للغار
أو للعار
بقلم
الأب/سيمون عسَّاف
سيذكر التاريخ
جنرالا مرَّ
في أقسى مراحل
لبنان، هل
سيُبَارك أم
سيُلعن أمام
الشعب
والأجيال؟ نترك
علامة
الاستفهام مرسومةً
للمستقبل
القريب
المشحون بألف
مأساة وللأيام
أن تأتي
بالخبر
اليقين.
لماذا
الجنرال عون
يعقد تفاهماً مع
حزب الله
المُدرج على
لائحة الإرهاب
والمنعوت
بالمسلم
الأصولي؟
هل
بَطُل الرجل
أن يكون
القائد
الماروني من دون
منافس أو أن
يكون الزعيم
المسيحي
اللبناني
المناهض
بشراسة
لسوريا؟
ما هذا
الانقلاب
المفاجئ
والتحوَّل
المُريب؟
بديهي
الجواب
بالطبع، أن
سوريا جارة
تحتم علينا
التعامل معها
كدولة لأنها
بوَّابة
العبور إلى
دول الجيران.
أما
محاربتها
كنظام يحتل
أرضنا فلا أحد
يساوم على
مصداقية
الجنرال،
والموضوع من
حيث المبدأ
ومن حيث
الواقع فاصل
جذريا ومحسوم.
ولكن من حيث
التفاوض
السياسي بين
دولتين
متحازيتين،
فهذا أمر لا
جدل فيه ولا
نقاش، إن كل
رئيس يتسلَّم
كرسي القصر عليه
التخاطب بلغة
السياسة مع
الجيران وفي طليعتهم
سوريا.
ومن
سوى الجنرال
الذي سمَّاه
بطريرك
الموارنة
الزعيم
الماروني،
بمستطاعه
اقتحام هذا الشوط
العائل وخوض
هذا الخضم
الهائل؟ ثم
ماذا عنِ
المعطيات
التي تخول
الجنرال عون
اللقاء مع حزب
الله المعروف
بالتزُّمت الديني
المقيت،
والجنرال هو
داعية للنظام
العلماني
الصِرف؟
باعتقادي
يحق لنا
الاجتهاد
والأسرار عند
الآلهة.
إن
حزب الله من
حيث
التقدمية، هو
من الطوائف الثلاث
الأولى التي
قدمت إلى
لبنان:
المارونية
والشيعية
والدرزية. بات
علينا التكلم
معه
والاقتراب
منه من ذهنية ومنطلق
لبنانيته
لإيجاد حلٍّ
مشرِّف ينهض ولا
يطيح بالبلد
برمته.
وهل
من ينكر سلاح
هذا الحزب
الكبير عدة
وعددا وعتادا
إضافة إلى أنه
الشريحة
الكبرى في البلاد،
وبمقدوره
اجتياح
الأرزاق
والأعناق وتسبب
الخراب
والدماء
والموت؟
لماذا
معاداته إذاً
طالما أنه
جاهز للمفاوضة
والحوار تحت
سقف
الديمقراطية
والكلمة واحترام
حرية الآخرين
والاعتراف
بحقوقهم والكرامات؟
مِنْ
هذه الزاوية
وبهذه
القناعة أفهم
الجنرال
يرتضى لنفسه
الانخراط في
هذا السياق،
وهو المحنك
عسكرياً
والمطبوخ
سياسياً بعد
المحطات التي
فيها عبر.
فالمسألة
ليست عرض
عضلات، وإنما
تعقل وروية وحكمة
ورؤيا وقراءة
سليمة لا تخضع
للغلط. لن
أتحدث عن
الخلفية التي
تساند حزب
الله لخلق البلبلة
والفوضى
والانفلات،
بل عن منطق
القوة التي
يمتلك
والتراث
والهوية
والانتماء الذي
إليه يلوذ.
عزل
الآخرون
الجنرال
مستأثرين
بأكثرية
نيابية قانونها
مزيف مفروض،
لم يقبلوا
بإعطائه حتى
وزارة العدل
لمحاربة
الفساد
ومحاسبة
السارقين أموال
الشعب
و"المُراكمين"
الديون
الباهظة على
البلاد.
اتخذ
خط المعارضة،
مراهناً على
فشلهم الذريع،
ملاحظاً
عملية ممارسة
الوزارات،
والدليل هو أن
الأكثرية
الدفترية
الحاكمة لم
تتمكن من
إدارة أزمة
الوطن إلى أن
سقطت في
المآزق.
والتفجيرات
والاغتيالات
والفقر
والتراجع ومؤخراً
الهجوم على"
الأشرفية"
خير برهان عن
العجز الجهيض
والجنح
المهيض.
عابوا
عليه كيفية
التفاهم مع
حزب الله وهم
كانوا حلفاء.
فلماذا
يا ترى ما يصح
لهم لغيرهم لا
يجوز؟
نحن
لسنا ضد أي
اتفاق، يهدف
إلى وحدة
اللبنانيين
وجمعهم رغم
الحذر والمحظور.
ونسمح
لأنفسنا
متمنين على
الجنرال عون
مستفسرين غير
مسترسلين أن
يشرح للناس
أبعاد وأسباب
وأشكال
ومبادئ
وقواسم وسائر
جوانب التلاقي
والتفاهم
والاتفاق،
لأن الرأي
العام ككل ليس
على مستوى
استيعاب
الحدث، لِذا
صار من
الضرورة
توضيح الغموض
وجلاء
الإبهام.
وحين
يتبيَّن
لإنسان لبنان
حقيقة
ماجريات الأمور
يطمئن له بال
ويهدأ له خاطر
فلا يعود حائراً
ضائعاً
جاهلاً في أي
فلكٍ يدور.
إنها
خطوة جريئة لا
غبار عليها في
هذه الظروف
العسيرة،
وائتلاف
مبارك لا
يشوبه إشكال
في هذه
الأوضاع
الدقيقة التي
تتمخض بها
المنطقة.
والله لم نعهد
مثل هذا
الإحكام
السياسي
اللافت
الحكيم.
إن
التوافق بين
أفخم كتلتين
وفئتين تمثل
الطائفتين
الكبيرتين في
لبنان، هو
منفذ ومنقذ
للطرفين وحشر
للتيار المناهض
وهزيمة لا
مناص منها ولا
خلاص.
أكتفي
بهذه النبذة
السريعة
لأشير إلى
النبوغ
والذكاء في
هذا التحالف
الذي هو سفينة
نجاة تسير
بركب الوطن
إلى المرسى
الأمين. هنيئاً
لأبناء لبنان
بحسن
المساعي،
وعسى أن لا
تخيب الظنون.
لأهلنا
نقول لا تخافوا
فالله هو
المجير وكلنا للنصر
والغار أو
للكسر والعار
انتظار والسلام
للجميع.
8 شباط
2006