مظاهرة
14 آذار ظاهرة
بقلم/الأب
سيمون عسَّاف
والحمد
لله خرجت
سليمة كما
تمنيناها.
حشدها مشكور
والذكرى علينا
غالية
باستشهاد
الذين
اغتيلوا
لأنهم راموا
تحرير لبنان
من الأقدام
الغريبة
والجيوش
الغازية.
ملاحظتنا
ندليها من باب
الود لا من
باب الانتقاد.
كانت
الخطابات
تنافي أساليب
أدبياتنا.
هناك
لباقة أبهى
وأدهى حبَّذا
لو تُستعمل خصوصا
في السياسة
وفي عصيب هذه
الظروف.
أمَا
بالإمكان
إيصال
الرسائل بغير
نابي الكلمات
والقذع
اللاذع
والعبارات
المبطنة التي
تُلِيَتْ؟
إن
المتكلمين
يمثلون
مجتمعاتهم
ويعكسون صوَرَهم
أمام العالم،
وفي اعتقادنا
كان بعض
التشويه بالألفاظ
الجارحة التي
تصب زيتاً على
النار وتدمر
من دون أن
تعمر.
إننا
بأحوج ما نكون
اليوم إلى
السكون
والتقارب
والهدؤ، لا
بالتهجم
والشتم
والرشق بعيارات
أقوى من
الانفجارات
نعم
إن
الخروج عن
القيم والشيم
في فن الكتابة
والإلقاء ليس
مسموحاً.
وأشرف
ما نقاضي به العدو هو
تناسيه ورميه
في سلة
المهملات.
سمعنا
من بعض القادة
المتكلمين ما
يتنافى وتقريب
وجهات النظر
والدعوة إلى
الجلوس
للحوار.
فماذا
ينطبع في
أذهان
السامعين
وماذا يترسخ في
قلوبهم سوى
فورات
الأحقاد
وثورات
الانتقامات
والقدح والذم
والتشهير؟
هل
بهذه الوسيلة
نقتصُّ من
الأثمة
والسفاحين
والمجرمين؟
هل
هكذا نعلم
أولادنا
معالجة
الأمور
الخطيرة؟
هل
ما زالت فينا
رسوبات الحرب
الدامية؟
نربأ
بأشخاص
يقودون
أحزابهم أن
يلجأوا إلى هذا
النوع العاري
من التعالي
والارتقاء
إلى ذُرى
المستويات.
انسحبت
سوريا
وانكفأت إلى
أرضها
فلندعها وشأنها
تتخبط في
أوحال
مصائبها
ورمال
نوائبها. وللتقارير
الدولية أن
تعاقبها
وتجلي الحقائق
المطموسة طي
الكتمان. ونحن
أول من سأل
ويسأل ضمير
الأمم
والشعوب أن
يترك لبنان
وأهله، ومنذ
زمن بعيد كان
صراخنا لتحقيق
ما تحقق، وكل
ضليع بخفيات
وظواهر
الأحداث،
يعرف ميولنا
والأمنيات.
إذاً لا ينفع
بعد الآن أن
ننحو
باللائمة على
الجارة
المهزومة
التي مارست
شتى أشكال
الطغيان والإجرام
على بلادنا.
بات
علينا أن
نعتصم
بالحكمة
ونعود إلى
ذواتنا
مفكرين
بتعمير بيتنا
ولملمة
جراحنا وتوحيد
طوائفنا ورص
صفوفنا
المشرذمة منذ
ثلاثين سنة. وهل غير
لغة المحبة
والتصافي
والاحترام
تجمع ولا
تفرِّق فيما
بيننا؟
والجواب
بالتأكيد لا.
إنطلاقاً
من هذه
القناعة يجب
علينا
كلبنانيين أن
نتوجه إلى
بعضنا بلهجة
الأخوَّة
والإيمان، لا
بلهجة
التخوين
والنكران.
لا 14
ولا 8 آذار تنفعنا
بعد الآن.
إذا أردنا
بالفعل بناء
بلدنا وتماسك
شعبنا وتقدير
هويتنا يجب أن
تكون مظاهرة
تضم كل شعب
لبنان.
أليس
كل من يحمل
هوية لبنانية
له نفس الحقوق
والواجبات؟
بديهيا
أن يكون هذا
المنطق هو
المُصيب. لذلك
تلزمنا
الوطنية
الحقة
والتربية
الأخلاقية والاحترام
المتبادل أن
نتعاطى مع
سائر اللبنانيين
من ذات المطرح
لالتآم شمل لا
للتصدع والانقسام.
قد
يكون اختلاف
في السياسة
وتباين في
وجهات النظر،
لكن هذا لا
ينفي
الائتلاف
والديمقراطية
والتلاقي على
وحدة الوطن
والمصير
وتقدير كرامات
الآخرين. وهذا
ما يسميه
علماء الاجتماع
الذهاب صوب
الآخر
للتفاوض
والانفتاح
والشراكة
والحوار.
وما
من
مُستطاع عمار
الوطن وإنعاش
الروح
الوطنية بغير
هذا المنظار.
إنه
من المحظورات
إثارة
حساسيات
ونعرات وتحدٍّ
وكبرياء
وإفلات عنان
للنزوات، لأن
لكل شريحة
مقومات
يُفترض تقييم
حجمها وتقصير
مسافات التجافي
بتوقيرها
للتفاهم
واللقاء.
هل
تقوم عمارة
لبنان على فئة
من دون أخرى؟
مطلوبٌ
منا بعد هذا
السوءال باسم
الثقافة والوعي
أن نكون من
العقَّال
لتدارس
مستقبل أجيالنا،
وإلا نكون
أيضا كمن يرجم
في الغيب ويلعب
بالعبث.
نعم
كما كنا ممنوع
أن نكون فننعم
بالبغضاء والعشائرية
والغباء
مُغذِّين
فينا غرائز الحرب
والبربرية
والمذابح
ونحن ندَّعي
التحضر
والتمدن
والازدهار.
كفانا
ننكأ الجراح
ونتذاكى على
بعضنا. لكلٍّ تاريخ
ماض يعرفه فلا
يرشقن أحد
زجاج أحد بالحجارة
والحصى. آن
لنا أن نتقن
إهداء بعضنا
أزهار الورد
بدل شوك
العوسج. وهكذا
نبني سوية
لبنان الغد
على قواعد
ثابتة شريفة.
هلموا لكي نتفق
بعيدين عن
الانفعالات
المخزية والمخجلة،علَّنا
نصل إلى مرسى
يضمن لنا
ولبنينا
السعادة
والطمأنينة
والسلام.
هذا
هو نداؤنا
للقادة
والزعماء
أملين منهم التحلي
بالروية
والأناة
خالعين أثواب
القتال وروائحها
الكريهة
المُكربة،
وألف رحمة
وصلاة على
الشهداء
جميعا. نيَّح
الله ثراهم
وغمر أرواحهم
في فسحة
الملكوت.
مونتريال
15 شباط 2006