ربحت
الرهان
الاب سيمون عساف
12 آب 2006
عملاق من لحمنا ودمنا انت وابن جلدتنا، كسبت الشوط وفركت انف المكابرين واخرست
السنة الثرثارين. اجل سليل اصيل انت لرعيل عريق من فوارس اجيالنا الغابرة.
تطاول عليك الطفيليون المفترون لان لهم عيون ولا يبصرون وآذان ولا يسمعون. وحدك
صاحب الرؤيا البعيدة النافذة الصائبة والقراءة الممتعة المتمعنة الفاهمة. واولئك
هم جثث حية محنطة متحركة لا وزن لهم ولا ثقل في قاموس الناموس ومنجد المنطق اذ
مقاييسهم قصيرة المساحات وتفكيرهم بحجم حبة الخردل. ان الميازين عندهم مضروبة بالعطل
والخلل وهم مخبوطون بالخيبات. تآمر عليك ايها الجبار أقزام وصعاليك ومسوخ ناسين انك
الزعيم الفريد المميز والمُعيد امتيازات خسرناها ببُعدَك بعدما بايعوا وانباعوا.
كل الصفات والنعوت تفقد معانيها في غيابك اما انزلاقنا برحيلك فرهيب ومعيب.
اننا نجد النجدة في اهابك والكرامة في شهامتك والاخلاق في ادراكك والحكمة في
شخصيتك والادب في عون مَعينك. انت في وجداننا رائد المسيرة وقائدالمستوى بكل عُجُب
وفخر وارتقاء وما لأمتك الا التباهي بك والاعتزاز والسؤدد.
نفد الصبر عندي وانا اراقب واستشرف مشرق فجر الخلاص المطل وراء ليلك لإجلاء
المنافقين في انفاق التدجيل والجحود والاجحاف والزعبرة عن لبنانك الذي اردت. لم
يكب ُحصانك في مرمح السبق كما دائما لانك الخبير المحنك بكشف الاعيب اعوجاج
المرائين والمهاترين الذين يتعسر تجليسهم بالهين.
هنيئا لك بتحالف فائز متفوق وهو اصدق ممن يرومون استبعاد النزاهة والشرف ليستديم
سفههم الفاسد وفسقهم التافه، أكرم بتفاهم يبرر ويسند موقف المحاسب الانبل الداعم
لثورة الحق واثبات الوجود ضد الاستئثار والتهميش للعمداء والاسياد.
كنتُ وبقيتُ وسأبقى راسخا على قناعتي بنظافتك وحضورك الفاعل الآسر ايها الجنرال
الحبيب قائد الجيش المغوار ورئيس الوزراء الصنديد والنائب الحائز على الاغلبية
المسيحية الساحقة. عنيد بالعدل والانعتاق نبي التطلع والاستطلاع رسول الحرية لا
الاستعباد ومعلم السلام لا الاستسلام.
أحار من اين ابدأ لاخاطب شموخك وعنفواننا فيك يا انبغ محلل وأجْرأ بطل واروع شخصية
ذكية لبقة وأبدع وجه لافت مضيء بعثت به السماء الينا في ازمنة القحط والسنوات
العجاف.
باع الفرنج باكلة عدس تاريخ العلاقات التي بيننا الى الوهابيين الذين ضمروا لنا قلب
المعادلات فاهدونا في حريرهم الشوك والقرطب، وفضَل الاميركان بصَل اهل النفط
ورائحة دنانيرهم على المن والسلوى وفصَّل هؤلاء الاخرون عباءات بدوية عوض ارجوان
عشتار ربة الحسن والجمال. لا لن نبدل بكوخ عتيق من معاقل ارزنا مضارب الخيام في
البادية. اراك كالنسر الابي منتفضا تشق مطاوي الريح بالتحليق نافضا غبار الرمل عن
ارياش جناحيك لتستنهض همم محبيك وذمم مريديك. انك المنقذ فعلا من اشداق الحيتان
وانياب الغيلان وسيف سميك مار ميخائيل في يمينك دليل مسلط على اعناق الشياطين
والابالسة ورجلك على رؤوس التنانين وانسال الافاعي.
لك وسع الساحات ومراميها فانطلق الى الفتح انه عهدك . انصف الاله وتوج وقارك
مليكا على عرش القيادة التي لغيرك لا تليق. يتطاوس البلهاء بخيلائهم وانى للفقر ان
يستر عريهم الاقبح من ابي الهول.
ما احلاك تتعالى عن الحقارات الى قمم الرفعة والسمو لانك فاضح للجهالة والغباء.
اين يخبىء المغرضون رؤوسهم الفارغة امام سطوتك المليئة بالاعتبار؟ وقاك الرب من رخص
حاسديك وادامك لابناء شعبك مشعلا ثم اغفر بكبريائك للذين يخبطون كالنياق خبط عشواء
في صحاري القيظ لأنهم لا يعلمون ما يعملون. ربحت الرهان فالف مبروك وقلوبنا معك.