نجّني
من الدماء يا
ألله
بقلم/الأب
سيمون عساف
نحرٌ أم
انتحار هذا
شكلٌ من أشكال
الإجرام.وما
القول بالذين
مارسوا على
بلادي جميع
أصناف
المجازر
والمذابح
والإجرام
فلطخوا أيديهم
بدماء
الأبرياء؟
هناك
إجرام أدبي
هناك إجرام
أخلاقي هناك
إجرام معنوي
هناك إجرام
دموي الخ وكل
هذه التسميات
لحقت بشعبي
المغتصَب قهراً
المتقلّب على
أرائك
الأوجاع
المنقلب على
ذاته لدن نداء
شيخ أو
إيماءة
مولى أو صرخة
سيِّد .
كيف مات
غازي كنعان
الوزير
السوري الذي
استمرّ بلاطة
على صدر بلادي
ما يقارب
العشرين عاما
لا يهمني،
إنما يهمني
أن أعرف لماذا
البعض من
اللبنانيين
واللبنانيات
زحفوا إلى حيث
كان فقدموا
الولاء
وبخّروا
الصنم مع ركعات
ما كانت
مفروضة بل
مرفوضة إضافة
إلى وتوطية
جباه مخزية.لا
لن أتساءل لأن
الجناية
مشتركة في
مجتمع رجاله
أجلاّء ومفاتي وسماحات
وأفاضل لزموا
الصمت في زمن
كان يجب
الضجيج.
وبين
كاهن جليل
ومفتي عادل
وسماحة مسماح
وفضيلة مفضل
تتخبط الأمور
وترتبك إلى أن
تعنو
أشواطها.
أين كان
هؤلاء
الفطاحل
أثناء الخطوب
والأغنام
تُساق إلى المسالخ؟
أين كانوا لا
يشهدون للحق
ويستشهدون
صارخين بوجه
الذئب
الخاطف؟
أين
كانوا لا
يشهرون
السيوف بوجه
الباطل فيساندوا
المظلومين؟
لن أشتفي
إزاء الموت
لأن الروح
الآن تمثل
أمام الحاكم الأعظم.
قال الرب في
الإنجيل: "لا
تخافوا ممن
يقتل الجسد بل
ممن له سلطان
أن يلقي النفس
والجسد في
جهنم".
مات
الكثير تحت
سيف الباغي
الجزار
الطاغي بوجوه
مختلفة-رحمة
الله
عليهم-عسى
نفوسهم تكون مُخَلَّصَة
بعد مصرع
الأجساد.
أما هذا
القاتل شعباً
وأجيالا من
خيمته في عنجر،
فلا أقول فيه
كلمة إلاَّ
غفر الله
كبائره ولطف
بحاله.
كما قرأت عنه،
أنه في أواخر
أيامه أخذه
وجدان فلوى
حزيناً
وانفرد
بالقرب من
قبره الذي
أعده يتأمل.
هل هي نقذة
الآخرة
نبّهته فثاب
إلى رشد أم هي
رأفة الرب
قادته إلى
التوبة على ما
ارتكب من معصيات
أم هي أرواح
الضحايا شفعت به أمام
العرش ليندم
قبل قيام
الساعة ودنو
الأجل؟ ما
علينا بالتكهين
ولكن للقدرة
في أبنائها ما
يفوق مدارك
أهل التراب.
إن الذاكرة
محشوة بأهوال
اقترف وويلات
زرع والقراءة
السليمة تصب
اللعنات على
مثواه، أما
الرؤيا
المستقبلية
فلن تسمح بهذه
المبادلة،
لأن وقوفنا أمام
الله
تخوِّلنا
ترديد ما قال
الكتاب: "لي الانتقام
وأنا أُجازي". أوهل نحن
إلا جماعة
صلاة لا
لعنات؟
إذا لدى
الرب الحساب
والقضاء والإنصاف.
ما لنا ولهذا الطارىء
حتى ندينه وقد
لاقى حتفه
بصيغة مهينة،
وإنما علينا
أن نحاسب من
هم من عندنا.
فماذا عنهم في
سجون لبنان
وهم أبناء
البيت وليسوا
كذلك الأرعن
الغريب، هل
يشرِّف
سلوكهم وقد كانوا
ممسكين
بمقاليد
الحُكم وزمام
السلطة؟ أيجوز
لنا أن نسأل
أو أن نتسائل
بعد لماذا
حلَّ علينا
هذا الغضب أو نزلت
بنا هذه
العاديات؟
كيف ننحو
باللائمة على
الدخلاء
ونقبِّح
رذائلهم، والأبناء
من الداخل
يعيثون فسادا
بالمقدرات والقيم
والأخلاق وكل
المعطيات
ويعبثون بمجتمع
صنيعة
أجدادهم
روعوه ولوعوه
من دون رادع؟
من يجرؤ
بعد هذه
المسرحيات
المخجلة
والكرنفالات
الدامية التي
أسهم فيها
هؤلاء البعض
من أولاد
العائلة اللبنانية
أن يُقْدِم
على لوم
أجنبيٍّ أو
غريب أو يعتب
على طارقٍ أو
دخيل؟
عيبٌ أن
نقول بعد
اليوم لماذا
جرى على ساحة
بلادي هذا
المُسلسل من
الأحداث
المشؤومة
والمشاهد
المؤلمة من
قتل وخطف وقصف
ونسف وعنف وترويع
وتعذيب وقمع
وتفجير وسجن
وإرهاب ووو.
هلاّ يعي
أهل لبنان
وينتصحوا مما
حصل أم ما زالت
الغرائز
والميول
والتناحر
والنعرات تجيش
وتفور في
القلوب
والصدور؟
هل يعترف
الجميع
بالولاء
للدولة
والقانون
ويحترمون الهوية
والآداب
والتراث
والانتماء أم
سيولد مع كل
هبَّة ريح
قايين ويوضاس
وبيلاطس
وملجم
وبروتس؟ هل
يُقر الجميع
أنهم أخطأوا
ومفروض
العودة إلى
الأصول؟
أجل ينقص
شعبنا الرجوع
إلى الجذور
إلى التربية
إلى النية
السليمة إلى
الماضي
المقدس العابق
بأطياب
الروح
الإلهية إلى
التقاليد
الحلوة
والعادات
الحسنة. كان
الآباء مثالا
صالحا وقدوة
حسنة، ليت
الأبناء
يتخلَّقون
بخصال
الأوائل
ويتحلّون
بحميد
مناقبهم
فيخافون الله
ويعيشون بسلام
جاعلين من
وطنهم جنة نور
لا جهنم نار.
مع
تمنياتي
لبلادي
بالخلاص من
جلجلة والقيامة
من موت أرفع
الدعاء إلى
السماء
علَّها تستمع
وتستجيب.
16/10/2005