وعود
عربية
بقلم/سيمون
عسَّاف
تلمع
أسطورة
الوعود
العربية
كالسراب،
وتبعث في جماهيرها
حميمية
الصبابة ودفء
الحنين عند آلاف
المنتظرين ما
تتمخض به
القمة في
الخرطوم.
هل يجدوا
وسيلة تكفي
للتعبير عن
أشهى لحظات الدخان
الأبيض وهم
يطلقون
التصاريح
التي تجزم
أنها لا تزال
تمتلك
المقدرة على
الإدهاش
والإعجاب بإيجاد
الحلول، أم
كما عودونا من
زمان على
الخيبات
الهزائم
والنكسات؟
إنَّا
ترعرنا على
عقد القمم
العربية لكن
ليس هناك على
ما يلوح في
الأفق من جديد
أو أصيل جيِّد
بل مزيف
وضبابي ورديء!
يريدون
أن يكون
الجميع سعداء
لذلك يترنحون
بين
الرومانسية
والوطنية
وبين العُرْب والغَرْب.
وإنما
"تجري الرياح
بما لا تشتهي
السفن".
أية
رابطة وثيقة
تقدر على
الارتقاء
وقرارات وأموال
السياسيين لا
تود الابتعاد
عن مساحات
عروش
السلطنات
والممالك
والإمارات؟
أليس
كلٌّ يخاف على
أريكته
الغارقة بين
الطيالس
والطنافس
والرياش؟
وإذا
كانوا
يحتاجون إلى
براهين
للدلالة على عمق
عجزهم، فإن
البرد
العقلاني في
حرارة الشرق
المُصاب
بالمرضى يقص
المسمار
ويجمد الدماء
في العروق
والشرايين.
نتحمل كل
المشاق بما
فيها، صعوبات
الانتظار،
والحرارة
والصقيع.
أجل إن
تدافع
المتسائلين عما
سينتج من
مفاجآة
الخرطوم
يتراوح بين
زمهرير
العواصف
وغليان
البراكين.
هل من
يتوقع من
الخرطوم سوى
اللفخ والنفخ
لتطير
الأفيال؟
قد لا
ينجح جمهور
الشرق بعد
انتهاء
المؤتمر برفض
هؤلاء
القابضين على
مصائرنا وعلى
غدر أمانينا
ونحر
الأمنيات.
إنهم
حريصون على
التقاط صور
تذكارية
لفنونهم
ومحافلهم
التاريخية المخزية.
إنه حدث
انتظره
اللبنانيون
والعرب بشوق
وشغف للخروج
من المرمغات
المخجلة التي
أصبحت وطناً
وهوية.
ولكن بعد
مدينة بيروت
المفلوجة
والمفتوحة على
كل الثقافات
والحضارات
والاحتمالات،
لن يوجد حل
إلا إذا
أنزلونا عن
صليب العذاب.
فيها
طلاق السلام
ومنها
انطلاقه،
ويحضر السؤال
هل بمقدورهم
والمستطاع
إبرام اتفاق
مُشرِّف أم
يكتفون بقول
المنخل
اليشكري:
ما شف
جسمي غير وجدك
فاهدأي عني
وسيري وأحبها
وتحبني ويحب ناقتها بعيري؟
أمر
الوفاق نادر
غادر وغير
قادر، وقلق
اللبنانيين
والعرب هادر
وفُرص الخلاص
مبهمة
والخائفون من
تسارع
المستجدات هم
في الواقع من
الترويع والتلويع
على مسافة خيط
واه.
كلُّ
حرٍّ كرامته
غالية
والدنيا لا
تتسع لها،
وإذا الشعور
بالإحباط
أقوى من الشرح
وأعمق من
التعبير.
فأين
العلاج؟
يرافق كل
ذلك حملات
إعلانية
منظّمة تغطي
الحدث أكثر ما
يستحق من بُعد
إعلامي ثقافي
ووطني. هل
المؤتمر على
موعد مع
الاندحار والنكبة
والانكسار،
أم أكثر من
نحاس يطن وصنج
يرن؟
للأيام
المقبلة أن
تأتي بالخبر
اليقين. أما نحن
فنلمس مستوى
المهازل
والهزال الذي
لا يليق بقامة
الشعب العربي
والمشرقي.
إن شعوبنا
تعرف الكثير
عن قادتها،
رغم أنها لا
تفهم كلمات
وبيانات
فضفاضة تصدر
عنهم، بَيْدَ
أنها تشعر
برخاوة
إراداتهم
وتعاسة
أدائهم وميوعة
القدرات.
إن عظمة
الرؤساء تقاس
من خلال
إنجازات
أعمالهم
واستمراريتها
ونوعيتها.
لِِذا نعتبر
حدث القمة في
الخرطوم
تاريخياً إلا
أن ورقة نصيبه
قد تبؤ
بالفشل.
وكيف لا
أفتح
الشبَّاك على
لبنان مكمن
العلل؟
الشرف
بدون لبنان
شيء، ومعه شيء
آخر.
وكذلك
الأرض والأمة
بأكملها،
يصبح لهما نكهة
أخرى، ولوناً
آخر، أجمل
وأنقى.
ونحن
نحلّق فوق
أدراج
التاريخ
ونتخطى محور الهنيهة
فنندفع بلا
تردد عبر شتى
فنون الإبداع
لإيفائه حقه،
على شموليته،
كل واحد
يعتبره
معبوده؟!
هل
السماء نسيت
لبنان وبه
يذكِّرنا فقط
وجع الناس؟
إننا
دائما في قطار
العودة إليه
نجح الحوار أم
رسب، انتقلت
قضيته إلى
الخارج أم
بقيت في الداخل،
سيبقى الرقم
الصعب في كل
معادلة حتى يبلغ
مجد القيامة.
لو فهم
العرب أننا
أدمغة لا تحسب
للعددية حسابا
بل للنوعية
المتفوقة،
لكانوا
عدَّلوا مخططاتهم
وبدَّلوا
أساليبهم
وأنصفوا في
السلوك.
إن
ينابيعنا،
وبيادرنا،
والكروم،
وحكايات الماضي
النقي الجميل
والمستقبل
المأمول رهن
بالطالعين لا
بالراحلين.
كتب عنا
الكثير وما لم
يكتب بعد،
أجمل وأحلى.
هيهات لو
أدركوا
واستدركوا.
نتفاعل
مع سائر صنوف
الألم حبا
بمثوى الأحبه النائمين
في تراب
الربوع.
ولن تقل
التساؤلات
والأسئلة حتى
يعود اللبنانيون
إلى مكانتهم
من العز.
وإلا
سيظل العرب
يدورون في
حلقاتهم المفرغة.
عساهم
يلجون مدار
الوجدان
المعاصر
ويدخلون ضمير
الحقائق على
قمر ابيض
ليُنصب لهم
قوس النصر
ويواجهون حُكم
التاريخ
العادل.
28 شباط
2006