الضرورات
تبيح
المحظورات
الأب/
سيمون عسَّاف
إذا كان
تشكيل
الحكومة
ضرورة، لا نود
الإسقاط ولا
الاستواء ولا
الاستعلاء
لأن الوضع
أرداه الرديء،
ولكن إذا كانت
المسألة
تنفيذ كلام
وشدّ حبال
وغايات
مبطنة، سنقع
في ما لا
نتمنَّاه
ويسمَّى بالمحظور.
حذار من الضرب
أخماسا
لأسداس كون
المكر ممنوع
في قضية
شعب ومصير
وطن، وإلا
تلعب صمصامة
عمرِو بن معدي
كرب (سيف من أشهر
سيوف العرب
وبه يُضرب
المثل في كرم
الجوهر وحسن
المنظر والمَضاء)
، أليس من
صارع الحق
صرعه؟ ونقول
للحكام التماثيل
أصلِحْوا أنفسكم
يَصْلَحْ لكم
الناس.
مواويل
نسمعها
تخدِّش
الأذان
وتُسِمّ
البدن. بالأمس
استقالت
الحكومة
نتيجة رفض
الجماهير لها،
فلماذا يعاد
تكليف من رفضه
الناس؟
لماذا أولئك
الغزلان في
الحيّ
يتشاطرون وهم
أشأم من
حفَّاري
القبور؟ هل
يريدون
اللاحق
بالسابق؟
بأية لغة
يفهمون حتى
نتوجه إليهم
بالخطاب علَّنا
نحظى بالجواب
ونشقَّ سُجُف الضباب؟
أية شرعية بقيت
عند "الأفندي المكلف"
بعد مظاهرة
المليون
الجامعة،
وأية شرعية أصلاً
لفخامة
العماد المجدد
له وهو المُغرب
عن ناسه؟
نصحناه
ليرحل،
فيستريح
ويريح فلم
ينتصِحْ، لأن
الخادع أغراه
بالقيادة
فمشى ولا يزال
دون أن يلتفت إلى
دماء ودموع المقهورين
من أهلنا. منذ
سنة 1990 أخذ
الغزاة حرِّيتهم
وسيطرو على كل
ملفات وأسرار ومفاصل
الدولة وهو
والربع غير
أبهين بما يحل
بالوطن من
كوارث
ونكبات،
وبالناس من إذلال
وقهر وتنكيل.
حكام يعاندون
ويكابرون
فيما الناس لا
ترى خلاصاً إلا
في رحيلهم. حنثوا
بالعهود وخانوا
القيم بعد أن أطاحوا
بكيان الوطن
ونحروا العدل
فيه. قالوا
أنهم يصونون
شموخ وعنفوان
وإباء الشعب،
ويحافظون على
حياض ورياض البلاد،
فيما بالواقع
هم يتمرمغون
بالفساد والإفساد
والتبعية. يا
للعار على قادة
من هذا الطراز
الممسوخ الممسوح
من كل كرامة
وعز وشرف.
داسوا
دماء الشهداء
وكثرت في عهدهم
الضحايا
والجرائم
وتفشَّت
الفوضى
والفلتان واستباحوا
المحرَّمات.
ما لهذا الطاقم
المفسود الذي
عرَّاه الذُل
من المجد حتى
صار أوطى من
بطن الزاحفات.
ماذا نقول
لتاريخنا في
المستقبل
ولأجيالنا عندما
يقرأون ملاحم
البطولات
ويمرُّون
بهكذا زمرة من
المُعاقين المُصابين
بالجهالة والبله؟
ولَّى
جيش الاحتلال
وها هم وحدهم
عزل، ولولا
الحماية
الموقوتة
لانهاروا مع الأفندي
المكلف
المستميت على
تسنُّم الكرسي
الجذََّابة.
أما أهل
الأفندي
وناسه، أهل الفيحاء الصامدة فهم
أبطال ينشدون السيادة
والاستقلال
ويسعون
للانعتاق من
نير العبودية.
هل ستتعيَّن
حكومة على
طراز حكومات ما
بعد التسعين
يرئسها
الأفندي
صورياً فيما حكومة
الظل الأمنية
مستمرة
بظلمها وغيها؟
هل يوافق
الجالس على
عرش الرئاسة ويجرؤ
أن يُلبي
مطاليب
المعارضين؟
أغلب الظن في
الضِنّ
والواقع
يستبعد أن
يتجسَّد
المستحيل.
لا حكومة
ولا حاكم حتى
أجلٍ مُسمَّى
أو حتى فرْض
الأمر بما بقي
من نفوذ في
الشام.
ترى هل سُجنا
نحن أهل الوطن
وتلوَّعونا
إلا في عهد
هذا المعين؟ منبوذٌ
هو من كل
الشرائح وليس
فقط من أهل
بيته، فقد بات
لا مع سِتِّي
بخير ولا مع
سِيدِي أيضا،
فلماذا لا
يستقيل؟
هو والربع
شهود زور على المجازر
والسرقات،
الهجران
والتهجير،
الافقار
والغلاء. إنهم
شركاء وشهود
في تعذيب
الأبرياء
والافتراء
والتجنِّي
والاعتداء، وعلى
ألف نقيصة
وجنحة وهِنَة،
وما داموا هم والعجز
صنوان فلماذا يبقون
في الحُكم ولا
يرحلوا؟
على
سوريا البعث
وقبل أن تكمل
انسحابها من
وطن الأرز أن
تشحن أتباعها
الصُوَرِيين
هؤلاء في أخر
حافلة تغادر.
ليرحلوا معها رحمة
بالذين
ابتلوا
وانظلموا
وتألَّموا
وفقدوا أحبة
وأهلا
وخِلاَّنا
وأصدقاء.
عسانا
نحقق الأحلام
وبصوت صريح نستريح
من هذه الجثث
الحيَّة
الكريهة المنتنة.
إلى العافية
يا وطني
فالآتي قريب
والوعد
بالرخاء سيجيء
من حيِّز
المنام إلى
ساحة اليقظة!
20
أذار 2005