لم يعاني
سكان منطقة في
لبنان من ظلم
مثلما عانى
أهلنا في
منطقتي
الشريط
الحدودي
وجزين، وهم من
تلاوين
وشرائح
مجتمعنا
التعددي
اللبناني
كافة.
كان هؤلاء
طوال
الثلاثين سنة
المنصرمة ولا
يزالون ضحايا
تعديات
وتهجير
وإبعاد
وإفقار ليس
فقط بسبب
ممارسات
المنظمات
الأصولية والميليشياوية
الغريبة
والمحلية،
وإنما أيضاً
بنتيجة تخلي
الحكومات
اللبنانية
المتعاقبة
عنهم وتركهم
يواجهون
بمفردهم
القهر والجور.
وكأن ما حل
بهم من مآسي
ونكبات طوال
سنين عجاف لا
يكفي، فإنهم
يتعرضون
اليوم إلى
هجمة من
التهميش
المذل
والاغتيال
الوطني
والأخلاقي
المنظم
والاتهامات
الافترائية
والاستنسابية
المركبة من
مثل العمالة
والخيانة
العظمى، وقد
وصل الأمر
بالبعض إلى حد
المطالبة
بنزع الجنسية
اللبنانية عن
المئات منهم
بهدف عرقلة كل
سبل عودتهم
إلى الوطن.
فر أهلنا
إلى إسرائيل
وغيرها من
البلدان في
أيار سنة 2000 عقب
انسحاب الجيش
الإسرائيلي
من الجنوب.
تركوا بيوتهم
وقراهم وكل ما
يملكون وهم مرغمين
مكرهين خوفاً
على حياتهم
وحياة عيالهم من
الذين هددوهم
علنية عبر
شاشات
التلفزة
والإذاعات
"بفقر البطون ونحر
الرقاب في
المخادع".
التهديدات
هذه حقائق لا
لبس فيها
يعرفها القاصي
والداني وهي
موثقة بالصوت
والصورة، وكل من
يتذاكى الآن
محاولاً
تبريرها
بالتكتيك الإعلامي
الحربي
المبرر يجب أن
لا يغيب عن
باله أن في
ذاكرة اللبنانيين
عشرات
المجازر
البشعة من
العيشية والقاع
إلى الجبل
وبيروت
مروراً
بالدامور
ووصولاً إلى
الشمال.
شكراً
للعماد عون
ونواب كتلته
البرلمانية
الذين كسروا
سلاسل الحُرم
الذي فرضه
الاحتلال
السوري
وأدواته
المحليين من
أصوليين
وغيرهم على ملف
أهلنا
اللاجئين إلى
إسرائيل.
طالب العماد
الجميع من
داخل
البرلمان
ودون استثناء
تحمل
مسؤولياتهم
الوطنية
والأخلاقية
وتشكيل لجنة
نيابية
قضائية
لمعالجة هذا الملف
النازف وكشف
كل جوانبه.
جرأة العماد
وموضوعية
طرحه أصابا
العديد من القيادات
والرعاة
والتجمعات
والمنظمات بنوبات
ذعر وهيجان
مسعورة
فأقاموا
الدنيا ولم
يقعدوها بعد. توزعوا
الأدوار في
هجمتهم
الظالمة
المستمرة عبر
إسهال كلامي
نابي مقزز
تميز بنبرة من
الاستكبار
الفاضح
والمنطق
الانغلاقي
الأحادي
المعايير
والقيم.
منطق فيه
الكثير من جرم
رفض الآخر
والتقوقع وهو
بمجمله بعيد
كل البعد عن
جوهر وروحية
ومرامي طرح
العماد.
نسأل عن
معايير
الوطنية
والعمالة
والخيانة المفترض
أن تقاس على
أساسها
ممارسات
وارتكابات
وخطايا أهلنا
اللاجئين إلى
إسرائيل وغيرها
من البلدان؟
نطلب بأمانة
إفادتنا عن
مصير أصحاب
الحملة على
العماد
أفراداً
وجماعات
وتجمعات في
حال طُبقت عليهم
نفس المعايير
التي
يشهرونها في
وجه أهلنا اللاجئين
إلى إسرائيل
وذلك بعد
تشريح أعمالهم
وارتباطاتهم
وامتداداتهم
وأهدافهم وما اقترفت
أيديهم من
محاسن وفضائل
في الداخل والخارج
وما أكثرها!!
خصوصاً وأن
بعضهم هم من
حاملي السيوف
والخناجر
والبلطات
والمتفجرات والأكفان
ورايات
المقاومة
والتحرير
المطالبين بقطع
الرؤوس ونصب
المشانق!
لأن شرائع
العدل تقول إن
المتهم بريء
حتى تثبت
إدانته، ننصح
الذين جعلوا
من أنفسهم
قضاة وجلادين
وراحوا
يصدرون
الأحكام
والفتاوى طبقاً
لمعاييرهم
ومفاهيمهم أن
يتقوا الله
ويتعظوا لأنه
يُمهل ولا
يُهمل، ومع
الناصري نقول
لهم بصوت
عالِ: "من كان
منكم بلا
خطيئة
فليرميهم
بحجر".
ولأن الإنسان
موقف فالواجب
الوطني
والإنساني يُلزم
كل القيادات
والتجمعات
اللبنانية أن
تحدد مواقفها
الواضحة
والعلنية من
قضية أهلنا اللاجئين
إلى إسرائيل
وباقي
البلدان،
تماماً كما
فعل الرئيس
عون ونواب
كتله
النيابية.
إن
حيل التستر
والباطنية
واللعب على
الكلام والتذاكي
لم تعد تنطلي
على
اللبنانيين،
وقد جاء
في سفر
الرؤيا:
"لأنك
فاتراً ولست
بارداً ولا
ساخنا سوف
اتقيأوك من
فمي".
ربي نج وطني
من الشرور
والمآسي،
ربي أعد كل
بني وطني إلى
كنف بلاد
الأرز معززين
مكرمين،
ربي أبعد عن أهل
وطني آفات عمى
البصر
والبصيرة والاستكبار.
14/8/2005