إنه
بالفعل زمن
المحل!!
بقلم/مارون
عون
إنني في
حالة غيبوبة
انتقائية وطوعية
كنت أتمنى أن
لا أفيق منها كي
لا أصاب بالإحباط،
فيخور إيماني
والرجاء، وأكفر
بكل ما هو قيم ومبادئ
ووطنية وإخلاص.
يا
إلهي، الأحزاب
المسيحية
كافة في لبنان
وبلاد
الاغتراب تحتفل
جنباً إلى جنب
مع حزب الله
وباقي القوى
"الوطنية"
"التحريرية"
"والشباطية"
"بعيد
التحرير".
تحرير أرضنا،
أرض الجنوب من
بنيه. تحريره
منا نحن أولاده
الذين سقينا
ترابه
بدمائنا
والدموع،
عشقنا سماءه،
تغنينا بقمره
والنجوم،
قدسنا هواءه وحافظنا
على تراثه
وتاريخه وتضحيات
الجدود.
بوقاحة غير
مسبوقة
يحتفلون دون
خجل أو وجل.
يحتفلون
دون أن يرمش
لهم جفن أو
تنخع ضميرهم
ذكرى تضحيات
مئات الشباب
من أهلهم
وناسهم. أولئك
الأبطال
الذين قدموا
أنفسهم
قرابين طاهرة
على مذبح جنوبنا
الغالي.
أيعقل
أن تكون
"الدونية" قد
أنزلتهم إلى
هذا الدرك السحيق،
فغيروا
جلودهم
وخدروا
ضمائرهم وباعوا
كرماتهم
والعنفوان؟
هل ما
شاهدته
وسمعته
وقرأته صحيح؟
أيقل أن
يذهب القتيل
إلى قاتله
زاحفا،ً
ذليلاً ومنبطحاً
ليحتفل بذكرى
نحره وخطف
روحه، وليشكره
على تهجير
أهله ونعت
أفراد مجتمعه
بالخونة
والمتعاملين
والمتآمرين
والكفار؟
ترى هل
من هدد وتوعد مجتمعنا
من على شاشات
التلفزة
بدخول
مخادعنا وفقر
بطوننا وقطع
أعناقنا قد أمسى
بقدرة قادر بطل
تحرير ورمز
مقاومة في عرف
قادة وأفراد
الأحزاب
المسيحية تلك؟
كالسذج
نسأل، أية
معايير أجازت
لهم هذا الفعل
المشين
والعفن
بنتانته، وفي
أي قاموس يقرأون
وهم الذين كان
العديد من
أفراد جيشنا
الجنوبي وقادته
أعضاء في
أحزابهم.
ما هذا
الوباء المذل
الناخر الذي
فتك ببصر
وبصيرة وضمير
هؤلاء الناس؟
ما زلت
أحاول إقناع
نفسي
المصدومة بأنني
كنت في حالة
هلوسة بصرية.
إلا أن
الحقيقة
المرة تنخعني
بوجداني
وتردني إلى
مشاهد جلد
الذات
والتخلي حيث
أن الزمن هو
زمن محل.
نعم
أردت أن ابتعد
بأفكاري
والوعي إلى ما
وراء حالتي
التخلي
والركوع
البشعتين المبتلي
بهما مجتمعنا
المسيحي في
لبنان وبلاد
الانتشار على
حد سواء، ولكن
دون أن أفلح
في ذلك.
كيف
سيتعاطى مع
ضمير من طعن
شعبه بخنجر
التخلي والذمية،
وتنكر للقضية،
وتغاضى عن
دماء الشهداء
والتضحيات.
إن
فعلتهم
الشنيعة هذه
قد أعمت
عيونهم عن أن
أهلهم سكان
الجنوب
وعائلاتهم
مشردون منذ
أيار 2000 في
أصقاع الدنيا
الأربعة.
مشردون لأننا
رفضنا الذل
والتبعية ولم
نقبل التخلي
عن شرفنا والهوية.
مشردون
في غربة قسرية
لأننا قاومنا
بإيمان ودافعنا
عن أرضنا وأعراضنا
والأرزاق،
مشردون
ومنسيون لأننا
رفضنا أن ينكس
علم وطن الجدود
وتهان أرزته،
لترفع مكانه الأعلام
الصفراء والخضراء
والسوداء...
مشردون
لأن المؤامرة
كانت أكبر منا.
الكل باعونا
وتخلوا عنا،
غير أننا رغم
المعانات والغربة
الموحشة ما
تخلينا ولن
نتخلى في يوم
عن إيماننا والرجاء.
أخرجونا
من أرضنا
ومنعونا من
الدفاع عنها،
إلا أنهم لم
ولن يقدروا
على أخراج حب
الأرض هذه من
قلوبنا
والوجدان.
لا لن
ننسى أنهم سلموا
جنوبنا تسليم
اليد لجماعة
حزب الله
الإيرانية
الأصولية ضمن
صفقة لم تعد
بحافية على
أحد.
زوروا
التاريخ وجعلوا
من القاتل
محرراً ومن
والمقتول خائنا
ومتعاوناً.
يبقى أن
الله يمهل ولا
يُهمل، وإننا
لعائدون.
3 حزيران
2006