لبنان
وسناكي
البنادق
الأب
سيمون عساف
لم أجد
وسيلة تكفي
لترجمة لحظات
مُلتبسة
خطيرة يعيشها
شعبنا
المنكوب.
يلتف
المتحاورون
حول مستديرة
بعد تجاريب ومرمغات
ولا أقسى.
هناك من
صفق، هناك من
رقص أو تمايل
طربا وهناك من
أضاء شموع
الانتظار صلاة.
ومما
أضفى المزيد
من المظنات
والحذر على
اللقاء
المعهود
قضيَّتا
"المقاومة
والرئاسة".
لماذا
الكتمان في
جلسات أحيطت
بسرية تامة بعيدة
عن أضواء
الصحافة
كأنها في
الطبقة الخامسة
تحت الأرض في
احد فنادق
العاصمة لو لم
تكن المشكلة
معقدة فعلا
وعاصية؟
يهادن
شوق الصبابة
فينا هنيهات
السأم للخلاص
والخروج من
النفق المظلم
إلى مشارف النور.
نتوه في
خوفنا حرصا
على إنقاذ
الوطن المفدى.
هل
نستسلم لنشوة
النهاية؟ إنه
أمر مبكر!
لِذا يأخذنا
القلق نحو
صباح لكل فصول
الأجيال.
هل ندخل
مدرسة الضياع
من جديد؟
هل نغتسل
من تفاهات
الأرض
فيغسلنا
الأمل من أمسٍ
مدمى إلى غد
مشرق أم
سيراوح حجر
الطاحون نفس المكان؟
نتلعثم
بالكلمات
واقفين
كتلميذ نسي
قصيدة درسه،
فانسرق من
راحة البال
إلى الاضطراب.
هل تلدنا
أخبار من نور
ونار فنذوب
معها كحبة السكر
في فم الأطفال
أم تأخذنا
الخيبات نحو
المدى الأقصى
إلى المجهول
والإبهام؟
وددنا لو
تَغَيَّرَ
وجهُ المدينة
البائس من أجل
شعبنا، ولكن
كيف نفرح
والحزن يهز
نعوش الموت.
استهلكتنا الفضيلة حتى
صارت قلوبنا
خارج حدودها
وغير صالحة
للاستعمال،
وأرَّقتنا
أرق نبضاتها،
هددتنا
بالسكتة
بعيداً عن
بلادنا
فلُذْنا من تهديد
بالخوف
بالصير
الطويل.
هل قدر
محتوم أن نغار
على لبنان
فنغدره
ونغادره إلى
الأبد؟
ربما
لأننا لم نعد
نعرف إلا أن
نحبه، وربما
لأننا نسينا
كيف لا نحبه،
وفي الغالب أننا
لن نستطيع إلا
أن نحبه.
يصلبنا
الحنين، وبرد
الطريق،
لاسترجاع صيف الأيام
الغابرة.
ليت لنا
أن نلقِّن
الزعماء
سعادة الملائكة،
فنبلغ بهم حد
الجنون بعظمة
العظماء عندنا
من أدباء
وشعراء وكتاب
وفنانين
ونوابغ وعباقرة.
نأخذهم
في متاهة
الغياب،
ليصير الرجاء
سؤالاً بحجم
المصير فتشرد
في مستحيلها
الكلمات، وتعود
لتجمعهم على
مساحات
العقود
الزمنية في
مسافة من
الوجع
المأساة
لمرحلة خلت كان
جُلُّهم
روادها.
يقبضون
على أرواحنا
لنصير
متمردين على
النسيان نتعب
مثل فيروز وهي
تنقِّب عن
"بتضلك يا وطني
طفل زغير
"وبتخلص
الدِني وما في
غيرك يا وطني"
فلا تجد شيئا
من هذا كله لا
صباحا ولا مساء.
رئاسة
الجمهورية في
لبنان لا تقبل
المساومة لا
سيما عند
المسيحيين في
هذه الظروف،
مع وافر
المحبة
للمسلمين،
لأن تركيبة
البلد هي
هكذا.
أو يكون
الرجل الذي
تحلم به
الأكثرية
رئيسا قويا
قابضا على
مفاصل الحُكم
والدولة
لإنهاض
المُتداعي،
أو يأكل
اليأسُ
الشباب
ويهاجر
القادر على الهجران
بعد الفشل
والقرف
والقنوط.
نقولها
بمرارة لأنها
الحقيقة
بأجلى
مظاهرها
وأعلى معانيها.
ومعروف
من تريد
الشريحة
الكبرى في
البلاد فلا
يجب حجب القمر تحت المكيال.
وتتوجه
الروح في
تجلّيها إلى
الروح الكلية
بتأثُّر
وخشوع
مستصرخة إله
السماء كي
تعكس
خيارات
القادة
المسؤولين
الوعود المثمرة
فتلامس عهودا
أبرمت منعشة
أحاسيسنا
الملتاعة
بحبها
للبنان.
لا نريد
سناكي
البنادق في
جهوزية
كاملة؟
لا نروم
الفضاء
الأسطوري فندور
في الفراغ.
لا نقبل
بالوصايات
الجديدة
المستورة.
إن
السبيل إلى
درس موضوع
الرئاسة واضح
بينما الانقسام
المبطن غامض
لدى أصحاب
الحجى؟
لا كوفية
بيضاء ولا
عمامة سوداء
ولا سروال
إفرنجي ولا
بزة عسكرية
بمقدورها حل
العُقد، لأن
المصالح تتقاطع
وتتشابك.
أية
مزهرية
مُلَغَّمة
إذا يهدونها
للناس في عرين
الآباء
والأجداد؟
أخشى رجوع
البنادق والويل
من سناكيها
المقرقعة
كسنابك الخيل.
اذا نحن
في عرض
لمسرحية
مأساوية يمثلها
لاعبوا
الأدوار
والمشاهد
مؤلمة.
مسيرة
فاشلة طالما
الوصاية من
هنا وهناك وهنالك
غربية وشرقية
على السواء.
والسفينة
العائمة على
الأمواج
العاتية أو تشطط
على مينا
الأمان
والسلام
وترسب وتغرق
فيغرق الوطن
في امتحانه
الصعب العسير.
25 شباط 2006