كلمة
الأب سيمون
عسّاف في يوم
الشّهيد –
طبرية
27
آب 2005
حرّك جـمادَك
يا صخرُ أيقظ
شهيداً لـنا
ذخـرُ
لوله في
الوطن الأعلى ما
دقَّ بابَ
الحِمى فخرُ
أمجادنا
خطّها زهواً
لنا العلمُ أرزُ
الخلود جرى من
جانبيه دمُ
دم
الشهامة في
قرطاجة عرم دم
الشهامة في
لـبنانـنا قيـمُ
منذ ألفي عام
ولد مع أوّل
شهيد معنى
الإستشهاد
فشهد بنفسه
للحقّ
واستشهد
لخلاص
الإنسانية
الغاطسة في
ليالي مآسيها.
وكان المدرسة
الأولى للبطولة
والتضحية
والفداء. ولو
لم يكن موت
الصليب رمزا
للحياة لفقدت
الشهادة
معناها
الشريف وظلّ
العباد
منذورين
للبياد وللعدم.
لذلك مثال
المسيحيين
الأعلى
وزعيمهم الأوحد
ورائدهم
الأمجد هو
السّيد
المسيح له المجد
سجودا.
ولقاؤنا
هذه العشيّة
دليل على عهد
مقيم منذ التلمذة
الأولى في فجر
النصرانية.
عهد لرجال سجّلوا
بدمائهم
ملاحم بطولات
يوم أحاق
الخطر الرهيب
وما زال
معاقلنا
وتربّص بأمّتنا
التي فيها نحن
الأساس. من
تراه ينسى
شراسة
المقاومة
وعناد الصمود في
مراحل مسيرنا
الحافل بقيم
الفداء؟
من لا
يذكر هاتيك
الحقبات
السود في
جبالنا والسهول
والوهاد
والبطاح
والسفوح حين
حمي وطيس
المعارك والتطاحن
والحرائق
والقتال؟
شهداؤنا الأبرياء
يهيبون بنا في
هذه الذكرى
النبيلة
للوقوف إجلالا
أمام أضرحتهم
الساجية
الخرساء مستمطرين
عليها بحابح
الرحمات
وأنداء النعم.
يعزّ
عليّ الكلام
فيهم وهم فوق
بلاغة المقاطع
وفصاحة
الألفاظ،
و|لأنّي أحترم
عظامهم ودفاعهم
ومبادئهم والقناعات
التي من أجاها
استناتوا
وسقطوا. إنّهم
قمم في العطاء
والبذل
مردّدين "ما
من حبّ أعظم
من هذا أن
يبذل الإنسان
نفسه عن
أحبّائه" (يو
15/13) يا
للسخاء
اللامتناهي
الجوّاد. في ذمّتنا
هم أمانات ولا
أغلى. إنّ ما
جرّح سكينة
ثراهم
الطاهرة
وأهان شموخ
الكبرياء هو
الغزو
الصحراوي
الآثم
لمقادسهم
الحصينة الشمّاء
ولنضالهم ضدّ
هجمات
الغرباء على
مرابضهم. هل
بعد مسموح بيع
أراضيهم
للآتين من
المشارق
والمغارب كي
يجتاحوا حرم
الملكوت الكسرواني
العريق
واللبناني
الصمّيم؟
ما هذه
الخيانة
الكافرة بتضحياتهم
العظيمة
وبترابهم
الذي فيه بسلام
يرقدون
وباستشهادهم
الميمون
الأكرم؟
هلموّا
نطرح السؤال
معا: أين سهر
المسؤولين
والحكام والرعاة
الغافل عمّا
عنه دافعوا وعاركوا
واستشهدوا ؟
فعماهم
مسؤولون وسوق
السمسرة
والبيع
والشراء
ينتهل العرض
والأرض والكيان؟
أجل وفاء منّا
لأرواحهم
تجمعنا قدسية
الذكرى
للتأمل في وطن
مشرذم ممزّق
يكاد يبيت
شهوة الطغاة
ولهوة
الطامعين.
نحييهم
بألف تحيّة
وألف قبلة
وألف صلاة
آخذين الدروس
والعبر
وعيوننا
شاخصة الى
خشوع مراقدهم
والى النهار
الذي يشمل
السلام فيه
شعبنا فينعم
بالحرية
والسيادة
والسؤدد أسوة
بالشعوب
الناهضة
والأمم الحية
. أرى أسماءهم
محفورة على
البلاطات
وأستحلفكم أن
تحفروها في
مطاوي الضلوع.
على منعطف خطير
نحن نترجى
الخلاص في
مساحة زمن
تنتظر فيه المنطقة
والشرق تحولا
جذريا. من ليس
مفلّسا بعلم
التاريخ يدرك
مطافنا
المعاناة في
هذا الشرق.
إنه أليف
اضطهاد
والإستشهاد
وكفاحنا من أجل
البقاء هو من
مستلزمات
وجودنا وحقنا
بالعيش
الكريم.
والجريمة
بل المجزرة هي
في التنكر
لصولات هؤلاء
الفرسان
الباسلة
وجولات
شجاعتهم الباطشة
في كل مضمار
خاضوه وكل ساح
اقتحموه وكل
شوط كسبوه.
ولاستمرار
الرسالة في
بناء الوطن
– النموذج
بتعدديته الفريدة
نستلهم أرواح
الشهداء
ونسترحم سماواتهم
لتحفظ شعب لبنان
رائدَ حضارةٍ
وثقافةٍ
ومعرفةٍ
وائتلاف على
اختلاف
المآرب والمذاهب
والنُحل.
اللهم
أغمر أرفتة
الشهداء في
ثراها
أرواحهم في
ثريّاها
وأعطنا أن
نسلك الدرب
بوحي من وقفات
عزّهم وفاء
لذكراهم ومن
ضمير لإلتزام
وحبّ لوطن هو
المصدر
والمصير لكل
لبناني أصيل.
ليكتب لنا
الأمل بحياة
لائقة تواكب
مسير العالم
المتحضر
وليرأف الله
بالشهد
الحاضرين
والشهداء
الغائبين على
إخلاصنا
للخلاص وصلاحنا
للإصلاح
ولترعنا
العناية
القادرة قائلين:
لبنان يا
معقل الأبطال
والشهدا كم
شعبك
الفاتحين
الملحدين هدى
رغم
اغتصاب غزاة
بالحما فتكوا في
ظل أرزك ظلّ
المجد ما
انفقدا
أكرم
بنوك بهم
صاحوا
بجرأتهم هذي
الديار لنا يا
زحفا جردا
نأبى
خيانة مثواهم
ونحملهم في
بالنا صوراً
في وعدنا أبدا
ولأنّنا
نحتاج الى
تماسك في التّـنظيم
يشدّ وشائجَ
التقارب
وأواصر
الألفة، أشكر
التّـنظيم
فُرادى وجموع
الذي نظّم هذا
اللقاء
إحياءً ليوم
الشّهيد.
وأختم كلمتي
بالقول:
حيّـوا
غـفـا
الشّهداء
السّاقطين
فدىً كُـرمى
لهم يرتقي
منّـا وفا
القسمِ
كانوا
رجـالاً
حليـبُ
السّبع
أرضعـهم في
كلّ نبضـةِ عـرقٍ
دافعوا بـدمِ
قالـوا
لنا عظةً في
صمـتِ
غفوتهـم تبقـى
رفيقةُ
أجيـالٍ بذي الكِـلـَمِ
إن لم
نكُـن أبـداً
أحـرارُ
أمَّـتـنـا عارٌ
عـلينـا إذاً
حـرّيـةُ
الأمـمِ
لتشمل بركة
الثالوث
الأقدس جميع
الحاضرين
وتغمر أرواحَ
الشهداء.
غبالة
في 27/08/2005