عند
الصليب
بقلم/الأب
سيمون عسَّاف
أيها
المتواضع
تسفيهاً
للكتبة
وإخزاءً للفريسيين،
المُعجبين
بنفوسهم
إعجاب
الطواويس
بأذنابها.
أيها
المطعون
بأرجاسنا
والمسقي
ثمالة خطايانا.
عرَّيتنا
من أباطيلنا
فعرَّيناك،
يا كلمة الحق
أيها المشغول
عن ذاته بنا.
ونحن
شغَلَتنا
الأشياء عن
ذاتنا فلم
نهتد إليك.
أنت
تسوق الأيام
ونحن سُقناك
للذبح، فما
أقواك وما
أشقانا!
مواعيدنا
لك يا ابن
البتول أكثر
من رمل البحر،
وأما قلوبنا
وأقكارنا فهي عنك
بغنى.
علَّقناك
على الصليب
فتعلق قلبك
بنا! سقيناك مُرَّا
لنقرِّبَك من
الموت،
فسقيتنا دما
لتقربنا
للحياة.
بكيت
دماً علينا
فتحجرت
قلوبنا
واستضعفناك! آلمك
رياءُ الكهنة
وسفاف
الكتبة، ولم
يؤلمنا
انزلاق
لساننا،
ومع
لساننا روحنا
إلى الكذب.
صلَّيت بدافع
المحبة
والشفقة،
ونصلي بدافع
الخوف والطمع.
فصلاتنا
صرخة في واد
ونفخة في
رماد.
صليت
لأبيك، ونحن
نصلي لذاتنا
الساجدة أمام
مذابح الشهوة.
تدثرت
بالصمت ولكنه
صمت يضج
بربوات
الأصوات وتعالى
ضجيج أبواقنا.
وبئس
بوق لا يطن
إلا في أذن
صاحبه.
يا
ابن البتول
العالي،
عيوننا في
التراب،
وتراب في
قلوبنا!
يزعجنا
يا سيِّد أن
يكتب وجودنا
علينا ويشقنا
أن لا يدحرج
الحجر عنا.
ليس
ما تفيض به
ذواتنا وتشرق
إلا من محبتك.
يا
معلم أكلتنا
الصبوة إلى
الكسل الرحمن
الذي لا تبعة
معه إلا إرضاء
الهوى
وديمومة
المتعة.
في
أنفاسنا يا
وحيد الآب أرج
الخطيئة وفي
أقوالنا أذية
حلوة.
أيها
المحمول ميتا
في صدري إن
غيرك يمشي فيه،
فاذنك يا فادي
البشر
نتجنَّى على
نفوسنا ولا
رادع لنا.
ونتباهى
بأننا أصدق
أكذوبة في
واقع الرخاء.
يا ابن الآب
وحدي جالس إلى
جانب القبر
أنتظر القيامة،
قيامة نفسي.
يا
مَثَلي الأعلى
يا يسوع،
أسألك أن
تدحرج الحجر
الذي يفصلني عنك.
إن محبتي لم
تمت. يا ابن
الآب لا
تجعلني أشك
بمحبتي. أنهكت
قواي فزحزح
الحجر.
بعتك،
تشفيت لموتك.
حرست قبرك
لأتحقق من عدم
وجودك فيصفو
لي الوجود.
لكني استفقت
على وحشة وبرد
وكآبة وخوف.
رحماك يا مخلصي.
بعتك
نعم! لأتخلَّص
من محبتك
لأنها باهظة
وحملت محبة
تتناسب معي
إنسان.
بعتك يا رب لا
تدعني أبيع
محبتي.
28 شباط 2006