يبكي
الحجر
بقلم/الأب
سيمون عساف
قصة
بلادي تقص
المنشار
وتبكي الحجر.
ما
الأسطورة
اعرض من
امتحاناتها
العسيرة ولا
الخرافات
أكثر!
ثلاثون
سنة والمشاكل
معقدة
مستعصية
والناس للقهر
منذورون.
للسماء
أن تلطف
بعبادها
وتنقذ من
المغاطس الشارطة
أنامها.
في
خشعة المدافن
جماجم فرسان
تنام وعظام
أبطال في
دياجي المجهول
تتلجلج، جندل
مقاومتها
قحمُ أعادي
وهجوم ُطغاة.
ومن
دون حساب خاض
الرجال
خِضَمَّ
الوغى غير هيَّابين
لِصَون رايات
الكرامات
وحفظ بيارق الأحرار.
ويوم
كانت أرض
لبنان تئن من
ظل محتل وتتنهد
من شبح غريب
نازل الشهداء
الميامين
بشراسة
الأسُود كل
طارق ودخيل
ذوداً عن حياض
ودفاعاً عن
حِمى.
وماذا
كان ثمن تلك
التضحيات إلا
الهزيمة والاختزال
والخيبات؟
نعم
كلف ذلك
الصمود
دموعاً ودماء
ودماراً وخراباً.
أين ضمير
القواد لا يراعي
عهداً ولا
ذكرى يقيم؟ إن
كل شعب لا
يحترم شهداءه أولى به
الحرق والسحق
والإعدام.
أليس
القفز فوق
الذاكرة هو
الخيانة بعينها
والانتحار
الملعون؟
نخب
شباب مؤمن
بقضية، قاتل
من اجل الحياة
الشريفة
والخلاص من
العبوديات
والإذلال.
أين
قرَّاء
التاريخ
الجديد لا
يستذكرون وخصوصاً
الذين كانوا
في موقع
المسؤوليات
والزعامة والقيادات؟
من
يجيب على
أسئلة الصمت
الصارخ
في مجاهل
النفوس؟
هل
النسيان
والإهمال
باتا أنشودة
الأغبياء المدعين
الفهم
المعتدين على
المعرفة؟
يحضرني
زمن المعارك
الطاحنة حين
كان أزيز الرصاص
وهدير
المدافع
وفجور
الراجمات
ولعلعة البنادق،
مصحوباً
بالنعوش
والشرائط وعويل
الأرامل
والأيتام
وثكل الأمهات.
أهكذا
يموت الأبرار
الكبار فيدوس
ترابهم طمع
صغار النفوس
غير آبهين
بنبلاء
تقدموا ضحايا
وما من وفاء
وعرفان؟
ذهبت
مشاريع العز
وسقط طرح
الريادة
والعيش الكريم.
وماذا
نرى إلا
اعوجاجاً
وجحوداً وإجحافاً
بحق
المناضلين
الأمناء؟
أين
الأمانات
والأمنيات
التي كافحوا
من اجلها بقناعة
قانعة ورحلوا
حالمين برفاق
يستكملون
المسير
ويحملون
المشعل
للآتين
بعدهم؟
آه
من عار
الجبناء
الكافرين
بإخلاص
وشهامة
الضياغم في
ساحاتها!
وكأنني
أسمع صراخ
الراحلين من
خلف الغياهب تندد
وتعيب على
الورثة
الانحراف المخجل.
ماذا
يقول لأولئك
الأكابر
الأجرياء
بائع الدم
وتاجر
الوجدان؟
واأسفي
على سهر
الليالي
والعناء
والتعب! واحسرتاه
على ضياع
الفداء!
أية
صفة تُخلع على
المحتفين
بأعراس
الخيانة والنفاق
وأي نعت يليق
بجزارين
أجرموا على حكايات
الشجعان
السخية
بالعطاء؟
كيف
تستطلع
الأجيال
القادمة ماضي
قُداماها
وماذا تستنتج
من مواقف
مشبوهة أطاحت
بأقدس ما كان
لديها من
افتخار؟
يتلوى
لبنان اليوم
متأوها من
عنجهية سفاحة
حفرت في أعماق
الفسق
أنفاقاً
مُكَفِّنةً
أجساد وأرواح
شبابها
متمادية في
فسق السياسة
الرخيصة بغية
المناصب
والكراسي
والعروش.
على
أنقاض تعاسة
المعذبين
يبنون
سعاداتهم غير
سائلين عما
ارتكبت
أيديهم من
جنوح وجنايات
وقهقرى
ودناءات.
أيُبنى
لبنان العتيد
على هذه
المفاهيم
البالية
والذهنية
المتغطرسة
الممروضة؟
هل
من يمثل شعبي
إلا النظافة؟
أما
الآن فما زلنا
نتمرغ في
أوحال هذه
النوعية من
النوائب
النازلة بنا
إلى الحضيض.
إلى
أين يقودنا
الطاقم
الماسك
بالمقاليد ووراءه
من القذارة
المسلكية ما
تجفِّل بَوْش
الزرائب
والديدان؟
ليس
لأحد منهم
الطوباوية
التي يتغنون
بها، مهما
شاكسوا
وعاكسوا
وعارضوا
الخيارات
واعترضوا على
الأصوب
وعرَّضوا
الأردية بردائتهم
والأهداب.
أصحيح
أن الذين
كانوا يستحون
ماتوا؟
كما
يبدو للعيان
ويلوح في
الأفق أن
السفاهة حلَّت
محل الحياء
وليس من حسيب
أو رقيب.
أيكون
للعدل وقت يا
تُرى ينبري
فيه الحَكَم لينصب
أقواس
المحاكم
فيقاضي
ويدين؟
هل
في دنيا
المعاصي من
إنصاف يعطي كل
مظلوم حقا ويجزي
كل ظالم جزاه؟
في
كل حال يبقى
العقاب
الكبير لليوم
الأخير:
لا
تظلمن إذا ما
كنت مقتدرا فالظلم
آخره يأتيك
بالندم
نامت
عيونك
والمظلوم
منتبه
يدعو عليك
وعين الله لم
تنم
إن
لبنان مبليٌّ
بالظلاَّم
والظلام،
والأبالسة هم
ذاتهم يشعلون
ولا يطفئون،
يعربدون برشق
التهم
فيذبحون
الأدب
ويجرحون
الأخلاق.
هل
يستمرون في
هذه الفضائح
والى متى؟
وجه
الله وحده
والصالح من
الأعمال يدوم.
وتخطر على
البال هذه
الأبيات
الشعرية
عِظةً لِمَن
يتعظ:
أين
الملوك التي
كانت مسلطنة حتى
سقاها بكأس الموت
ساقيها
فكم
مدائن في
الآفاق قد بنيت أمست خرابا
وأفنى الموت أهليها
لا
تركنن إلى
الدنيا وما
فيها
فالموت لاشك
يفنينا
وفنيها
لكل نفس
وان كانت
على وجل
من المنية
آمال تقويها
المرء يبسطها
والدهر
يقبضها
والنفس تنشرها
والموت يطويها
على
أمل أن تأخذ
الصحوة أهل
الضلال فإلى
رُشدٍ يثوبون
ويستقيم
الحال في امة
جارة للنجوم.
أترككم
موعودا
بالعجائب منتظرا
المعجزات.