طلال سلمان ورثاء عكاظي للمجرم الأسدي اللواء محمد ناصيف

الياس بجاني/29 حزيران/15

استغربنا واستهجنا فعلاً استغراب واستهجان كثر من الصحافيين والناشطين السياسيين في لبنان وبلاد الاغتراب معزوفة الرثاء العكاظية التي أطل بها اليوم رئيس تحرير جريدة السفير، الصحافي المخضرم، طلال سلمان، ناعياً بحزن و”فروسية” المجرم الأسدي اللواء محمد ناصيف المعروف بأبو وائل. بربكم يا أصحاب الأقلام الحرة والمعارضة لنظام الأسد “الكيماوي والبراميلي والعروبي والعلماني والممانع والمقاوم”، كيف تستغربون وتتعجبون في أن يقوم بواجبه “الردحي والعكاظي” موظف مدفوع ثمن كل كلمة يخطها قلمه المؤجر؟ فهذا “الرادح” هو مجرد موظف بدرجة “مداح وقداح” غب الطلب بمفهوم وثقافة “سوق عكاظ إياه”. هو موظف تبعي وغنمي في وسيلة إعلامية وُجِّدت أصلاً لتكون سفيرة طروادية لكل مارق ومعتدي ومجرم وجاحد بلبنان وبدولته وبهويته وبرسالته وبكرامة ولقمة عيش وأمن أهله؟

فجريدة السفير لم تكن لبنانية في يوم من الأيام على خلفية الإيمان الحق بالسيادة والاستقلال والحريات والديموقراطية والرسالة والدولة والكيان، ولا كان “الرداح” هذا في يوم في غير الموقع اللالبناني والتاجر الذي يفصله له الذين يوظفونه ويمدون صحيفته بإكسير الاستمرارية النقدي “العروبي” في البدايات، والنظيف والحلال والملالوي في الوقت الراهن.

وبالتالي الرجل التاجر هذا، هو من جماعات تجار الهيكل ومن صنف الكتبة والفريسيين، كما هو حال كثر من أقرانه أصحاب أقلام الردح والمدح العكاظية.

عملياً وواقعاً وحقيقة، هو مجرد موظف ويقوم بأداء وظيفته التي مع التمرس وقتل الضمير والتلون وعبادة تراب الأرض وعشق الأبواب الواسعة أمسى يجيدها ويتقنها ويُعلِّم للآخرين فنونها.

إنه بالواقع  المأساوي الذي نعيشه هو مدرسة تخرج منها العشرات من أمثاله “الرداحين” وبعضهم تفوق عليه بأشواط وأشواط.

في أسفل “الرثاء المدحي” العكاظي الذي نشره هذا “الرادح” اليوم في جريدته، جريدة السفير، والردح هذا المهين لكرامة الإنسان ولكل ما هو انساني من أحاسيس، يحكي بوقاحة كل ما يتمتع به الرادح الوقح والتاجر من مواصفات أخلاقية، ومفاهيم وطنية، وثقافة كذب “ممانعة وتحرير ومقاومة” ومعايير انسانية موروبة ومتفلتة من كل هو مخافة من الله ومن يوم حسابه الأخير.

إننا فعلاً في زمن محل وبؤس، ولكن هذا الحال هو الشواذ بعينه، وهو إلى اندثار وأفول وزوال بإذن الله.

*الكاتب ناشط اغترابي لبناني

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com