مستنقع
الحشرات
الأب/سيمون
عسَّاف
لا أصدق
ما أسمع وأرى
في بلادي.
أوحال تغطس
فيها المستويات
فيجفل الترقي
من تشويه
أخلاقية الإنسان. فجأة
يتبادر إلى
الذهن سوءال،
هل صحيح أن
أسياد الحرب
والعملاء
بدَّلوا
أثوابهم
والوجوه بين
ليلة وضحى؟
ماذا
أقول لأطياف
الشهداء الأبرار،
لأرواح
لأبطال
الأحرار وذوي
الضحايا
الأبرياء؟
أتساءل
بألسنة الناس
المقهورين
والأرامل
والأيتام
والمعاقين
والمهجرين
والمهاجرين
ووو؟ من
يعمَّر بيتا
دمرته القذيفة
أو الاستعداء
فتفجَّر؟ من
يعيد مهجَّراً
هاجر تاركاً
أرضه إلى
الرياح وبنات
عرس
والذئبان؟ من
يُرجع قوافل
الذين سبقونا
وراحوا في
ظروف غامضة
مبهمة ملؤها
الغمغمات.
ماذا
يجري اليوم في
لبنان وكأنه
في أزمنة ياجوج
وماجوج هنا
نقيق هناك
نعيق هنالك
نعيب من أعاميق
المستنقع.
أواه من دبيب
الحشرات
المتهالكة
على الضفاف! لذلك
أستشفع مراحم
ساكن الخيمة
الزرقاء إله
العرش
ليسكبها
أنداء الرأفة
على المساكين
أهلي الودعاء
الأوفياء.
أينك يا
يوسف بك كرم
ويا شيخ بشير
يا باش
تستفيقان
لتريا في أية
خانة نحن
مُلتحقون ملتقحون.
يا شيخ
بشير لقد
ضلُّوا
السبيل
وعوجوا
المسير إن لم
أقل خانوا
النهج ودفنوه
في مثواك.
أخجل
التكلُّم
لأنهم بالفعل
أطاحوا
بالمبادئ
والرؤى
وطمروا الفضَّة
في التراب
قصداً
وظنًَّا منهم
أنك لن تعود. لا
قراءة سليمة
بعدك ولا بُعد
نظر. والشعب
خامل قانط من
مسلكية ينقصها
الإيمان.
أوَّاه من فضائلك
وأفضالك ومن
تفانيك
وتضحياتك التي
ثمنها دمع
ودمٌ
وعرق أعصاب. ماذا
تراني أرد على
الذين
حقَّروا
الشموخ في
عزِّ المواسم.
عذرا منك
وعفوك لا
مرَّة بل
مرَّات
تفرَّق الجميع
أهملوك ناسين
أنك وحدك كنت
الضيغم الثائر
المزمجر إذا
تطلَّع صوب
العرين غريم
أو خصيم. هلم
اليوم كي تنظر
بعينيك الرخص
في أشباه الرجال
والمنفعة،
تعالى لترى
الأقزام يتطاولون
على العمالقة.
غاب بك
الرأس
والفلتان حصل
وهيهات لو يقف
أحدٌ سدًّا
منيعا بوجه
الزاحفين.
جاء
الجنرال في
غير ظروفك
فحاولوا صلبه بدق
الأسافين عوض
المسامير،
وما زالوا
يتغطرسون.
يبدون وكأنهم
طواويس لكنَّهم
عرايا من
الوبر الذي في
جنيحات الصيصان.
أين العنفوان
والكرامة وها
هم يبيعون
ويبايعون.
كلٌّ على
تلَّة يصيح بعشيرته
للتلاقي
الموسمي في
الانتخابات.
وغداً
تبرد الحديدة
ويألف كل واحد
إلى اتِّجاه.
يطوقون
يتحايلون
ويتثعلبون ثم
يخضعون للأمر
الواقع. شخصية
لاغية تُقلِّب
عليها
الحسَّاد
والمنتقمين.
هنا يكمن
الوجع
وتتفاعل
العلّة. وهل
تراه يرضى
بأنصاف الحلول
ويستمر الوضع
على ما هو إلى
سانحات
الفرَص ؟ كيف
يُبنى لبنان
وأذهان القبائل
ساطية مسيطرة
وفي كل زاوية
شيخ وقبيلة؟
وا أسفي
على شعبنا
لأنه
كالقطعان
يمشي وركبُ الزمان
عجول وأسراب
الشباب مثل
العجائز
غافلين غرباء.
ما كنت
أري نفسي
لبناني
وأشاهد مناظر
الجهل والبهدلات
تمارس عندنا بهذا
الأسلوب
الشنيع، والناس
تتدافع
وتتهافت لكسب
مقعد أو كرسي
بينما ألحظ
الجنرال
يتعامل مع
الواقع
المعيوش الذي أحرجه
فأخرجه وزجَّ
به في مستنقع
الحشرات، هل
من مناص؟ إنها
باختصار الكرامة
والمحبة.
أمنياتي هي في
ارتقاء
أزمنة تجعل
من بلادي بشراً
وحجراً مدنية
وازدهاراً.
لَكَم ذكَّروني
بأغنية فيروز:
القمر
بيضوِّي عالناس
والناس
بيتقاتلو عا
مزارع الأرض
الناس عا حجار
بيتقاتلوا. يا
ويلاه ما أتفهك
يا ابن آدم!!
لبنان
شيبة صنين في
العنفوان
والوقار في الإباء
يحتاج إلى
التعالي
والبرداخ.
علامَ
تتربَّصون
أيها
الطامعون
للفتك وكل
لبنان شبرين؟
هل ضاقت
الدنيا بكم أم
لإلغائنا؟ .
للجنرال
الزعيم
القائد
والرائد
تعالوا نصِّوتُ
لأنه لائق بنا
بعيد السنين
العجاف وقادر
على مسك الدفة
والوصول
بالسفينة إلى
المرسى
الأمين..
ديوك
الخُمم تصيح
كوكوكوكوكو.
والفجر كما
الأمس كذلك
اليوم وفي
الغدو والى
الأبد إنما
مستقبل
أولادنا
أمانات في
أعناقنا.
للهوية
والتراث
والانتماء
وللتاريخ
أجيال مُطلَّة
لم تفهم
أصوله.
والجنرال
شاهد شهيد
فداء الأرز ومعلم
لهذه
المفاهيم
والشيم.
ها
الساعات
الحُبلى تتمخَّض
للولادة.
دعونا نستنتج
والأدلة في
الصناديق.
عاش
الأدب في ومات
الوخم وطهرت
الأرض السماء
مونتريال
10 حزيران 2005