إلى
الوزير
الصديق عصام
أبو جمرا
بقلم/
الأب سيمون
عسَّاف
أعتذر
عن إهمال ما
كان مقصوداً،
لِذا أعترف بأن
خطيئتي
عظيمة جداً. ولكن
رغم سهْوٍ
وخطأ صحا فيَّ
وعيٌ وندم،
وعدتُ لأصحِّح
مسارا.
كثيراً
ما نلهج
بالجنرال
الذي نحبّ
عنيت الجنرال ميشال عون
القائد،
ونادراُ ما
نذكر جنرالا
آخر نحبّ عنيت
معالي الوزير
عصام أبو جمرا
الباسل.
شخصياً أُكبر
فيه فضائل الاخلاص
للقضية،
وتقديم المهم
على الأهم
وتوفير الاحترام
لأولية
الرتبة. عظيمٌ
هذا الرجل الخبيء
في الظل الذي
دفع قسطا به
لا يُستهان
من الغربة
والقهر
والحرمان
إضافة إلى فقدان
شريكة الحياة.
لعمري هي
تضحية جد
قاسية تفرض
الشكران.
بعدما
كان من المسؤولين
عن حدود وسدود
الوطن، وبعد
ما عانى من
الأحداث في
معارك الدفاع
عن بلادي،
اختار
المنافي مع
رفيقيه عوض
البيعة
الرخيصة
والمبايعة
النقيصة.
أُهديه
من غربتي من
خلف البحار تحايا
الإكبار والاعتبار
على صموده
ورجولته
ونزاهته
مُشاطراً
إياه عذاباً
كابد صامتاً
أسوة
بالمُعلِّم
الأكبر.
وأُجوِّزُ
لنفسي أن أخاطبه
ما خطر لي
ببال:
أَجارتنا
إنَّ
المَزارَ
قريبُ
وإنِّي مُقيمٌ
ما أَقامَ عسيبُ
أَجارتنا
إنَّا
غريبانِ هَهُنا وكلُّ
غريبٍ
لِغريبٍ نسيبُ
(1)
إنه
عنوان النبل والسمو
ورمز الشهامة
والإباء.
يشرِّف
أجيالَنا
والتاريخَ في
لبنان انه عرف
في مرحلة ولو
قصيرة
جنرالاً مثل
عصام أبو
جمرا. دمغ
بوقفات جبين
مجد أمَّته
وبكلمات
ترنُّ أرقص تلا
وواديا.
ها هو
اليوم على
الطرف الآخر
من جبهة
الكفاح التي
كلنا في صُلبها
لاسترجاع
سيادة وكرامة
وحرية واستقلال.
يطل كالنسر
المجنَّح من علاه
يكلِّمُ
الأحرار وأهل
الشيم والشمم.
لو كان
هناك أخلاق
عند الذين
حكموا البلاد
لكانوا حفظوا
أقلَّه ماء
الوجه
وحافظوا على
حقوق الرجال
الأمناء
الأوفياء
واحتفظوا
بمعنوية
مدرسة هم من
طلاَّبها.
ولكن هل يُطلب
من الشوك عنب
أو من العوسج
تين؟
هكذا
في السنين
العجاف
يكافئون
الشرفاء عندنا،
هوِّن عليك يا
بطلنا الحبيب
لقد سبق وقلتُ
فيهم مقولتي:
عاثوا فساداً
بإنسانٍ
ومجتمعٍ فولولَ
العدلُ
والأخلاقُ
والأدبُ
إلى
متى الغيُّ؟
للأحوالِ
دائرةٌ لا بُدَّ
ما دورةُ
الأيَّامِ تنقلِبُ.
وراء
الأفق شمس
الأمل
تبشِّر بضؤ
كالذي من
خدَّيك يسطع،
أتركك على وعد
اللقاء في
ظلال أرز
طالما اشتقنا
إليه مع سلامي
لروحك
الكبيرة
وقلبك الكبير ولك حبنا
الأكبر. ودمت
من فوق بأجنحة
الأرواح محروسا.
20/1/2005