المعارض

بقلم/الأب سيمون عساف

إن المُعارض بنظافة وإيمان لبناء الوطن، يكون فعلاً مُعارِضاً شريفاً والموقفُ حقٌّ، أمَّا الذي يعارض لأجل مصلحة فألف سلام عليه.

كذلك المؤمن بالله، يصح إيمانه حين لا يضع شروطاً،  وإلا يكون الإيمان باطلاً. 

في عصيب الحالات والمصير على شَفا لا تتنوَّع المَفارق بل يكون اتِّجاه السفينة واحداً،

ولا تتشكَّل الألوان بل يكون اللون واحداً. ولكن للأسف لم يتعلَّموا عندنا من سالف الأخطاء.

لم يأخذوا دروساً وعِبَراً من الماضي الأليم.

يكفي أن يتخيَّلوا بشاعات الصور التي سبَّبت الفساد والخراب لترتعش الفرائص وتقشعرُّ الأبدان؟

يسمُّون المبادىء أو المُسلَّمات ثوابتاً.

ما هم التسمية طالما المؤدَّى لا يختلف عليه اثنان.

والمقصود هو الإيمان بالسيادة المُطلقة والإصرار على الانسحاب السوري عن كامل الأراضي اللبنانية والحرية الشاملة.

هكذا تكون المعارضة مُجدية والمُعارض صادق مع نفسه ومع مدلول الكلمة.

أما أن نقول بالانسحاب الجزءي وبالتهديد والوعيد فذلك خُلْفٌ وتخلُّفٌ وارتجاج. لماذا هذا التأرجح في المراحل الفاصلة من تاريخ الوطن.

هل تُبنى المجتمعات بالتربُّص والمعاكسة والصيد في الماء العكر؟

أن نشاكس لأجل الإصلاح فهذا برهان عافية عن ثقافة ورقي الشرائح والفئات في الكيان الوطني المتين.

أمَّا أن نعارض لتفصيل أردية على القياس فهذه رداءة وأيضاً افتراء على آداب التربية الوطنية وعلى أخلاق شعب الوطن.

لا يهم الناس أقوال وأشكال وأسماء الحكَّام بل أفعالها واحترامها الأعراف والقوانين وخدمة المواطن بصيغة تليق بالكرامات والمقامات.

إن الحكومات التي حكمت لبنان في السنوات الأخيرة رسمت للحقارة والفساد والنهب والكذب وانتهاكات الحرمات والإجرام أسفل ما يمكن أن يتصوَّر عقل بشر.

أعلي النداء من الآن لكل المستويات في بلادي، لبناء المدينة الأفلاطونية الفاضلة، وإن لم نستطيع إتمامها نكون على الأقل وضعنا حجر الأساس الأول في مدماكها للطالعين وراءنا فنكسب شكرهم عوض اللعنة. وبالنيَّات الحسنة تُبنى الأُمم وتواكب بتاريخها الأجيال.

26/1/2005