نفسي
حزينة حتى
الموت
الأب
سيمون عسَّاف
إلى
أين يسير
السفين والأنواء
هُوج؟
أين
احترام الناس
كل الناس في
مقادس بلادي؟
أليست
مواقف
التهديد
والتصعيد
والمخاطبة العدائية
تولِّد
الافتئات والأحقاد
والضغائن
والبغضاء؟
هل
هكذا يحل
المولجون
مشاكل الوطن
وبهذا الشكل
اللامسئول
يتصرَّفون،
وهل هو هذا
منهم المطلوب؟
تُرى
هذا المستوى
العنتري يؤدِّي
إلى التلاقي
وفضَّ
القضايا
العالقة بين
الأفرقاء؟
هل
هم وحدهم في
البلد أم
يدركون أن ثمة
شريك آخر لا
يمكنهم
تجاوزه أو
إنكاره أو أخذ
قرار من دونه؟
لا
نزايد عليهم
بالوطنية
ولكن ما قلناه
لهم عن انسحاب
سوري منذ 16 سنة
لم يعيروا له
اهتماماً بل
تعاملوا معه
نكاية بنا. واليوم
يزايدون وقد
سبقنا بأشواط
مظاهراتهم
وخطبنا قبلهم
برحيل كل غريب
عن أرضنا.
دفعنا القهر
والهجران وهم
استفادوا من
المحتل ومن مؤسسات
الدولة.
ولَكَم
درَّت لهم من
الأموال والمكاسب
حتى إنهم
جعلوا دُورَهُم
ومنازلهم
مفاتيح للشام
ونقطة انطلاق
ومآل.
لا
لم ننسَ محطات
من تاريخنا
مخجلة ورغم
ذلك تعالينا
ودعونا إلى
التعايش
والوحدة التي
أولا وأخراً
هي من
قناعاتنا
وأصالتنا
ومسلماتنا في
كل آن وأين.
للمرة
الألف نرددها
أنه من
المستحيل
إلغاء أحد لا
سيما بعد
تجارب دموية
أنزلت عقاب
السماء بنا
وعلينا جميعا.
لِنقرَّ
بالغلط
والخطأ
ولنغسل لا
أكفنا فقط بل
كفوفنا مما
اقترفت أيدينا
وارتكبت
حماقاتنا.
إنه
من الشجاعة
بمكان
الاعتراف
بالإثم والانكسار
أمام الوجدان والتاريخ
لقول الحقيقة
كما هي عارية.
نعم هناك
براءة وبريء في
مطرحٍ ما
وهناك أيضا
إجرامٌ ومجرم في
مكان ما.
ولنضرب
كشحاً لرأب
صدع ولمِّ شمل
وإصلاح ذات البين
ورصّ صف
والتآمٍ
لإلفة.
لماذا
هذا التظاهر المشحون
بين أبناء
العائلة الواحدة
بذهنية حربية
قتالية مقيتة
نود لو تموت
في الصدور؟
نعم
انتهت الحرب
ولكن نيران
الشر ما زالت
مندلعة
والجمر تحت
الرماد لاطٍ
والصفاء
معكَّر.
كيف
يُبنى البيت
الواحد ويتفق
شعبٌ واحد والإرهاصات
والاهتزازات
الانتقامية
والتوصيف
السياسي
المبطن ينطوي
على ألف نية
ونية مخزية؟
مساكين
أهل بلادي
وطيبون إنما
زعماؤهم
يعكسون
الصورة مشوهة
مهينة.
ونكرر
السوءال
المطروح على
تكتل 14 آذار
بأية وسيلة
يستطيعون
تنحية رئيس
الجمهورية عن
منصبه وهناك
فئة
بالمناصفة
توالي الرجل؟
نحن
ضده منذ دخل
على جثث
الشهداء إلى
الآن، ولكن
لسنا ضد منطق
السلوك السليم
والأسلوب الذي
يميز ترقينا
بعد هذه
المرمغات
والكرنفالات
الوحشية التي
أذاقت لبنان
الأمرَّين.
لغة
الحرية
والديمقراطية
والحوار
توصلنا إلى
المبتغى، أما
التشنج
والتوتر
الحاصل فهو
غريب عن منطق العقلاء.
لماذا لا
يطالبون بالطعن
بقانون
الانتخابات
وبكل انتاجات
اتفاق الطائف
المُذِل؟ إن
ما جاء تحت
الاحتلال يجب
أن يزول مع
الاحتلال،
وما الاستنسابية
إلا غرضية مرفوضة
شكلا ومضمونا.
أو نرضى
بكل ما نتج عن
الطائف
ورعاته
وحماته على
وجه الإطلاق
أو ننسفه
بالكامل
ونعيد
انتخابات
هادئة لا غبار
على شرعيتها
وناموسها. عيب
وكفا بهورات وعرض
عضلات على
بعضنا.
أخشى
الصدام بين 8 آذار
و14 آذار والكارثة
تلوح
تباشيرها في
ما لو تمادى
المُغالون في
متابعة
الهجوم
المؤدي إلى
العبثية
والمحال. آه
ما أحلى
التفاوض
الودي
والعناق
الأخوي لإعلاء
الشأن
والتسامي عن
تفاهات تجر
البلايا الويلات.
فالقتال
من خارج
والخوف من داخل،
لماذا إذاً زج
الشرائح في
هذه الألاعيب
الخطيرة
واستكمال
المُسلسل
المقيت؟
وحده
الوعي ديننا
وديدننا في
دنيا تتمخض
بالشياطين
والأبالسة.
إن
الفزع من
تصارع
المصالح
الغربية
والشرقية على
أرضنا
وأرزاقنا والأعناق.
أدعو
الجميع إلى
التلاقي بقلب
يُصلي للخلاص
في هذه
المراحل
الدقيقة من
تداعيات
الدول وتقاطع
منافعها.
أبكي
لبنان الحبيب
المُبتلي
بخلافات
وتناقضات
وارتهانات
وعصبيات تزيد
الشرخ في
طوائفنا.
وبعد
تأسِّي وأسف
على حالنا في
لبنان، ما لي
إلا أن أردد
قول الشاعرة
في بدء
النصرانية:
ليت
للبرَّاق
عينا فترى ما أُلاقي
من بلاء
وعناء.
22
شباط 2006