وزير
خارجية
لبنان
والمصداقية !!
بقلم
الياس
بجاني
مسؤول لجنة
الإعلام في
المنسقية
العامة
للمؤسسات اللبنانية
الكندية
يوم
حذر الغيارى
من مخاطر
الرضوخ
لتحالف أمل -
حزب الله
وتسليم وزارة
الخارجية
لهما عبر من
يختارونه من
الوزراء،
قامت الدنيا
ولم تُترك
مفردة واحدة
من مفردات
القاموس
العكاظي إلا
واستعملت في
حملة هيجان
مسعورة مزجت
في أدبياتها
الموروبة
التهديد
بالوعيد
والاتهامات
بالكلشيهات
الخشبية.
الخوف
هو مخاطر
جسيمة وعواقب
وخيمة تضرب ما
تبقى من هيبة
ومصداقية
لبنان في
المحافل الدولية
والإقليمية
ومن تسخير
وزارة الخارجية
بكل كوادرها
وإمكانياتها
في تسويق مفاهيم
حزب الله
الأحادية
للمقاومة
والصراع مع إسرائيل
وواجبات
الجيش والسلم
والحرب وتفسيراته
للقرارات
الدولية بدءً
من الـ 425
وصولاً إلى
الـ 1614.
لم يُخيب
سعادة وزير
خارجية لبنان
السفير فوزي
صلوخ المفروض
من تحالف أمل – حزب
الله توقعات
الغيارى من
المحذرين
والخائفين،
وقد دلت
أفعاله
وأقوله
ومواقفه
ومقارباته
للملفات كافة على أنه وزير
خارجية
بامتياز،
ولكن لتحالف أمل
- حزب الله،
وليس للدولة
اللبنانية.
كرر
الوزير خلال
الأيام
القليلة
الماضية تصريح
ملغوم يقول: ""طالما
الجيش الإسرائيلي
يحتل مزارع
شبعا
ومرتفعات
كفرشوبا، وطالما
أن ثمة أسرى
لبنانيين لا
يزالون في السجون
الإسرائيلية،
وما دامت
إسرائيل لم
تسلم خرائط
الألغام
المنتشرة في
كل أنحاء
الجنوب، فان
هذا يعني أن
القرار 425 لم
ينفذ". وحول
دعوة مجلس
الأمن لبنان
إلى بسط
سيطرته على
كافة الأراضي
اللبنانية
ادعى صلوخ "إن
الجيش اللبناني
منتشر في جنوب لبنان وعلى الأراضي
اللبنانية
والخط الأزرق
ونحن لا زلنا
نقول إن
القرار425 لم
يتحقق
بحذافيره".
يعلم الوزير تماماً أن أي
مواطن لبناني "مغلوب على
أمره" ويتابع
مجريات
الأحداث، يعرف أن
مزارع شبعا مغطاة
دولياً
بالقرارين 242 و 338
كونها كانت
محتلة من قبل
سوريا منذ
منتصف
الخمسينات،
وأن إسرائيل
احتلتها سنة 1976
مع احتلالها
لمرتفعات
الجولان، ولا
يفوته أن
الأمم
المتحدة
تعتبرها منذ
ذلك التاريخ
أراضي سورية. ولم يخبرنا
بعد إذا كانت
سوريا سلمته
أية وثيقة
رسمية تعترف
فيها
بلبنانية هذه
المزار!!.
لماذا ينكر
الوزير أن
إسرائيل نفذت
بالكامل، ليس فقط
القرار 425 بل
أيضاً القرار
426، فيما لم
يلتزم
الحكم اللبناني بهما، بل إنه عطل وعرقل
تنفيذهما من قبل
إسرائيل لمدة
أربعة عشر عاماً،
ويوم انسحبت إسرائيل بشكل
أحادي
ونفذتهما رفض
تحمل
مسؤولياته
وتخلى عنها
لحزب الله. لا نعتقد
أن الوزير وهو
الأكاديمي
الضليع يجهل أن
الأمم
المتحدة أقرت
رسمياً تنفيذ
إسرائيل
الكامل
للقرارين عقب
انسحابها من
جنوب لبنان في
أيار من العام
2000، ولا نظنه
يجهل بنود القرارات
الدولية التي
صدرت عن مجلس
الأمن منذ سنة
2000 وهي كلها
تشير بوضوح
إلى الخط
الأزرق الذي
رسمته وإلى
ضرورة أن ينفذ
لبنان ما عليه
من التزامات
ذات صلة
بالقرارات
الدولية كافة
من الـ 425 إلى 1614. نسأل
أية
مصداقية بقيت
للوزير
وهو يعمل على
تشويه
الحقائق،
والاستهزاء بالقرارات
الدولية،
ونقض الأعراف الدبلوماسية، والتسوق
لمفاهيم
بائدة
وتفسيرات
موروبة؟
حتى لا
ينخدع البعض
بما يحاول
الوزير
التسويق له، خدمة لمن
فرضه على
الوزارة، نذكّر
بالحقائق
التالية لعلّ في التذكير
إفادة:
منذ أن احتلت
إسرائيل
الجولان سنة
1976، ومنذ تولى
المراقبين
الدوليين
الإشراف على
الحدود بين
سوريا
وإسرائيل
اعتُبرت
مزارع شبعا
دولياً أراضي
سورية، ووضعت
في كافة
الخرائط
الدولية ضمن
الأراضي
السورية
المحتلة من قبل
إسرائيل. وعقب
الانسحاب
الإسرائيلي
في أيار سنة 2000،
كلفت الأمم
المتحدة
مندوبين عنها
وبمشاركة
لبنانية
وإسرائيلية
رسم الحدود بين
لبنان
وإسرائيل. فتم
يومها رسم
الخط الأزرق
الذي قال إن
مزارع شبعا
تقع داخل
الأرض
السورية.
اعترف مجلس
الأمن رسمياً
بشرعية الخط
الأزرق الذي
يؤكد انسحاب
إسرائيل من
الأراضي اللبنانية
في 25 أيار سنة 2000
تطبيقا
للقرارين
الدوليين
الصادرين سنة
1978عن مجلس
الأمن وهما 425 و
426. وقد
طالب مجلس
الأمن لبنان
بضرورة
احترامهما بالكامل
معتبراً أن
موقف حكومة
بيروت التي
تستمر في عدم
الاعتراف
بشرعية الخط
الأزرق في منطقة
مزارع شبعا
يتعارض مع
قرارات مجلس
الأمن.
اعتُبرت
مزارع شبعا
منذ سنة 1924
أراضي
لبنانية، إلا
أن سوريا رفضت
الاعتراف
بهذا الأمر،
كما رفضت
الاعتراف
باستقلال
لبنان، وفي
منصف
الخمسينات
احتلتها عسكرياً،
وبقيت
مُهيمِنة
عليها حتى
احتلالها من قبل
إسرائيل مع
هضبة الجولان
سنة 1967. الهيمنة
السورية على
المزارع خلقت
وضعاً شاذاً
فسكان المزارع
لبنانيون
والأملاك
لبنانية، إلا
أن الإدارة
والسلطة
كانتا
سوريتان. لم
يتقبل لبنان
هيمنة سوريا
على المزارع،
لكنه لم يرفع
تظلمه هذا
للأمم
المتحدة، ولا
إلى الجامعة
العربية
خوفاً من
زيادة
المشكلة
تعقيداً. غير
أن السوريين
تعنَّتوا
وأصروا على
شدِّ قبضتهم عليها
ضاربين عرض
الحائط
بأقوال لبنان
ومطالباته.
حاول لبنان
سنة 1961 أن يفتتح
مخفراً للدرك
في المزارع ،
غير أن سوريا
قامت بقتل عدد
من رجال الدرك
اللبنانيين
وطرد الباقين
بالقوة العسكرية،
وهذه الواقعة
موثقة بعدد من
أعداد مجلة
الجيش
اللبناني.
سكان المزارع
وأصحاب الأملاك
فيها قاموا
برفع الشكاوى
عدة مرات إلى
الحكومات
اللبنانية
المتعاقبة من
عهد بشارة
الخوري حتى
عهد فؤاد
شهاب، كما
رفعوا شكواهم
أكثر من مرة
مباشرة إلى
الحكومات
السورية من
خلال عرائض
واعتصامات
وإرسال وفود
ووسطاء، لكن
وللأسف كل
محاولاتهم
باءت بالفشل واستمرت
سوريا مصرة
على فرض
سلطتها
بالقوة على المزارع.
خلال حرب
الأيام الستة
في 6 حزيران
سنة 1967 احتلت
إسرائيل
الجولان
واحتلت معه
مزارع شبعا.
القرار
الدولي رقم 242
الذي صدر عن
مجلس الأمن في
22 تشرين
الثاني سنة 1967
بعد انتهاء
الحرب هذه لم
يأتِ على ذكر
مزارع شبعا
كأرض
لبنانية، وهو
أشار بوضوح
تام إلى أن كل
الأراضي التي
احتلتها
إسرائيل على
الجبهة
السورية -
الإسرائيلية
هي أراضي
سورية. لبنان
لم يشارك بتلك
الحرب، ولا هو
يومها قال بعد
انتهائها على
أي مستوى إن
إسرائيل
احتلت أي جزء
من أراضيه. في
سنة 1972 دخلت
إسرائيل إلى
بعض أجزاء
الشرط
الحدودي
اللبناني،
ولكن دخولها
كان خجولاً
ولم يتخطى
بلدة قانا
الجنوبية.
وقعت الحرب
العربية
الإسرائيلية الثانية
سنة 1973. لبنان
أيضاً لم
يشارك فيها،
ولا هو اعتبر
بعد انتهاءها
أن إسرائيل
احتلت أي شبر
من أراضيه،
والقرار
الدولي رقم 338
الذي صدر عن
مجلس الأمن
بعد توقف تلك
الحرب في 22 تشرين
الأول 1973 لم
يأتِ لا من
قريب ولا من
بعيد على ذكر
أية أراضي
لبنانية
محتلة. ولبنان
الرسمي لم يقل
على أي مستوى
إن إسرائيل
احتلت أي شبر
من أراضيه
وبقي ملتزماً
باتفاقية الهدنة
معها.
سنة 1978
دخلت إسرائيل
إلى الجنوب
اللبناني تحت
راية ما سمته
في حينه
"عملية
الليطاني"،
وبتاريخ 9 آذار 1978
صدر عن مجلس
الأمن القرار
رقم 425 وآلية
تنفيذه
القرار 426.
القرارين لم
يذكرا مزارع
شبعا، ولبنان
الدولة لم يقل
لا لبنانياً
ولا عربياً
ولا إقليمياً
ولا دولياً إن
إسرائيل تحتل
مزارع شبعا "اللبنانية". في حين أن
الدول
المعنية وهي
سوريا ولبنان
والدول
العربية كافة
وإسرائيل لم
يعتبروا أن
القرارين
الدوليين 242 و338
يتعلقان
بأية أراضي لبنانية.
كما أن
القرارين 425 و426
لم يذكرا مزارع
شبعا ولا
اعتبراها أراضي لبنانية
محتلة من قبل
إسرائيل.
سنة 1982اجتاحت
إسرائيل
لبنان ووصلت
إلى عاصمته
بيروت، ومن ثم
انسحبت إلى
الجنوب وبقيت
فيه حتى أيار
سنة 2000 وكان قد
صدر عن مجلس
الأمن بتاريخ
17 أيلول سنة 1982
القرار رقم 520
الذي طالب
بانسحاب كل الجيوش
الغريبة من كل
لبنان
واحترام
سيادته وحدوده
المعترف فيها
دولياً وبسط
سلطة الدولة
بواسطة قواها
الذاتية على كل
أراضيها.
القرار هذا لم
يأتِ على ذكر
مزارع شبعا
كونها بمفهوم
الأمم
المتحدة من
ضمن الأراضي
السورية
المشمولة
بالقرارين 242 و338
اللذين
يغطيان
مرتفعات
الجولان
السورية.
ونذكر هنا
بقرار اتخذه
مجلس النواب
اللبناني عام
1991، "وطلب فيه
من الحكومة
حضور مؤتمر
مدريد على
أساس مبادئ
عديدة، منها
أن لا علاقة
للبنان
بالقرارين 242
و338"،
في تشرين
الأول سنة1991،
وبعد انتهاء
حرب الخليج،
شاركت كافة
الدول
العربية
ولبنان
وإسرائيل في
مؤتمر مدريد
برعاية
أميركية -
روسية. يومها
قال لبنان
"الطائف" إنه
غير معني
بالقرارين 242 و338
وركز فقط على
القرارين رقم
425 و426
وطالب بالعودة
للالتزام
بمعاهدة
الهدنة مع
إسرائيل الموقعة
سنة 1949. يومها لا
سوريا ولا
إسرائيل ولا أي
دولة عربية
أشاروا إلى
مزارع شبعا
كأرض لبنانية
محتلة. ونفس
الموقف اتخذه
كل من "لبنان الطائف"،
وسوريا البعث
بمحادثاتهما
مع إسرائيل
التي عُقدت في
الولايات
المتحدة على
فترات متفرقة
في عهد الرئيس
كلنتون ما بين
1994 و1996 واستغرقت
شهوراً، حيث
لم تُذكر
مزارع شبعا في
أي محضر من
محاضر
المحادثات
التي طالب لبنان
خلالها
بإعادة تطبيق
اتفاقية
الهدنة بينه
وبين
إسرائيل،
وقال على لسان
وزير خارجيته ورئيس مجلس
النواب
أنه معني فقط
بالقرار 425
وليس له أية علاقة
بالقرارين242 و338.
بعد
الانسحاب
الإسرائيلي
سنة 2000 بأسبوع
أُختلقت أدوات دمشق
قضية مزارع
شبعا وجعلت
منها قضية
الساعة
وأحاطتها
بهالة
المقاومة،
بعد أن رأت في
ورقة القرى
السبعة
اللبنانية
التي ضُمت
لفلسطين سنة 1924
قضية خاسرة. فلو كان حزب
الله قد طرح
هذه القضية
كما هي فعلا،
وطالب سوريا
الاعتراف
بلبنانيتها،
ثم توجه إلى
الحكومة
لتطلب من
الأمم
المتحدة النظر
في الموضوع
وفصله عن
موضوع
الجولان،
لكان له الحق
بالتبجح
بحمايته
مصالح لبنان،
ولكن من استمر
بالدفاع عن
سياسة
"المسار
والمصير" ليس
له الحق اليوم
أن يعلن حرباً
منفردة
لتحرير قسم من
ما يعتبر
الجولان،
بينما تعرض
سوريا كل يوم نواياها
للتفاوض حول
السلام مقابل
استعادتها
لهذا
الجولان،
وإلا فسيعتبر
ذلك مزايدة على
سوريا.
نقول لسعادة
الوزير كفى
إهانات لعقول
وذكاء الناس
واستخفافاً
بالقرارات الدولية، ونلفته
لتصريح
الرئيس
المصري مبارك
المنشور في إيلاف في 17/8/2005:
"إن قادة حركة
حماس
الفلسطينية
وحزب الله اللبناني
يجب أن
يتحولوا إلى
أشخاص
برلمانيين تكون
وظيفتهم
"الثرثرة"
وإجادة
الخطب، يجب إدخالهم
بالتدريج إلى
السياسة
وتحويل
زعمائهم إلى
نواب في البرلمان.
ليكونوا
حركة
ثرثارين، بدل
حركة مثيري
مشاكل".
قليلاً من
الجدية يا
سعادة الوزير
وأعلم أنه لا
يمكن حجب
الحقيقة
واستغباء الناس
إلى ما لا
نهاية مهما
زادت
الضغوطات وغلفت
بأطر مذهبية
وقومية
وأصولية وجهادية.
حمى
الله وطن
الرسالة من
العاملين على
ضرب مصداقيته
وتعطيل دوره
الرائد خدمة
لغير
اللبنانيين !!!
28/8/2006