لا
يستحون
الأب
سيمون عسَّاف
أخجل
عندما أسمع
حديث
السياسيين
الحديثين يستبسلون
وهْماً
مخدوعين أنهم
روّاد الحرية
ومجترحي معجزة
انسحاب سوريا
من لبنان. لا
عيب يوبخ وجدان
ولا حياء ينخز
ضمير.
والمعروف عند كل
لبناني أصيل
وصاحب ذاكرة
سليمة أن الجنرال
ميشال
عون بمفرده زعيم
المراحل ومخلِّصها
من البداية إلى
النهاية. هو
من دُعي إلى
الكونغرس في
مدينة العالم
الجديد
وتعاطى مع
الفرنسيين ثم
عاد إلى بلده
بفضل جهده لا
بفضل هؤلاء
المهذارين.
فلو لم يحارب
سوريا لما
أجبر على
المنفى إلى
فرنسا
وبحمايتها
غربة طالت طويلاً.
الشكر لهذه
الدولة
العُظمى التي حرست تحت
رعايتها
الجنرال
البطل
وأرجعته إلينا
أكثر زخما
وبطولة.
كفى
التشدّق
والادعاء
الفارغ
والكلام الأعجف
بحق النزاهة
والشموخ. هذا
الإنسان
العظيم كان
يوم لم يجرؤ
أحد سواه على
المواجهة يجابه
بشراسة وعناد
لكسب الشوط. ولكن
بحسرة مُرَّة نقول
نجح
المتآمرون في
امتحان الشر
وضربوا المبنى
الذي عمَّر
هذا الشريف
المقدام
المقحام
بالمعارك
الطاحنة
والصمود
العتي.
والتاريخ
شاهد على صحة
ما نترجم وعن
أحداث تلك
الحقبة
المشؤومة.
لا نُخطيْ
إذا سمينا
هؤلاء
التعساء
المتطاولين على
الجنرال بالأقزام
وهم يحاولون
أن "يجدبوا"
قياساتهم
ليصبحوا من
قياسه ولم
يستطيعوا.
تبكي حضارتنا
وتتأوه
مزارات
شهدائنا
وتتململ رفات
الجدود
وتتحرَّق
الضحايا من
شذوذ المتطفلين
على عملاق
التحرير
ونظافته. إن
الجنرال ميشال
عون ليس فقط
عسكري
انضباطي شجاع
قدير، لكن، إضافة
إلى هذه
الصفات، هو
رجل لاهوتي مثقف
محاور لبق
لطيف المعشر يفتن
جلاَّسه ويدهش
قاصديه.
بموضوعية
مطلقة نقولها
من دون تزلف
ولا مواربة، إنه
ذو شخصية
مميزة عن جميع
السياسيين
بفرض الوجود
واستقطاب
الجماهير
والحضور
الآسر. فهو
حنون إذا لان
وأسد كاسر إذا
عنُف. لا
نبخّر أو
نقرِّظ وإنما
نشير إلى
الحقيقة
عارية لتظهر
نعوته جلية لا
ريب يحوم
عليها ولا
شكوك تعكِّر
صفاءها. وأرجح
اليقين في
الأفراد
الذين ينوون
النيل منه هم
مغرضون وأحيانا
رخيصون لأنهم
لو كانوا في
لوائح عيَّنها
هو، لكان في
ناموسهم الآن هو
الرمز الأمثل
والمثال
الأنبل.
ليطرح السوءال
كلٌّ على نفسه
ويستنتج
الجواب.
زعيم
بهذا القدر من
الوقار
والأبهة
أعطتناه
السماء،
أيجوز أن نتحامل
عليه أم أن
نقف بجانبه
ونسانده
للنهوض بعد
مرمغات أذلت البشر؟
علينا أن
نرفعه ونرتفع
به ومعه إلى
قمم
المستويات لا
أن نرشقه
بالتفاهات
والأقاويل
لتعويم ذواتنا
بالنقاش مع
معاليه. ليس
اللسان عندي
بالمعتاد على
المدح إلا
بالعظمة
وأصحابها
وبما أن الجنرال
هو رجل عظيم
فأنا من
المدَّاحين
لهذه العظمة.
أترجى
الذين يظهرون
على شاشات
الإعلان في لبنان
أن يلجأوا إلى
الترصُّن
واحترام أدب
المجالس والمشاهدين.
ترفض الجاليات
اللبنانية في المغتربات
أن تسمع ما تسمعه
من ثرثرات لا سقف
لها ولا حدود
لا بل تخرج عن
دوائر
الأخلاق. هناك
رجال صحافة
وهناك نواب
وغيرهم يطلون
بصورة بشعة
على الجمهور من
بعد كرنفالات
دامية قاسى
منها شعبنا
وعانى الأمرين.
فإذا كانت هذه
الرسوم
السمجة هي
واجهة
مجتمعنا وإذا
كان هذا
منطقها فأي
رقي ينتظر
الناس وتنتظر
أجيالنا يا
ترى؟ أي تقدم
ينهد إلى
الأمام وأي
تطور يسير
بركب
العمران؟ من
كل عالم
الانتشار
وباسم جميع
أبناء بلادي المغتربين
أناشد
السياسيين
والمتعاطين
بهذا الشأن أن
يزينوا
الكلام
ويبيعوه غاليا
أو بتعبير آخر
أن يجمِّلوا
الصُوَر
ويعرضوها على
المستمعين
راقية.
وقانا
الله المزالق
وأخذ بيدنا
للصعود إلى
الذُرى. عفاك
الله يا جنرالنا
الحبيب من كل
مكروه وعافاك
في عزم الشباب
وأوصل لبنان إلى
بر الأمان.
مونتريال
– كندا
12حزيران 2005