مشورة
الأب/سيمون
عسَّاف
ربَّاه لا
تغضب على شعبك
فيبتلي من
جديد بالمشاكل
والمشاكسات.
إرأف
بالمساكين
والمعذبين
والأبرياء.
إسمح لي أن
أطرح السؤال
على
اللبنانيين
أولاً وعلى
المسيحيين
ثانيا.
أين كان جميع
المعارضين
حتى استفاقوا
بعد هذا المطّ
الطويل في
الزمن ليطالبوا
الآن
باستقالة
أميل لحود
رئيس جمهورية
لبنان؟
ولماذا هذا
السلوك
الجارح
العاكس نفسيات
ثأرية وثورية
في آن؟
شخصياً لست
من الذين
اقتنعوا يوماً
بالرجل
كمسئول عن
تاريخ وإرث
وانتماء
وهوية ووديعة
تخص الموارنة
أولاً ولبنان
آخراً، ولكن
ليس قي يقيني
مسموح اللجوء إلى
هذا الأسلوب
الانتقامي
الأليم.
هل الروح
المسيحية
تنطوي على غير
الصفح والمحبة؟
أعترف بأني
ارتكب خطأً
عندما أمسّ
كرامة أحد،
وأثوب إلى
رشدي مقوِّماً
الاعوجاج حين
أفعل لأن
إنسانيتي
تلزمني بمستوى
أرفع من
المهاترات.
أليس من
وسائل أرقى
لمعالجة
القضايا المصيرية
الخطيرة في
بلاد تتأرجح
على أكف
العفاريت؟
أية صورة
تنطبع في
أذهان نشئنا
عما يرون ويسمعون
ويقرأون؟
هل وعى
ممثلوا
الشرائح في
مجتمعنا ما
يتركون من
تأثير في نفوس
المواطنين لا
سيما الشابات منهم
والشباب
والأولاد
الطالعين؟
هل هذه هي
المُثُل التي
يتربى عليها
أجيالنا، وهل
هذا جل ما
نعطيه من
أمثولات لأحفادنا؟
ثم هذا اللغط
الفائر
والصخب
الجائر ألا
يعود بنتائج
سلبية على
سائر
القطاعات
والمؤسسات والمدارس
والجامعات في
البلد؟
لا أحد يرغب
في إبقاء
الرئيس لحود
على كرسي الرئاسة،
هذا أمر لا
يختلف عليه
اثنان من حيث
المبدأ. وإنما
الخلاف على
الطُرُق
الغوغائية
التي تزيد
الشرخ بين
اللبنانيين.
إن احترام
مشاعر
الآخرين واجب
مقدس انطلاقا من
احترام الذات.
من هنا
وتحاشيا
للفوضى وشل الاقتصاد
وعمل الناس
اليومي،
يتحتم على كل
الفئات
الاعتصام
بأدبيات
التعاطي التي
تَمَيَّزنا
بها والتي تدل
على أخلاقنا
الرفيعة
وشهامتنا
العالية. إنه
معيب بخ
الشتائم
اللاذعة ورشق
العبارات النابية
خصوصا في
الإعلام
والإعلان.
لا والله
ليست من
ثقافتنا هذه
الترجمات
المُشيرة على
تخلّفنا
وتباغضنا
والجفاء.
أليس لدينا
وسائل
دستورية
ومجلس نيابي
وتشريع في
بلادنا؟ هل هذه
هي حضارتنا
التي ندعي
بأنها أم
الحضارات؟
أليس
الاصطفاف
الفئوي يخلق
حساسيات
وافتئات
ويزيد الطين
بلَّه بين
الطوائف في
نهاية المطاف؟
لا، لا يلتئم
شمل إلا
بالخلود إلى
الترِّوي
والتفاهم
والديمقراطية
الرصينة التي
تُظهر وجهنا
الراقي أمام
العالم المتمدن.
نعم وحده
العقل الرزين
والسكينة
وتوقير الشعب
اليائس بعد
ثلاثين سنة
تقاذف
مسبَّات وراجمات،
يوصلنا إلى
ضالتنا
المنشودة
مبعدا عنا
مفاهيم
القبلية والتقاتل
والحقد
والنعرات.
أنا لست في
موقف الدفاع
عن الرئيس
لحود، بل عن
القيم التي
تفرض علينا
ذاتها
فنتحلَّى بها
ثم نأخذ ونعطي
بترفُّع مهما
كلَّف ذلك من
عناء وضنى.
بهذا المنطق
نكون سُعاة إلى
بناء مجتمع
أفضل وبلغة
المودة
نتخاطب حتى مع
الألدَّاء
لكي يدرك
القاصي
والداني أننا خير
أمة تحيا بين
أمم الأرض بما
لها من نبل وتسامح
وكِبَر.
لذلك أدعو
أخوتنا في
البلاد إلى
أي
معتقد انتسبوا
أن يراجعوا
حساباتهم
ويتفاوضوا بألسنة
الإلفة
مجسِّدين
أقوالهم
أفعالا ليكونوا
بُناة غدٍ
مشرق للذين
بعدهم يأتون.
إنه من غير
الممكن أن
يكون التحدي
والتهجم جامعاً،ً
كما أنه من
غير المعقول
أن يبقى الأمن
سائباً.
والدوائر
معطلة ونصف
الناس رافضاً
لما هو عليه.
والله
بصدق أقول، لو
كنا نصلي
ونتأمل ونناجي
رب السماوات
والأرض لَما
بلغنا إلى هذا
الدرك المُحط
المُشين.
ندائي إلى
نواب لبنان
وطني جميعاً
أن يرحموا
ويتساموا وهم
يمثِّلون
جميع الناس
حتى تستقر
السفينة
وتستمر
الحياة
الكريمة فنليق
بها بدل أن
تحتقرنا
وتدوسنا
بأقدام
زائريها
بعدنا.
وعبثاً
يحاول البعض
أن يتذاكى على
البعض بغياب
التصافي
والمحبة،
فالمطلوب
التعالي ومراجعة
الضمير وغسل
القلوب
والوجدان
بغية التلاقي
لإعلاء شأن
البيت وضم
أفراد
العائلة
الواحدة.
إن لبنان
الصغير على
الخارطة يبقى
صغيراً إذا
أصرينا على
عنادنا
الأغبى،
ويكبر على
الدنيا إذا
ائتلفنا وتوحدنا
بجهودنا
وعهودنا
ورجعنا إلى
أصالة الآباء والأجداد
الراقدين تحت
تراب الوطن
المُفدى.
صلاتي إلى
خالق الأكوان
والكائنات أن
يضمنا تحت أفياء
رضاه ويبارك
جمعنا ويغمر
أرزنا الأخضر
بسنائه
الخالد.
على هذا
الرجاء أنتظر
الخلاص مما
نحن فيه
والخروج من
كهف أفلاطون والقيامة
الحقة للبنان
المَزيق.
من له أذنان
سامعتان
فليسمع.
26
شباط 2006