عربي
هجين
الأب
سيمون عساف
أنه
عصر البيع
والشراء في
بلادي، ومنح
الجنسيات لا
للناس فحسب بل
للأوطان.
والحمد
لله لن
يبيعوننا بل
يمنحوننا
الجنسية هذه
المرة ونحن لا
نريدها.
أنغام
شاذة يتردد
صداها في
لبنان تخدِّش
الآذان
والأذهان.
يتذاكى
علينا البعض
باختلاق الذرائع
والحجج أن
لبنان عربي،
ومن أين له أن
يكون وتعددية
الإثنيات
دليل ناطق على
هرطقة التسمية
في البلاد؟
هل
اغتصاب
التراث
والانتماء
يخضع إلى منطق
الحق والعدل
والحرية؟
ولنفرض
أن لبنان عربي
فماذا عن
هويات لها في
الحضارة جذور
ناشبة
تشهد على
عراقتها، وعن
تاريخ أصيل
يرفض طمره في
مدافن
النكران
والنسيان؟
فلا
الماروني ولا
الأرمني ولا
الكلداني ولا الأشوري
ولا القبطي
ولا اليهودي
ولا اللاتيني
ولا السرياني
ينتمون إلى
العروبة في
لبنان ولا
يمتُّون إليها
بصِلة من قريب
أو بعيد.
كيف
تمسح العروبة
إذاً وتُلغي
أصول هذه الشرائح
في الوطن
مفتعلةً هذا
السطو المخجل
وهذه الفضيحة
المجرمة؟
بأي
عيب يجوز
الافتراء على
إرادة شعب
متعدد لتُخلع
عليه الهوية
العربية؟
قبل
أن يكون للغزو
العربي
الملقَّب
بالفتح بدايات،
كانت
أمبرطوريات
توارت كفرعون
وسومر وأرام
وآشور وكلدو وأمور
وكنعان وإسرائيل
وفينيقيا
ومنها تنطلق
القوافل
بثقافاتها
وتقاليدها
وعاداتها
وقيمها
والشيم إلى
العالم
الواسع.
أجل
على مساحة
الشرق كان
حضورها الحي
المتمدن قبل
أن تولد عند
العرب
جاهلية،
ولِحدِّ الآن
ما زالت
سلالات منها
باقية حية
ترزق.
أبسحر
ساحر تُطوى
هذه الهويات
فتتغير المقاييس
وتنقلب
المعادلات
لتقوم على أنقاضها
الهوية
العربية
وبهذه
البساطة
تُبعثر من دون
احترام لعلم
اجتماع
ومدنية
وتاريخ ولغة؟
إن
آثارهم تدل
عليهم في
النقوش
والحفريات والمتاحف
والأسانيد
لدى سائر
الأمم.
من
استنبط الحرف
وأهداه
للدنيا؟
هل
العرب أنجزوا
هذا البدع؟
من
اخترع
الأرجوان
وصبغ طيالس
السلاطين
والملوك
والأباطرة
والأمراء؟
هل
هم العرب؟
من
شقَّ عُباب
اليم وخاض
الخضم من على
خشبة زورق ووزَّع
الهدي
والمعرفة
والإشعاع
للإنسان؟
نحصر
الكلام
بفينيقيا لا
بغيرها من
رواد التشريع
والكتابة
والتنظيم
والإدارة
والتخطيط
والفتح
والانفتاح إلى
ما هنالك..
كفى
تزوير
للوقائع
وتشويه
للحقائق. ح
ين
كانت إنطاكية
والرها
ونصيبين
وقنسرين
ونيسابور
جامعات تحج إليها
الأدمغة كان
العرب ما
يزالون بين
مضارب الخيام
في جزيرتهم
المعتادة على
الهجمات
والغزوات.
مع
كامل التوقير للضيافة
العربية
والكرم والشهامة
والوفاء.
بعد
احتدام
الصراع بين
بني فارس
والأروام وفوز
بيزنطيه
وانكفاء
الفرس وعودة
هرقل المنهوك
من الحروب
والخلاف
العقائدي بين
كنيستي السريان
والأقباط من
جهة وكنيسة
روما
وبيزنطيه من
جهة أخرى سهل
النصر والظفر
لزحف العرب
المُفاجىء.
ولكن
لم تكن لديهم
مقومات
التمدين
فاستعملوا كل أنظمة
المغلوبين
وطبقوها.
حتى
اللغة كانت
سريانية
بأوجها إلى أن
جاء عبد الملك
بن مروان (685-705 م)
يسيطر على
الأمور ويكبح
جماح الثورات
أخيراً.
قام
بعدها بتنظيم
ثم تعريب
الإدارة والديوان،
ثم بسك أول
الدراهم الإسلامية.
اهتم
بالقدس
وعمارتها
وجعل منها
مركزا دينيا
مهمًّا.
في
عهد ابنه
الوليد (705-715 م)
تواصلت حركة
الفتوحات
الإسلامية،
سنة 711 م غرباً
حتى إسبانيا،
ثم شرقا حتى
تخوم الهند،
ثم سنة 715 م كان
غزو بخارى وسمرقند.
تلت
هذه الفترات
فترة
اضطرابات قاد
معظمها أهل
الذمة
(المسلمون غير
العرب) كانت
موجهة ضد احتكار
العرب لمراكز
السلطة، على
غرار ثورة الخوارج
في إفريقية.
عادت
الأمور إلى
نصابها مع
تولي هشام بن
عبد الملك (724-743
م)، إلا أن
الأمور لم
تعمر طويلاً،
مع ظهور حركات
جديدة
كالخوارج في
إفربقية
وشيعة آل
البيت في المشرق.
قاد
العباسيون
الحركة
الأخيرة
وتمكنوا سنة 750
م أن يطيحوا
بآخر الخلفاء
الأمويين
مروان بن
الحكم (744-750 م).
تمكن
عبد الرحمن
الداخل أحد
أحفاد هشام بن
عبد الملك، من
الفرار إلى
الأندلس.
استطاع
بعدها
وابتداء من
سنة 756 م أن يؤسس
حكماً جديداً،
واتخذ مدينة
قرطبة عاصمة
له.
قضى
عبد الملك بن
مروان على
الفتن التي
كانت تعم
العالم
الإسلامي
عندما تولى
الخلافة.
يقول
عنه ابن
خلدون:
هو
من أعظم خلفاء
الإسلام
والعرب، وكان
يقتدي في
تنظيم الدولة
بأمير
المؤمنين عمر
بن الخطاب.
عرّب
الدواوين
فكان ذلك
سببًا في
اتساع نطاق
العالم
العربي إلى ما
هو عليه الآن.
أعطى
الطابع
النهائي
لنظام البريد
المتطور.
صكّ
النقود
الإسلامية
وجعلها
العملة الوحيدة
بالعالم
الإسلامي
لأول مرة.
هذه
نبذة تظهر أين
كانت العروبة
يوم كانت
الإثنيات
تسرح على ملعب
الشرق وتمرح.
نعتذر
ممن يريدون
تعريب لبنان
سائلينهم أن
يعفوننا من
هذا القصاص
وليتركوا
لبنان فريداً
في صيغته
وعنواناً
لعيش مشترك
هويته
لبنانية لا
غير.
مهما
تنطح
المغرضون لن
يكون لبنان إلا
كما هو هويةً
وتراثًا
وتاريخاً
وانتماءً
وتقاليداً
وعادات وقيماً،
وإلا سيكون
عربياً هجيناً
مغموز الحسب
والنسب.
نلح
في الطلب أن
يَدَعوه في
محيطه العربي
مرآةً للنور
وجسراً
للعبور بين
الشرق والغرب.
9 حزيران 2006