انتخابات
المحدلة
والمخطط
المشبوه!!
الياس
بجاني
مسؤول
لجنة الإعلام
في المنسقية
العامة للمؤسسات
اللبنانية
الكندية
انتهت أمس
الانتخابات
النيابية في
الجنوب ونتائجها
معروفة
مسبقاً قبل أن
تبتدأ. تعيَّن
23 نائباً لا
يمثلون أماني
وتطلعات أغلب
الجنوبيين
الذين هُمِشوا
بشكل مُعيب.
قرارهم
مُصادر
بالكامل عن طريق
"محدلة حزب
الله وحركة
أمل" التي هي
نتاج قانون
انتخابي جائر
كافر بالعدل
وهو من مخلفات
زمن الاحتلال
السوري
وعبقرية
مخابراته. قانون
كان مفصَّلا
عام 2000 على قياس
القوى الميليشياوية
والأصولية
والإقطاعية
"المسورنة" المتحكمة
بكل مفاصل
البلد
ومخالعه منذ
العام 1990 وبدعم
كلي من سوريا
وإيران.
الجنوب
اليوم هو دولة
داخل الدولة،
دولة تابعة
لحزب الله بكل
ما للكلمة من
معنى، فلا
وجود أمني فعلي
لسلطة الدولة
فيه ولا قول
لها في شؤونه
الإدارية أو
التعليمية
وغيرها من
أمور الحياة والمصير.
عناصر الحزب
المسلحة
متمركزة على
مرمى الحدود
مع إسرائيل
تنوب عن الجيش
اللبناني وتتحكم
قيادتها
بقرار السلم
والحرب هناك
طبقاً
لمرجعيات غير
لبنانية
ولحسابات
ومصالح لا
علاقة لها
بلبنان
واللبنانيين.
حزب الله
يرفض علانيةً
التخلي عن
سلاحه وأمينُه
العام السيد
حسن نصر الله،
رجل إيران
القوي في
لبنان والوكيل
الشرعي العام
للإمام
الخامئني فيه
هدد قبل أيام
بقطع كل
الأيدي التي
ستحاول الاقتراب
من سلاحه
معتبراً أن
أيدي كهذه هي
بمفهومه
إسرائيلية
فاحشة وأن
القرار
الدولي 1559 هو لخدمة
إسرائيل
ومخططاتها
التوسعية في
المنطقة.
أما الأستاذ
نبيه بري، رجل
الحكم السوري
البعثي رقم
واحد في لبنان
وشريك السيد
في المحدلة
الانتخابية
التي طحنت
الجميع
وأوصلت ركابها
إلى ساحة
النجمة، فقد
اعتبر
ببلاغته المشهود
لها أن من
يقترع ضد
قوائم مرشحي
تحالفه مع حزب
الله فإنما
يقترع لمصلحة
القرار 1559، مما
يعني إيحاءً
وإيماءً أن
هؤلاء وطبقاً لكلام
السيد نصر
الله من أصحاب
الأيدي الإسرائيلية
المحلل
قطعها، فهل من
تهديد
وإرهاب أجلى
وأوضح!!
هذا ولم يغب
عن خطاب
الأستاذ بري
وزميله النائب
على عسيران
أمر الإشارة
إلى وقع المال
السعودي على
الجنوب
وتأثيره على الناس
وإن كانا قصدا
مال الأمير
طلال الداعم لقريبه
المرشح رياض
الأسعد.
فالأصح أن
المال السعودي
قد غمر الجنوب
بكرمه
المعروف،
ولكن ليس عن
طريق رياض
الأسعد
(وخالته) وهو
المشهود له
بالنزاهة
والوطنية
والصدق،
وإنما عن طريق
غيره من الذين
استغلوا
عواطف الناس
مذهبياً
ومناطقياً
بأسلوب نفسي
مدروس
وتمكنوا من سحب
كل المرشحين
السنة
المعارضين
لتيار الحريري.
والحال هذا
انسحب ليس فقط
عن بيروت ولكن
أيضاً على
البقاع
والشمال
وتُوج أول أمس
بانقلاب عمر
كرامي
المفاجئ على
حليفه سليمان
فرنجية لأن
المطلوب
إبعاد فرنجية
عن المجلس مهما
كان الثمن.
إن دور
مؤسسات
الحريري
الإعلامية
الغنية بتممدها
وانتشارها
وكفاءات
العاملين
فيها هو دور
مفصلي فاعل في
سياق خطة
تدمير فرص
وتشويه وطنية
واغتيال سمعة
كل معارضي
المُخطط الجديد
الهادف
بوقاحة
التسويق
لمشروع إبدال
الوصاية
السورية
بغيرها والتي
سيكون تجمع نواب
الحريري
وحلفاؤه رأس
حربتها.
من هنا يمكن
فهم الحملة
التشكيكية
المسعورة على
الرئيس ميشال
عون التي
يقودها تيار
الحريري عبر
وسائل إعلامه
بمشاركة
أعضاء نافذين في
لقاء
البريستول
وبعض جريدة
النهار على خلفية
رفض عون
المساومات
وعقد الصفقات
وقراره الوقوف
بوجه المخطط. إن هذه
الحقائق
الفاجعة لم
تعد بخافية
على أصحاب
الضمائر من
أهلنا.
إن جريمة
اغتيال
الصحافي سمير
قصير، والتهديد
بصواريخ حزب
الله الـ 12
ألف،
والتهديد بقطع
الأيدي التي
تمتد لسلاح
الحزب
وإسرائيليتها،
وتحالف حزب
الله مع السيد
جنبلاط في
قضاء عالية –
بعبدا،
والحملة
المسعورة
لإقالة
الرئيس لحود،
والإستماتة
في تشويه صورة
الرئيس عون
باستعارة
مصطلح
"الصفقة"
الذي كان سلاح
حكام جماعة الطائف
وأسيادهم
البعث خلال
السنوات الـ 15
المنصرمة، كل
هذا مع شعار
البيك "يا
قاتل يا مقتول"
يأتي في سياق
السعي
للسيطرة على
نتائج الانتخابات
بكافة
الوسائل
المتاحة بهدف
الهيمنة على
الأكثرية في
المجلس
النيابي
الجديد.
مما لا شك
فيه إن موقف
غبطة
البطريرك
صفير الصادم
أمس لجهة
معارضته
إسقاط لحود
بالقوة قد
أفشل حلقة من
حلقات المخطط
المسعور إلا
أنه لم يحبطه
ولا هو أوقفه.
إن أهمية دور
المواطن اللبناني
الواعي
والسيادي لأي
مذهب انتمى يأتي
في أهمية
مساهمته
الفاعلة في
إحباط هذه الهجمة
الشرسة
باقتراعه
خلال
الأسبوعين
المقبلين ضد
كل مرشحيها
حتى لا تنجح
في الجبل والبقاع
والشمال كما
نجحت في بيروت
والجنوب.
لم يعد
جائزاً تحت أي
حجة أو مبرر
القبول بما هو
مرفوض
لبنانياً
وأخلاقياً
مهما كثرت
العوائق
وتنوعت ومهما
اشتدت وزادت
الضغوطات
وارتفعت نبرة
عواء
المخبولين من
تجار
المذهبية والسياسة
والدم، وقد
أثبت نتاج
نضال طلاب لبنان
الأشاوس
ومناضلي
الاغتراب
السياديين أن المقاومة
السلمية
والحضارية هي
سلاح لا يقهر.
والآن الخوف
كل الخوف، أن
ينتهي
الاهتمام
الدولي الحالي
باستعادة
لبنان الحر
السيد
والمستقل قبل
تنفيذ كل بنود
القرار
الدولي 1559
فيستمر الوضع
الشاذ على
حاله من
دويلات
وميليشيات
وفساد وبؤر
أمنية وأشباه
سياسيين
وحكام، وهنا يكون
البلد قد
انتقل من حضن
الوصي السوري
لحضن وصي آخر
وتضيع على
اللبنانيين
فرصة تاريخية لن
تتكرر.
المطلوب من
أهلنا في
بعبدا وعاليه
والبقاع وكسروان
وجبيل
والشمال تحمل
مسؤولياتهم
التاريخية
والاقتراع
طبقاً
لقناعاتهم
والكرامات
متجنبين
المرشحين
الحربائيين
والبهلوانيين
وقناصي الفرص
الذين قال
فيهم الإمام علي:
"لا صدق
لمتلون، ولا
وفاء لكذوب،
ولا راحة لحسود
ولا مروءة
لدنيء". أثاب
الله المؤمنين
بمنطق الكلام
وعاقب
الكافرين به
وسلام الرسل
على جميع
الطيبين.
6 حزيران
2005