القول "ويلٌ للقائلين للشر خيرا" وللخير شرا" الجاعلين من الظلام نورا" والنور ظلاما"... "

 

لم آتِ اليكم اليوم للبكاء ولا للنحيب ، لسنا هواة بكاء في الأصل ، نحن رياديون قاومنا الاحتلال السوري وقارعناه في عزّ احتلاله للبنان..

لم آتِ اليكم اليوم للوقوف على أطلال مجد ان لم نحافظ عليه متم ومتنا وماتت القضية.. والويل لنا  ان لم نحافظ على القضية اللبنانية ، لأننا نُسقط لبنان من عليائه..

حالُ بعض سياسيينا اليوم كما آخر ملوك غرناطة عندما قالت له والدته :

" إبكِ مثل النساء مُلكا" ضائعا" لم تحافظ عليه كالرجال"..

نحن جيل سياسي جديد.. ارادتنا أن نحاسَب لنتمكن من المحاسبة..

حقكم أن تسألوننا ماذا فعلتم بعد زوال الاحتلال السوري للبنان..

دعوني أبدأ من مسألة التعابير.. حتى هذه الساعة لا يزال بعضنا يقول الوصاية السورية للبنان..

 

ونحن بُحّ صوتنا نصرخ عاليا" بربكم ارحموا شهداءنا وأريحوهم ولا تزوروا التاريخ،

هو الاحتلال السوري وليس الوصاية السورية.. دعونا نبدأ من هنا.. دعونا نتفق على العناوين العريضة.. تماما" كما قالوا لنا سابقا" منذ زمن العثمانيين .. أورثونا تقاليد وعادات بالية أضرّت بنا .

تخيلوا مثلا" ما قالوه لنا عن أن العين لا تقاوم المخرز.. لو صدقهم شبابنا في ال 75 ماذا كان حلّ بنا.. قالوا لنا أيضا" الأيد اللي ما فيك عليها بوسها وادعي عليها بالكسر..

انه ذلّ ورضوخ واستسلام ... اياكم أن تنحنوا الاّ للخالق.. اياكم أن تتحولوا الى قطيع غنم تساقون على مزاجية هذا الزويعم أو ذاك..

الواقف أمامكم كان بالأمس من ذاك القطيع.. عفوا" لم أرضى أن أشارك في لعبة الغنم ولا في لعبة القطعان.. لذلك تمردت ووقفت ورفعت الصوت عاليا" وقلتها بالفم الملآن ارحل عني يا شيطان لن تغلبني .. ارحل عني يا عميل لن تجرني .. ارحل عني يا خائن لن تخدعني مرة ثانية..

 

كونوا أنتم ولا تتلونوا .. كونوا أنتم ولا تسايروا على حساب القضية اللبنانية..

ولنبدأ الكلام بالسياسة سأبدأ بالقول أننا متى بدأنا نُتقن لغة محاسبة الذات وعدم مجاراة الزعيم بكل شاردة وواردة نبدأ بأول خطوة على طريق استعادة شعبنا ليكون رأي عام يحاسب وليس مجرد تيار جارف يُساق كما الخراف الى الذبح..

سأبدأ من الآخر.. الهجانة السورية قتلت الطفل اللبناني ابن ال 14 سنة عباس عباس من قرية النورية الحدودية .. ماذا فعلتِ يا حكومتي اللبنانية ازاء هذه الجريمة؟..

أنا أؤيد الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة..

أنا أدعم هذه الحكومة التي اعتبرها أول حكومة لا تتشكل في عنجر أو في البوريفاج..

 

ولكن حقي أن أسأل حكومتي أي إجراء اتخذتيه بحق النظام السوري الذي سبق له الفضل وأشبعنا لثلاثين سنة قتلا" وخطفا" وتدميرا" واغتصابا" واحتلالا" ...

ولأنني رأي عام ولست من القطيع أسأل حكومتي فورا" التقدم بشكوى أمام مجلس الأمن ضد الحكومة السورية لارتكابها جريمة قتل الطفل اللبناني عباس عباس..

وبالأمس مرّت بنا ذكرى مؤلمة قد يكون البعض نسي أهميتها ، أو تناساها عمدا" خوفا" من المحاسبة.. في 27 شباط من هذا العام تكون قد مرّت أربعة عشر عاما" على تفجير كنيسة سيدة النجاة حيث سقط أحد عشر شهيدا" تطايرت أشلاء جثثهم على مذبح الرّب..

 

حلوا حزب القوات اللبنانية .. واعتقلوا الدكتور سمير جعجع وكرّت بعدها سبحة الاعتقالات والتعذيب ، وسقط شهداء في زمن السلم الواهم..

قدر المسيحيين في لبنان أن يدفعوا ثمن قضية الحرية ، وبعد أن انطلقت ثورة الأرز بانضمام كلّ اللبنانيين مسلمين ودروز ومسيحيين بدأت قافلة الشهداء ولم تنته ولن تنتهي طالما أن بعض اللبنانيين يسوّقون للمصالح السورية على أرضنا..

 

أيها الكورانيون..

دعونا ننعش ذاكرتنا السياسية.. دعونا نؤشر بأصابع اليد على كلّ من خان القضية وباعها ..

دعونا لا نخاف بعد اليوم ، ولنواجه ولنصارح .. دعونا نقول الحقيقة مهما جرّحت هذه الحقيقة.

بتنا على قاب قوسين من الزوال .. وهاهم يؤجلون انتخاب رئيس للجمهورية للمرة ال 15..

وهنا أقول لكم أخطأنا مرتين : المرة الأولى عندما قبلت الأكثرية النيابية بالإتيان بنبيه بري رئيسا" للمجلس النيابي والخطيئة الثانية عندما لم تنتخب الأكثرية النيابية رئيس للجمهورية في الجلسة الثانية بعد أول جلسة خصصت لانتخاب رئيس .

نعم نحن أمام مشكلة كبيرة .. وأبشع صورها من هو داخل بيتنا ، هذا الذي كلفته سوريا بالتفاوض باسمها وعنها.. هذا الذي حصّل شعبيته بالخداع ..

مشكلتنا أن بيتنا من قشّ ولم نبنيه من صخر.. وكل بيت لا يُبنى على أسس متينة ينهار.. في بيتنا شوكة يجب اقتلاعها باكرا" .. في بيتنا مرض يجب استئصاله.. في بيتنا خونة وعملاء باعوا انفسهم علينا نحن أن نستدرك جنونهم لعدم جرّنا الى مزيد من الدمار.. انهم يهوون الانتحار..

وما لم يُفصح عنه حزب الله ، كشفه حليفه المسيحي عندما أعلن وبعصبيته المعهودة:

" ان حزب الله سيوجه سلاحه الى الداخل في حال تمّ حشره"

 

وهو نفسه الشخص الذي كان قائدا" سابقا" للجيش واعلن أنه لا سلاح خارج بندقية الجيش اللبناني.. رأيناه عند أول امتحان في عين الرمانة الشياح يقف الى جانب ميليشيا ضدّ الجيش اللبناني..

هو نفسه صاحب السقف العالي من المطالب بوجه العماد ميشال سليمان، قال أنه لا يرضى بهذه الشروط لو كان هو المرشح التوافقي.. انها فعلا" لعنة الهية حلّت بنا وبمجتمعنا.. أن يقف جنرال سابق ليقول للعالم.. للبنانيين.. للمسيحيين.. أن بطريرك انطاكية وسائر المشرق هو مواطن عادي ..

انها فعلا" لعنة الهية حلّت بنا وبمجتمعنا أن يقف جنرال سابق ليعلن نفسه بطريركا" للسياسة في لبنان ، ولكن يا مسكين ان نسيت فتذكّر أن هويتك التي تحملها في جيبك لولا البطريرك الحويك لما كنت أنت اليوم تحمل الهوية اللبنانية.. ولكن يا مسكين أقول لكَ ما

 

كتب في الانجيل: مرتى مرتى تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد.. أقول لك يا مسكين أنزل عن عرشك وانظر الى الناس ..

يا مسكين أنت تخسر .. كل يوم تخسر.. نقابة الأطباء نقابة المحامين فرعية المتن.. الجامعات..

شعبك العظيم يقول لك كل يوم ما عدنا نريدك غريبا" عنا مرتميا" في أحضان أحفاد البعث ..

 

مع الرجل نزل مستوى التخاطب السياسي.. وكأنه بنا لا يقرأ الاّ كتاب كليلة ودمنة..

عشية استشهاد الرئيس الحريري أوفد من قبله من عزّى في قريطم ومن هناك أعلنوا باسمه أن النظام السوري هو من اغتال الحريري..

وما أن عاد من باريس حتى انكشفت حقيقة الرجل الذي خدعنا لسنوات طويلة..وما اكتشفناه أن الرجل لم يكن يوما" الاّ رجل سوريا الأول والأقوى..

 

ولكن نحن اليوم أمام مشكلة ، فكيف السبيل الى الحلّ؟

وان كانت مشكلتنا الأساسية مع السوري ومع الميليشيا التي لا زالت حتى الساعة تهيمن على لبنان وتجرّه الى مزيد من الدمار والتدمير والحروب العبثية.. الا أنّ مشكلتنا في ميشال عون وأمثال هذا الرجل الذي شبّح على المسيحيين وسطا على أصواتهم عبر خديعة العصر..

مطلوب منا أن نتحرر.. وأن نحرر ناسنا من عقدة الذنب التي تلازمهم وهي أنهم ملزمون وملتزمون مع شخص تمكن من خلال خدَعه أن يتحول الى ضحية بينما الآخرون هم الجلادون ..

 

مطلوب منا أكبر قدر ممكن من التضامن فيما بيننا.. وترسيخ التحالف مع كلّ قوى 14 آذار..

مطلوب منّا ترسيخ المصالحة التي أنتجتها زيارة البطريرك الى الجبل وأحد أبرز دعائمها وليد جنبلاط ، الركن الأساس في ثورة الأرز..

واعلموا أننا كلما اقتربنا من بدء أعمال المحكمة الدولية كلما تكشفت انياب النظام السوري الذي باتت هذه المحكمة تقض مضجعه والأحكام ستتسلل اليه رويدا" رويدا" ..

انهم مستشرسون لإلغاء كلّ مستند يدين النظام السوري الذي يدأب منذ فترة على الترويج لبراءة الضباط الموقوفين وهم شغلّوا كلّ جماعاتهم وحتى النائب ميشال عون لم يوفروه في هذا المجال..

 

والسوري اليوم يحاول كسب الوقت على اعتبار أن مرحلة الرئيس الأمريكي الحالي لن تكون على ما هي عليه مع الرئيس القادم.. ويعوِّل السوريون على استئناف الحوار مع الادارة الأميركية الجديدة ، كما يعولون على تسوية جديدة تعيدهم الى لبنان أو على الأقل تمكنهم من استعادة الإمساك بالملف اللبناني ، واياكم أن تظنوا للحظة أن سوريا مهتمة بانجاح القمة العربية في حال النجاح يعني تقديم تنازلات.. نظام البعث لا يتنازل بل

يستنزف الآخرين ومنهم لبنان.. فاللعبة تجري في ملعب خارج الأرض السورية.. وماهمّ طالما الثمن والضحايا لبنانيون..

السوري سيدفع من جديد الى الاستمرار في إفراغ المؤسسات ، والسوري سيدعم من جديد وبزخم أقوى مجموعاته لتمكينها من التعطيل المتمادي .. ولعلّ أبرز رسائلها الأخيرة ما أعلنه ممثل بيت الأسد الخاص والمدلل في لبنان الذي هاجم ترشيح العماد سليمان بعدما كان هو أول مرشحيه ...

وليس صدفة مهاجمة الجيش عبر نسف ترشيح قائده الماروني.. تزامنا" توجيه سهام الحقد باتجاه الكنيسة ..كلّ ذلك بهدف إجراء عملية حصر إرث للمسيحيين.. ولكن فليخيطوا بغير هالمسلّة..

 

ودعوني بكل وضوح أسأل الوزير الصفدي ماذا ذهبت تفعل في سوريا ؟

اسمعوا جيدا" طالما الباصات والحافلات السورية تدخل الى لبنان ولو بشكل شرعي عبر الحدود ، طالما أنها تدخل الى لبنان هذا يعني أنه يتوجب إبقاءها تحت مجهر المراقبة الفعالة ومراقبة وجهة سيرها.. فليعلم القيمون على الأمن في لبنان أننا في حالة حرب مع هذه الدولة الجارة غير الشقيقة واذا لم نبقِ أعيننا مفتحتين فإنه في ليلة ليلاء سينقضون علينا  من جديد وساعتئذٍ لن ينفع الندم.

اذا" سورنة لبنان جارية على قدم وساق .. ورفاقنا بالأمس عونيو اليوم وصلوا الى مرحلة يضعون فيها أكاليل الزهور على ضريح عماد مغنية..

 

فلنعد بالذاكرة الى الوراء قليلا".. يوم استشهد جبران وزعّ هؤلاء الحلوى ورقصوا فرحا" وابتهاجا" .. نحن بالنسبة لنا ولأخلاقنا وتقاليدنا نقول لا شماتة في الموت..

 

ولكن نؤشر الى هذا الموضوع لنقول أنه في لبنان اليوم مدرستين مدرسة 14 آذار الداعية الى السلام وبناء الدولة ورفع مستوى المؤسسات وحماية الجيش ، المدرسة المقابلة طلابها من جامعة سعسع لا يجيدون الا لغة اطلاق الرصاص كلما أطلّ أحد قادتهم على شاشات التلفزيون.. وهم لا يجيدون الا لغة رمي الحجارة على الجيش .. على فكرة أين أصبحت مطالب صبيان الشياح حول الكهرباء؟؟

 

مدرستهم احتلال واغتصاب عقارات خاصة وعامة وتوسيخ بيروت وضرب العاصمة لمجرد أنها قبلة حضارية وهم الواضح أنهم يرفضون حضارة أيل وقدموس ..

 

وبالنسبة لمقتل مغنية أعيدكم الى تصريح لزوجته سعدى بدر الدين التي اتهمت السلطات السورية بوقوفها وراء اغتيال زوجها ، وهي عادت الى بلدها ايران وادلت الى موقع البرز المقرب من ايران بما حرفيته:"  لقد سهّل السوريون الخونة قتل زوجي "..

والى متى ستستمر الهدنة الداخلية ، اقول لكم أننا على شفير الانفجار الكبير لأن الأمور لم تعد تحتمل خاصة وان المفاوضات عادت الى نقطة الصفر وهذا يعني عودة الى لعبة النار في الداخل.. وكلّ ذلك لأنهم يريدون ضرب المؤسسات وبذلك يضربون كل مقومات الدولة .. ولكن نحن دورنا يجب أن يكون حماية المؤسسات عبر الوقوف الى

جانب الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية لكي تقوم بدورها في الدفاع عن المواطنين عندما يتعرضون لأي نوع من المضايقات.

 

نثق بالجيش ونحن أوليناه أمر الدفاع عن لبنان وعن أمن لبنان وعن أمننا نحن كمواطنين

وحدها المؤسسات تعيد لنا الدولة ومتى عادت الدولة بمؤسساتها نتمكم عندها من ارساء السلم والسلام على كافة الأراضي اللبنانية.

 

لبنان أولا" وأخيرا"

ايلي محفوض

الكورة في 1/3/2008