جنبلاط عرى كل من تعامل ولا يزال مع الإحتلالين السوري والإيراني

الياس بجاني

05 أيار/15

حقيقة لم يدلي النائب وليد جنبلاط في اليوم الأول له كشاهد أساس ومهم أمام المحكمة الدولية من أجل لبنان، بأي معلومة أو واقعة أو حادثة لم تكن معروفة من ألفاها ليائها من قبل كل من يريد أن يعرف من اللبنانيين ولديه الجرأة على قول ما يعرف. ولكن المفيد في كل ما قاله جنبلاط وهو من قيادات الصف الأول اللبناني ومن أركان ما كان يسمى الحركة الوطنية ومن الذين تعاونوا مع الاحتلال السوري واستفادوا منه على كافة الصعد وتحديداً الانتخابية، المهم أن الرجل كشف كل الحقائق التي لا زال كثر من القادة في لبنان من 14 و8 آذار على حد سواء وغيرهم أيضاً كثر من رجال الدين والسياسيين وجماعات الطرابيش والجاكيتات يتعامون عنها ويزورونها ويجملونها بنفاق فاقع عن سابق تصور وتصميم ذمي وتقوي، وذلك على خلفية ثقافة الأنا، وتغليب المصالح الذاتية على تلك الوطنية، والدعس على القيم والكرامات حفاظاً على المواقع والسلطة.

إن ما قاله جنبلاط أمام المحكمة قاله وكتبه ونادى به من على السطوح كل الأحرار والسياديين من أهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار منذ سنين وسنين ولم يتوقفوا يوماً عن المناداة به علناً وبصوت عال وبوضوح وشفافية وصدق. اليوم اعترف جنبلاط أمام العالم وهو الركن الأساس في الحركة الوطنية ومن بعدها في ثورة الأرز، ومن بعدها خارج هذه الثورة ومع الأسد والقمصان السوداء، اعترف تحت القسم أن النظام السوري الذي حالفه وتحالف معه كان يحتل لبنان بكل ما في المصطلح من معاني، وبالتالي الاحتلال هذا لم يكن وجوداً ولا تجربة شابتها الأخطاء كما جاء في ورقة ذل وخساسة تعاون ميشال عون مع جيش إيران في لبنان الذي هو حزب الله.

أكد جنبلاط وهو العارف أن نظام الأسد هو من اغتال والده الزعيم كمال جنبلاط وأنه هو من اغتال كل القادة اللبنانيين منذ احتلاله لبنان بمن فيهم الرئيس رفيق الحريري. ومن جديد أكد أنه أي جنبلاط كان ضد القرار 1559، وهذه خطيئة لن تغفر له خصوصاً وأنه في مقدمة الذميين الذين ساهموا في أن لا يأتِ القرار 1701 تحت البند السابع. جنبلاط دان في شهادته نفسه وكل من عادى لبنان وكيانه وتاريخه ورسالته وسلمه وتحالف مع الحركة الوطنية وعرفات والقذافي والإحتلالين السوري والإيراني. قال جنبلاط وبالفم الملآن أن نظام الأسد وكل أدواته المحليين وفي مقدمهم سيء الذكر أميل لحود كانوا مجرد أدوات ينفذون فرمانات المحتل.

هذه حقيقة لن يغفلها التاريخ ومذابله الواسعة في انتظار قدوم هؤلاء الأدوات القذرين والدمويين والجبناء. هذا وأشاد جنبلاط بالدور الوطني المميز لغبطة أبينا البطريرك الدائم مار نصرالله بطرس صفير، أطال الله بعمره، وحمانا وحمى لبنان من "نتعات" ورمادية البطريرك الراعي واستكباره، وابعد عنا فكر وخطاب وظلم مظلومه، المطران المسيس سمير مظلوم. كما ركز جنبلاط على أهمية دور قرنة شهوان ولقاء البريستول وغيرهما من المحطات الوطنية المهمة وخصوصاً مصالحة الجبل.

باختصار ودون الغوص أكثر في التفاصيل لقد عرى جنبلاط حتى من ورقة التوت نفسه ومعه كل من تعامل ولا يزال مع الإحتلاليين السوري والإيراني، وهنا تكمن أهمية شهادته التي جاءت واضحة وشفافة وموثقة وتوجت كل ما سبقها من شهادات تدين الاحتلال السوري وأدواته المحليين.

لعون الشارد والإسخريوتي، وللراعي ولمظلومه المغربين عن بكركي وثوابتها، ولكل أيتام النظامين السوري والإيراني، ولكل مرتزقتهما، نقول بصوت عال كما كان ولا يزال خطابنا منذ السبعينات، نقول:

نعم النظام السوري كان يحتل لبنان ويعيث به فساداً وإفساداً،

ونعم هو نظام مجرم وقاتل وهمجي وبربري،

ونعم هو من أشعل الحروب والفتن بين اللبنانيين،

ونعم هو كان ولا يزال مع النظام الإيراني وأدواتهما المحلية وراء كل عمليات الاغتيال.

ونعم هذا الاحتلال سرق اللبنانيين وأفقرهم وسجن أحرارهم وهجرهم وضرب ديموغرافيتهم.

ونعم وألف نعم إن كل لبناني كائن من كان ارتضى وضعية التابع والملجمي والطروادي هو شريك الاحتلالين الإيراني والسوري ونقطة على السطر.

 

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

Phoenicia@hotmail.com