لا يمكن
أن تطمئن
طائفة مسلحة إلى طائفة
لا تملك
سلاحاً والاتفاق
المتوازن
يكون بين
إرادتين حرتين
إلياس الزغبي: تفاهم
عون مع "حزب اللهغير
قابل للحياة وما
جرى نوع من
الحماية
الذمية
بيروت
- من صبحي الدبيسي: السياسة 12/10/2006
رأى
عضو فريق »14
آذار« الكاتب
السياسي
إلياس الزغبي
المنشق عن »التيار
الوطني الحر« أن
هناك أموراً
كثيرة لا بد
من كشفها في
الوقت
المناسب حين
تصبح السياسة
ممكنة
بالمعنى الديمقراطي
وهو يميز بين »التيار
الوطني الحر« في
نشأته وفي
مسيرته وفي ما
آل إليه, وإن
هناك عملية
قطع تاريخي أو
انقطاع ما بين
ماضي هذا التيار
منذ عام ونصف
وهي الأساس
الذي دفعته للتخلي
عن الموقع
الذي كان فيه, متسائلاً
كيف يمكن
التحدث عن
الفساد ونهمل
الأساسيات
الوطنية, لبنان
دولة مستقلة
وإذا خرجت
سورية من
لبنان لم تعد
هناك مشكلة
معها وفي
الواقع المشكلة
مع النظام
السوري ما
زالت موجودة
كما في يومها
الأول
والفارق أن
الجيش السوري
انسحب ولكن
الحالة
النظامية
السورية ما
زالت قائمة.
كلام
الزغبي
جاء في سياق
حوار شامل
أجرته معه »السياسة«
أكد فيه أن
مكانه
الطبيعي في »14
آذار« ولم
يبدل أبداً
خياراته
السياسية في
أن يكون لبنان
فعلاً دولة
مستقلة, واصفاً
تفاهم »التيار
العوني« مع
»حزب الله« بغير
القابل
للحياة ولا
يمكن أن تطمئن
طائفة مسلحة
طائفة لا تملك
سلاحاً. وما
جرى نوع من
الحماية ونوع
من الذمية. والاتفاق
يكون بين
إرادتين
حرتين, وإن ما
جرى في 12 تموز
كان صدمة
مفاجئة
وقاتلة, لأن
الموت المعجل
هو أسوأ أنواع
الموت. وإن
ما دفعه لبنان
من ثمن يتطلب
سنوات وسنوات
كي يستطيع
تعويضه مقابل
هدف لم يتحقق. وكيف
نتحدث عن
انتصار
والمنتصر هو
الذي يملي
شروطاً.
أما
في موضوع
إرسال الجيش
إلى الجنوب
اعتبر الزغبي
أنه رمية من
غير رامٍ
وهدفاً لم يكن
»حزب الله« يريده,
وعلى »حزب
الله« أن
يقتنع بأن
بندقيته ليست
العلاج
الوحيد وأن
مطالبته
بتغيير
الحكومة
وتشكيل حكومة
وحدة وطنية
شعار حق يراد به باطل
والتحدي
الداخلي أمام »حزب
الله« هو
الانخراط في
مفهوم الدولة.
متسائلاً
تحت أي عنوان
يحيي عون ذكرى
13 تشرين? وهل
اعتذرت سورية
عن كل الأخطاء
التي ارتكبتها
في لبنان?
»السياسة«
التقت عضو
فريق »14 آذار« الكاتب
السياسي
إلياس الزغبي
وأجرت معه
الحوار
التالي:
بعد
أن كنت من
أبرز
الناشطين في »التيار
الوطني الحر«, ومن
أقرب
المقربين من
الجنرال عون, انفصلت
فجأة عن »التيار«
بشكل طرح
الكثير من
التساؤل حول
أسباب هذا الانفصال?
منذ
سنة وثلاثة
أشهر كان
الموضوع
بالنسبة لي مسألة
خيارات
والوقائع
ربما دلت على
نفسها تباعاً
مع مرور الوقت,
ولكن منذ ذلك
الحين
استشعرت
بتبدل ما, ربما
كان مؤسساً
على حالات
سابقاً لم أكن
أدركها وهذه
الخيارات
الجديدة في
السياسة لا
تتوافق مع
الأهداف والأسس
التي عملت
عليها منذ 35
عاماً. أنا
أعمل في الحقل
العام وفي
الحقل
السياسي وأسمح
لنفسي أن أقول
في الحقل
الوطني
اللبناني منذ
أن وعيت
وأدركت
المعنى
السياسي, وكنت
دائماً أنتهج
السياسة التي
أراها مناسبة,
لم أبدل في أي
لحظة في
خياراتي
السياسية
الكبرى أي أن
يكون لبنان دولة
فعلاً مستقلة.
أن يكون وطناً
نموذجاً في
الشرق وأن
ننعم بحريات
كاملة وأن لا
نكون خاضعين
لتأثيرات
خارجية سورية
أو إقليمية أو
إسرائيلية أو
دولية وأن
نعيش كمكونات
لبنانية, بحرية
كاملة, نعيش
قيمنا وأن نقدم
بهذا التفاؤل
الإنساني
والحضاري
نموذجاً للشرق
الأوسط أولاً
وللعالم
ثانياً, ولم
أغير ولم أبدل
في أي لحظة في
هذه القناعات,
وعملت لها
طوال هذه
الفترة في كل
المواقع الإعلامية
وربما
السياسية
التي توليتها
سواء في
الصحافة
المكتوبة
كرئيس تحرير
صحف أو في الصحافة
كرئيس تحرير
أو مدير أخبار
في
التلفزيونات
أو كرئيس
تحرير إذاعة
أو أكثر من
الإذاعات
المحلية أو
الخارجية.
وحين
شعرت أن هناك
تحولاً ما, انحرافاً
ما عن هذا
النهج الذي
أنا أسير, أخذت
خياري وكنت لا
بد أن أبقى
حيث يجب أن
أكون, وكان لا
بد في أن أكون
حيث أسست أي
قوى »14 آذار«, لأنه
بالنسبة إلي »14
آذار« هي
الحالة
اللبنانية
الصحية
والسليمة
والتي تجسد
عبر التاريخ
الحديث, والتاريخ
المقبل إذا صح
- التعبير ما
كنت أعمل له
وأهدف إلى
تحقيقه منذ سنوات
وسنوات, وبرأيي
»14 آذار« هذه هي
حالة لبنانية
نقية, لم
تتأسس في »14
آذار« عام 2005 في
ذلك الوقت
كانت انطلاقة
جديدة.
»14 آذار«
الذي أفهمه
أنا منذ بداية
الحرب على
لبنان على أثر
حرب ,1967 أدركنا
أن لبنان تحول
إلى ساحة صراع
فلسطيني-إسرائيلي,
صراع فلسطيني-سوري
دخل الجيش
السوري تحت
جناح قوات
الردع العربية,
ثم تحول مع
الوقت إلى
قوات احتلال
فعلية, منذ
ذلك التاريخ
أنا أعمل
لفكرة ولمعنى »14
آذار«. »14 آذار«,
يعني سيادة
لبنان, يعني
لبنان مستقبل
وسيد, فأنا لن
أبارح ولن
أتخلى في أي
لحظة عن هذه
الفكرة التي
تمتد في العمق
التاريخي
بالنسبة إلي
إلى أكثر من 35
سنة. و»14 آذار« حالياً
كحركة, كقوى
سياسية هي
تجسيد عملي
وموضوعي
وواقعي لهذا
المعنى
للبنان الذي أتطلع
إليه.
ما
الأسباب التي
جعلتك تكتشف
هذا التحول
المفاجئ في
سلوك العماد
عون, إلا في
الفترة
الأخيرة, وهل
لغيابه القسري
عن الوطن جعلك
غير قادر على
الغوص في
قناعاته
السياسية
الجديدة, أم
أن الأسباب
كما ذكر محض
شخصية
انتخابية
تتعلق بعدم
السماح لك
خوض المعترك
السياسي باسم »التيار«?
عملت
في هذا النهج
وفي هذا
الخيار
السياسي منذ 18
سنة, وكنت
مقتنعاً
بعنوان سامٍ
ونبيل. لبنان
سيد حر ومستقل
ويجعل إنهاء
الاحتلال السوري.
هذا عنوان
عريض وعام. أنا
أخذت هذا
العنوان سواء
كان العماد
عون في بيروت
بقصر بعبدا
أو بخلال فترة
منفاه في
باريس عملت
تحت هذا
العنوان
وأخذت منه
معناه الصحيح
وعملت إعلامياً
وسياسياً
بمقتضاه. أما
ما هو خارج
هذا العنوان
من اعتبارات
وسياسات كانت
تنسج علناً أو
في الخفاء
وكان هناك
علاقات أو غير
علاقات. أنا
لم أكن معنياً
بها ولم
أكن أريد أن
أعرف إذا كانت
موجودة أو لا... أنا
اكتفيت بالعنوان,
أخذته كشعار
سياسي ووطني
عملت تحت هذا
الشعار وبكل
اندفاع
وشفافية
وشجاعة حين
كان الاحتلال
السوري في
أوجه في لبنان
أو في السنوات
الأخيرة التي
أعقبت خروج
الجيش السوري
في أبريل ,2005 كل
السنوات التي
سبقت هذا
الخروج, خروج
السوري
العسكري من
لبنان, كنت
أعمل بكل
شجاعة وكل
اندفاع وكل
قناعة وكل
اهتمام لتحقيق
الأهداف التي
تحدثت عنها, ولم
أكن أبالي
ماذا يفعل سواي
تحت الطاولة. لم
أكن معنياً
بما يفعلونه, أخذت
العنوان
والشعار
واشتغلت عليه,
لذلك أنا في
حالة ارتياح
وجداني داخلي,
لأنني لم أخن
قناعاتي ولم
أنحرف عن
المفهوم
السياسي
الأخلاقي
الوطني التي
انتهجتها وهذا
الاطمئنان
الداخلي يجعل
مني أنني ما
زلت أتابع
الأهداف
ذاتها التي
عملت لأجلها
منذ يفاعتي
إذا شئت.
برأيك
ما المبررات
التي جعلت
العماد عون
ينحرف عن »14
آذار«?
ليس
لي أن أقيم
الأسباب وما
يسمى
بالقراءات التي
حدثت أو أدت
إلى هذا
التغيير في
السياسة, ربما
يقول قائل لم
يحدث تغيير, أو
لمن ينحرف هذا
أو ذاك عن
نهجه السياسي,
أنا بتقديري, لا
أسمح لنفسي
بتقييم ذلك
ولكن أنا أقيم
ما أنا أقوم به. أنا لم أبدل
أي حرف في
خطابي السياسي
الذي التزمته
منذ سنوات. غيري
غير على الرأي
العام أن يقدر
هذا التغيير.
هل
جرى نقاش مع
العماد عون
قبل الخروج من
»التيار« وهل
أوضحت له
الأخطاء التي
ارتكبت وعن
القلق والتوجس
الذي كنت
تستشعر به,
وماذا كانت
ردة فعله?
أتحدث
بالنسبة لحالتي
وإلى الكثير
من الحالات
المماثلة, في
الواقع لم
تحدث نقاشات
سياسية, علماً
أن »التيار
الوطني الحر« كان
يقدم نفسه على
أنه نتاج
ليبرالي
ديمقراطي
بامتياز, لم
تتح الفرص
لمناقشة
الأمور
بالعمق. لا
شك أن هناك
نوعاً من
حالات مزرية
سيطرت على هذا
المناخ وأنا
لست الآن في
وارد كشف
والحديث عن كل
المعطيات
التي رافقت
تلك المرحلة.. لأن
هناك وقائع
كثيرة وهناك
أموراً لا بد
من أن يتم
كشفها في وقت
مناسب, حين
تصبح السياسة
ممكنة
بالمعنى
الديمقراطي
في لبنان
وليست خاضعة
للأمزجة
المسلحة أو الأمزجة
الفردية, أو
الأمزجة
الإقطاعية, حين
يمكن أن يصبح
المناخ مؤاتياً
لا بد من
الحديث عن كل
هذه المرحلة بوقائقعها
وحقائقها
ربما في كتاب
يصدر في زمن
ما.
كقارئ
سياسي ومراقب
كيف تقيم
نهج »التيار
الوطني الحر« اليوم?
أنا
أميز بين »التيار
الوطني الحر« في
نشأته وفي
مسيرته وما آل
إليه, إذا
أردت كقارئ وكمراقب
سياسي أقيم
الأداء
الحالي فإني
في كل شفافية, أعتبر
أنه أداء
يتناقض كلياً
مع المرحلة
السابقة, هناك
عملية قطع
تاريخي أو
انقطاع أو
قطيعة تاريخية
ما بين ماضي
هذا »التيار« منذ
عام أو عام
ونصف ومنذ
شهور إلى الآن
وربما في
المستقبل
المنظور, هذه
القطيعة هي الأساس
الذي دفعني أن
أتخلى عن
الموقع الذي
كنت فيه, هل أن »التيار«
تخلى عن
الأهداف
الكبرى? في
يقيني أن »التيار«
على مستوى
الناشطين ما
زال متمسكاً
بالأهداف
نفسها, ولكنه
ككتل شعبية أي
زعيم تتأثر
بالنهج العام
لهذا الزعيم, هو
يستطيع
أحياناً أن
يقود بعض هذا
الرأي العام, وليس
كل الرأي
العام الذي
كان متكوكباً
حوله ولكن إلى
فترة زمنية
ليست طويلة
إلى الإتجاه
الذي يريد تحت
تمويه سياسي
معين, يتحدث
عن الفساد
مثلاً ولكن نهمل
الأساسيات
الوطنية, كلبنان
دولة مستقلة
ونقول سورية
خرجت من لبنان,
إذاً لم تعد
هناك مشكلة
معها. في الواقع
المشكلة مع
النظام
السوري ما
زالت موجودة
كما في يومها
الأول, الفارق
أن الجيش
العسكري
السوري انسحب
ولكن الحالة
النظامية
السورية ما
زالت قائمة, أي
تأثير النظام
السوري المخابراتي
وفكرة قيام
الدولة
اللبنانية ما
زالت وسائل سورية
بامتياز, فالنظام
السوري ما زال
يتحكم في
مفاصل قيام
الدولة
اللبنانية وللأسف
إنه يتحكم
بهذه المفاصل
من خلال أدوات
معينة موجودة
في لبنان, هذه
الأدوات ترفض
أن تسمي نفسها
أدوات, طبعاً
أتذكر حين كنت
في »التيار« لم
نقل بأنهم
عملاء ينفذون
بوضوح
الأوامر الإيرانية
والسورية
ولكن ما
يقومون به
في الداخل
اللبناني في
السياسة
اللبنانية, في
هذا التصدي
لهذه الحكومة
وفي حالة
التصدي للحالة
الإستقلالية
التي تجسدها
حالة »14 آذار«, وحين
يستخدمون
الأسلحة
لإدخال لبنان
إلى هذه المتاهة
التي دخلنا
فيها في يوليو
وأغسطس الماضيين
عملياً تكون
هذه القوى
تخدم السياسة الإيرانية
والسياسة
السورية في
لبنان. فإذا
قال قائل أنهم
أدوات محور
الإيراني-السوري
ربما كلمة
أداة تزعج
ولكن في
الواقع إنها
قوى تخدم
مصالح المحور
الإيراني-السوري
خدمة مطلقة وكاملة
وغير قابلة
للنقاش.
هل
صحيح أنك
عندما ذهب
كريم بقراودني
ونجل الرئيس
لحود النائب
أميل لحود إلى
باريس وعقدا
صفقة العودة
مع العماد عون
أصبت بخيبة
أمل وعندما
اكتشفت أن الجنرال
عاد بتوليفة
سورية قررت
الانفصال عنه?
مسألة
ابتعادي عن
موقعي السابق
غير »التيار« مبنية
على جزئيات
كزيارة هذا أو
ذاك إلى باريس,
»الوطني الحر« اتهم
القوى
السياسية في
التسعينات
وفي السنوات
الخمس الأولى
من الألفين
حين كنا نتهم
كل القوى
السياسية في
الحكومات
التي كانت
قائمة, حكومات
الرئيس
الشهيد رفيق
الحريري وكل
الزعامات
السياسية من
وليد جنبلاط
إلى »قرنة شهوان« إلى »البريستول«
إلى »حزب الله« وحركة
»أمل«, كنا نتهم
جميعاً بأنهم
أدوات سورية
وكانوا
يجيبوننا
فوراً نحن
لسنا أدوات
سورية, المصيبة
أننا نصبح
أحياناً
أدوات سورية
ولا ندرك أننا
كذلك والحالة
هذه تكرر
اليوم. هناك
قوى سياسية في
لبنان تشكل
ذراعاً لسورية
في لبنان دون
أن ندرك ربما
البعض من المسؤولين
عن هذه
الأحزاب أو
التيارات
يدركون ذلك أو
يخططون لذلك, ولكن
الغالبية من
الناشطين ومن
الفاعلين ومن
الكوادر
يستنكرون أن
يصفهم أحد
بأنهم يخدمون
من حيث لا
يدرون السياسة
السورية في
لبنان. تماماً
كما كنا نحن
نتهم تلك
الحكومات
ومجالس
النواب التي
نشأت بين 1990 و,2005
كنا نتهمها
بأنها أدوات
سورية ووسائل
سورية. هناك
وسائل سورية
الآن تقوم
بالدور نفسه
الذي قامت به
الحكومات
ومجالس
النواب على
مدى 15 سنة. أي
تقوم بتلبية
وتنفيذ سياسة
النظام
السوري والآن
سياسة النظام الإيراني
بدون أن تدرك
ربما أنها
تقوم بذلك.
كمناضل
انطلقت من
الشعب ونناضل
من أجل الحرية
والسيادة
واستقلال
الوطن, هل
لمست أن كوادر
»التيار
الوطني الحر« منسجمة
في تحالفها مع
»حزب الله«, هل
ترى أن
المسيحيين
بشكل خاص
يستطيعون
التحالف مع
البندقية في
هذا الظرف? وما
هو رأيك بنبض
الشارع
المسيحي من
تحالف العماد
عون مع »حزب
الله«?
كان
لي مراراً
قراءات في هذا
الاتفاق أو
التفاهم الذي
حصل بين »حزب
الله« و»التيار
الوطني الحر« وأنا
في الأساس مع
كل وفاق وحوار
وتفاهم بين المكونات
اللبنانية... إنني أقف
بشك كبير أمام
أي تفاهم أو
حوار يشكل نوعاً
من الالتحاق
أي أن يلتحق فريق
بفريق آخر وأن
يلتزم كل
أفكار وأهداف
وغايات
الفريق الآخر,
ويسمي ذلك »تفاهم«.
التفاهم هو
تفاهم على
نقاط مشتركة, من
حق أي إنسان
أن يؤيد هذا
الحزب أو ذاك
بشكل مطلق, لذا
أنا اعتبرت أن
هذا التفاهم
غير قابل للحياة
في المدى
المتوسط على
الأقل, حتى
الآن بعد ثمانية
أشهر على هذا
التفاهم نشهد
مقدار الخلل
فيه, على
مستوى الأرض
هناك نزاعات
تحدث بين
مناطق ومناطق
وأنا عندي
تعبير قلته
مراراً لا
يمكن أن تطمئن
طائفة مسلحة, طائفة
لا تملك
السلاح ولا
يمكن أن يطمئن
حزب مسلح
تياراً أعزل, هذه
تكون نوع من
الحماية, نوع
من الذمية.. أي
القوي يحمي
الضعيف, الاتفاق
الحر بين
المكونات
اللبنانية
اتفاق بين
إرادتين
حرتين بكل
معنى الكلمة
وبين وسائل
متوازنة, لا
يكن أن يكون
هناك تفاهم
سليم وصحيح
وصحي بين
فريقين غير
متوازنين, فريق
يملك أسلحة
ولو قال أنه
يوجهها إلى
الخارج ولكن
هذه الأسلحة
تحمل معنى
الضغط شئنا أم
أبينا, تحمل
الضغط
الداخلي, لا
يمكن أن أتخيل
قوة مسلحة
تستطيع أن
تطمئن قوة غير
مسلحة إلا ضمن
إطار
الاستقواء, ضمن
إطار الهيمنة
هذا غير صحيح
في بناء الأوطان
المستقرة, لا
يحمي الناس
إلا الدولة. وهذا ما
نسعى إليه هو
مفهوم الدولة,
بناء الدولة
على الأسس
الحديثة وهي
التي تحمي كل
المواطنين... سمعت
كلاماً ما
أجمل هذا
التفاهم
نستطيع أن ننام
مرتاحين
هانئين
وسوانا يحمل
السلاح ويدافع
ويحمينا, هذا
منطق لا يبني
مجتمعاً ولا
يبني دولة, إنه
منطق تنازلي, منطق
الدون القوي
والضعيف, أستغرب
هذا المنطق
الذي يسود بين
الفئات
اللبنانية, إذا
كان بين لبنان
وإسرائيل
منطق توازن
الرعب كما
يريد »حزب
الله« فالمنطق
السليم بين
اللبنانيين
في الداخل هو
توازن الثقة. أنا
يجب أن أثق
بالآخر وهو شبيهي
مثلي. يجب أن
ترتفع
المكونات
اللبنانية
إلى المستوى
نفسه آنذاك
يصح الحوار
وتصح التسميات
ونبني
مجتمعاً
مستقراً ودولة
عادلة وقوية
وسيدة.
برأيك
هل كنا بحاجة
إلى ما جرى في 12
يوليو?
بالطبع
لا.. إنه نوع من
صدمة مفاجئة
وقاتلة في
سياق سياسي كان
يؤمل أن يؤدي
إلى خواتيم
جيدة كان هناك
حوار وطني, طاولة
حوار وطني, تفاؤل
بصيف هادئ, موسم
سياحي ناجح, كان
هناك وعود بأن
»حزب الله« حكيم
ومتبصر ويدرس
جيداً خطواته
وكان هنالك حوار
حول السلام, بما
يسمى خطة دفاع
عن لبنان وأن
ننطلق إلى
عملية تؤدي إلى
قلب الطاولة
ولا يكفي
القول أن
الحرب كانت مقررة.
وكأن ما
فعلناه هو
استعجال لهذا
الموقف, الموت
المؤجل هو
أسوأ من الموت
المعجل. فلنستعجل
الموت
والدمار, هذا
المنطق لا
يستوي ولا يصح
في العصر
الحديث ولبنان
لا يستطيع أن
يقدم نفسه
نموذجاً ستراتيجياً.
عسكرياً
وكفاحياً
وحيداً في
العالم لبنان
دولة صغيرة
بمساحتها
بعدد أبنائها.
نحن نستطيع أن
نقدم لبنان
نموذجاً حضارياً
في العالم.. في
التفاعل
الحضاري بين
الأديان
والثقافات.
إن
ما دفعه لبنان
من ثمن يتطلب
سنوات وسنوات
كي يستطيع
تعويض ما خسره
مقابل أهداف
لم تحقق, لم
نحقق أي هدف
على الأقل: كان
للمقاومة
ثلاثة أهداف
تحرير مزارع
شبعا تحرير
الأسرى في
السجون
الإسرائيلية, لم
نحرر مزارع بل
انتقلت من
الدائرة
العسكرية إلى
الدائرة الديبلوماسية,
الأسرى تضاعف
عددهم ولا
أعرف كيف
حمينا لبنان
دمر الجنوب
دمرت الضاحية.
دمرت بعلبك
والمناطق
ودمرت الجسور والبنى
التحتية
وفقدنا
بلايين
الدولارات
وفاتنا من
التطور ما
فاتنا من
الحروب
الأخرى
الداخلية
والخارجية
على مدى
ثلاثين سنة. إذاً,
لم نحقق أي
هدف من أهدافنا
أما القول
أننا حققنا
هدفاً ستراتيجياً
بأننا زعزعنا
المجتمع
الإسرائيلي
والدولة الإسرائيلية
فهذه مسألة
بحاجة إلى
تدقيق وهكذا
نتحدث عن
انتصار في
المطلق, المنتصر
هو الذي يملي
شروطه; هل
أملينا
شروطنا على
إسرائيل, أم إسرائيل
أملت علينا
شروطها ولولا الديبلوماسية
من خلال رئيس
الحكومة
وسواه لكانت
هذه الشروط
أقسى بكثير
على لبنان
وكان هناك
قرار في مجلس
الأمن أسوأ
بكثير من
القرار »1701« حتى
هذا القرار
باعتراف »حزب
الله« والمقاومة
واللبنانيين
جميعاً ونحن
أيضاً قوى »14
آذار« ليس هو
القرار الذي
يأتي لمصلحة
لبنان المطلق
إنه يضمن
للبنان
الكثير من
الحماية أو
الوقاية
ولكنه في
الوقت نفسه
يؤمن
لإسرائيل ما أرادته.
ونحن
الآن حققنا
فقط رمية من
غير رامي وهو
هدف لم يكن »حزب
الله« يريد
تحقيقه هو
إرسال الجيش
إلى الجنوب
كان يرفض
دائماً إرسال الجيش
إلى الجنوب
اليوم الدولة
اللبنانية حققت
مفهوم إرسال
الجيش إلى
الجنوب, هذا
هو الانتصار
الحقيقي. ثم
جاء المجتمع
الدولي بقواه
لتحصين
الحالة الاستقلالية
اللبنانية
وليس العكس
كما يظن البعض,
لأن الذي يهدد
السيادة في
لبنان هما
دولتان جارتان
سورية
وإسرائيل جاء
المجتمع
الدولي ليحصن
السيادة
والاستقلال
في وجه
إسرائيل وجاء
ليساعد الجيش
اللبناني على
الحدود مع
سورية ليحصن
الاستقلال
السياسي
اللبناني في
وجه سورية
ومنع تهريب
الأسلحة إلى
الفئات التي
يمكن أن تضرب الإستقرار
في الداخل
اللبناني.
إذاً
نحن أمام
تحقيق فكرة
أساسية هي
فكرة الدولة
اللبنانية. هذا
هو الانتصار
الصحيح.. أما »حزب
الله« إذا شاء
أن يؤكد ما
يقوله هو أنه
انتصر وحقق انتصاراً
إلهياً
وتاريخياً
هذا ما يجب
برأيي أن يكون
محور
المراجعة
التي يقوم بها
»حزب الله« بعد
الحرب. بهذه
المراجعة لا
بد أن يأخذ
بمسألتين
يحقق من
خلالهما
الانتصار
الفعلي. المسألة
الأولى في
الداخل
اللبناني أي
السلام
اللبناني حين
يندرج »حزب
الله« بمفهوم
السلام
اللبناني
ويقتنع أن
البندقية
ليست وحدها ما
يعيد الحق وأن
المقاومة
السلمية هي
أجدى بكثير من
المقاومة
المسلحة ضمن توازن
رعب غير موجود
وضمن توازن ستراتيجي
لمصلحة
إسرائيل. حين
يتخلى عن هذا
الاقتناع بأن
بندقيته ليست
العلاج
الوحيد
والسلاح
الوحيد ينخرط
إذ ذاك في عملية
السلام
اللبناني
الداخلي, أي
ينخرط في فكرة
بناء الدولة
اللبنانية
ولا يحاول
توظيف الحرب
الأخيرة في
هدم هذه الدولة.
من خلال مقولة
حكومة الوحدة
الوطنية
وتغيير هذه
الحكومة
بحكومة وحدة
وطنية. إنه
شعار حق يراد به باطل
والتحدي
الداخلي أمام »حزب
الله« هو
الثالث أن
ينخرط في
عملية بناء
السلام اللبناني
من خلال
الانخراط في
مفهوم الدولة
اللبنانية
القائمة على
العدالة, على
الحرية, على
الديمقراطية
وليس فقط
التوافق
المطلق الذي
ربما يؤدي إلى
شر مطلق إذا
لم يفهم على
حقيقته, إذا
كان هذا هو
المفهوم الذي
من خلاله
يريدون فكرة
الديمقراطية
التوافقية
والثلث المعطل
وما إلى ذلك
فإنهم يدمرون
الدولة
اللبنانية.
ماذا
سيجري في
الخامس عشر من
تشرين ولماذا
يستخدمون
ورقة الأرمن?
المسألة
ليست مسألة
استخدام
أوراق, هي
مسألة محاولة
ترميم الحالة
الشعبية, وهي
تتطلب أرمن, تتطلب
سوريين, تتطلب
»حزب الله«, تتطلب
قواعد شعبية
كثيرة تحت
راية
التحالفات
الموجودة
سواء في الكتل
النيابية أو
في التفاهمات
الورقية, لأن
التفاهم لم
ينفذ على
الأرض ما زال على
الورق, هناك
محاولة حشد
شعبي, ولكن
تحت أي عنوان
نحيي ذكرى 13
تشرين في حين
أن مفهومها
جيش احتلال
سوري احتل قصر
بعبدا
ووزارة
الدفاع وأنهى
الحالة التي
كانت موجودة
آنذاك
والمتمثلة
بحكومة
العماد عون. ولكن
أنا أسأل عن
العنوان أنا
أفهم أن نقيم
قداساً في 13 تشرين
عن أرواح
شهداء الجيش
والشهداء
المدنيين
والشهداء من
رجال الدين
الذين
اختطفوا من دير
القلعة في بيت
مري, أنا أفهم
أن يقام تكريم
لهؤلاء
الشهداء, وأن
يطالب
بالمفقودين
الذين
اختطفهم
الجيش السوري
آنذاك وما زال
مصيرهم
مجهولاً حتى
الآن.
يعني
الموقوفون
وفقاً
للقانون
الذين
اختطفهم
الجيش السوري
في ظهر الوحش
وعلى محور
بسوس, ومحاور
المتن
الشمالي, والمدنيون
الذين
اختطفوا من
منازلهم, وقبل
ذلك سنوات
وبعد ذلك
سنوات, هؤلاء
نقيم لهم
احتفالاً
بذكراهم. وكيف
نقيم
احتفالاً
بهذه الذكرى
يحضرها من يمثل
الذين شاركوا
بشكل مباشر في
هذه الذكرى
بدءاً من رئيس
الجمهورية
الذي ما زال
في قصر بعبدا
وجاءت به
الدبابات
السورية
ونصبته منذ
ذلك الحين, بعد
أن نصبت إلياس
الهراوي. أرادت
أن تنصب
رئيساً آخر ما
زال في قصر بعبدا,
كيف نوفق بين
تلك الأيام
تحت شعار
المصالحة, المصالحة
تكون بين
الناس وتكون
على الحقوق أي
نتصالح عندما
نحصل على
حقوقنا وهذا
ما تعنيه
مصالحة الجبل
والذين
يتهمونها
بأنها مصالحة
فوقية بالعكس,
مصالحة
البطريرك
صفير مع وليد جنبلاط لم
تكن فوقية, مصالحة
»14 آذار« في ساحة
الحرية بين
الشباب شباب
الحزب التقدمي
الإشتراكي
وشباب »القوات
اللبنانية« وشباب
الكتائب
وكذلك شباب »التيار
العوني« آنذاك,
وشباب »تيار
المستقبل« وكل
مكونات
المجتمع
اللبناني بما
فيهم شرائح من
الشيعة, هذه
هي المصالحة
الحقيقية إذا
المصالحة الحقيقية
حصلت, وحين
نشاهد أن
أبناء كفرمتى
يلتقون
ويتناولون
طعام الغداء
معاً ويعودون
ليرمموا
الثقة بينهم
وهناك مصالحة
على الحقوق أي
أن يأخذ الذين
دفعوا
أثماناً في
منازلهم وفي أرزاقهم
حقوقهم
المادية
والمعنوية إذ
ذاك تكون
مصالحة هذا ما
يحصل فعلاً, لكن
المصالحة لا
تحصل في إعادة
فتح الجروح وفي
طلب
الاعتذارات
فهل إذا
اعتذرت سورية
مثلاً, هل ظهر
بشار الأسد
وقال: أعتذر
عن الاجتياحات
الذي قمنا بها
كنظام سوري في
قصر بعبدا
ووزارة
الدفاع
ومناطق ما
كانت تسمى
شرقية وعن
الشهداء حتى
الذين سقطوا
من الجانب
اللبناني
اعتذر عن ذلك, هل
يكفي أن يعتذر
عن المساوئ
التي حصلت في
تلك الآونة. هل
هذا الاعتذار
مقبول.
الاعتذار
الصحيح لا
يكون إلا بين
الناس أي
يتسامحون, بتظهير
الذاكرة
الإنسانية
الاجتماعية
ويحصل على
مستوى الجبل
وعلى مستوى
الأهالي في القرى
الأخرى, وعلى
المستوى
السياسي
اللبنانيون
أهم ما في المصالحة,
هي أن يتصالح
اللبنانيون
على الأهداف, وقد
تصالحوا
والذين لم يتصالحوا
على الأهداف
يسمون أنفسهم
الآن معارضة
وما غير ذلك.