رسالة ع الماشي وبالمشبرح للقيادات المارونية الروحية والزمنية كلون، وكلون يعني كلون

الياس بجاني

03 تشرين الأول/15

من دون لف ودوران، وبالتحديد من دون نفش ريشكم الطاووسي، ونفخ البخار في عقولكم الأسيرة لمصالحكم الخاصة، ومن دون مداهنة هوسكم بالكراسي والنفوذ، ودون التطرق لهرطقة عبادتكم تراب الأرض ولعبثية محاولاتكم الفاشلة الشرب من كأس الله وكأس الشيطان، والجلوس على مائدة الله وعلى مائدة الشيطان في نفس الوقت،… من دون التطرق لكل هذه السقطات والعلل، افهموا وافهموا في حال كان لا يزال عندكم “ذرة ضمير ووجدان” واحترام لنفسكم وللبنان وطن الرسالة ولتضحيات الشهداء، افهموا إن صدقكم ووطنيتكم واخلاصكم ومارونيتكم معيارها الوحيد وقوفكم علناً وبقوة ومن دون تقية وذمية مع قضية أهلكم الأبطال والشرفاء اللاجئين قسراً وظلماً وعدواناً في إسرائيل، ومع كل ما كان يمثله جيش لبنان الجنوبي من معاني وقيم ومقاومة وصمود في وجه قوى الشر والاحتلال والإرهاب، وتصحيحاً لتخاذل الذين وقعوا “اتفاقية القاهرة”، ولعمالة الذين تخلوا عن الجنوب وعن أهله من حكام وسياسيين وأصحاب قلانيس وجبب.

إن تبنيكم هذه القضية بشقيها من عدمه يظهر حقيقتكم ويفضح خامتكم.

يا عباقرة زمانكم، إن الجنرال انطوان لحد كان أعلى رتبة ومنزلة منكم جميعاً في صفوف المقاومة اللبنانية التي كانت الجبهة اللبنانية عرابتها ووراء تكليفه قيادة جيش لبنان الجنوبي، وكنتم جميعاً على صلة وثيقة به، ولا داعي هنا للغوص في التفاصيل لأن جميع الأحرار من أهلنا يعرفونها من ألفها حتى يائها!!

عيب عليكم أن تبلعوا ألسنتكم وتصابوا بصمت القبور وتتشبهوا ب أهرام أبو الهول الفرعوني ولا تنعوا الجنرال لحد أو حتى تنشروا على مواقعكم الالكترونية أو تذيعوا عبر وسائل إعلامكم خبر وفاته، في حين أنكم وللأسف تتباهون وتتشاوفون بإرسال برقيات التعزية شمالاً ويميناً لدول وأهالي متوفين، وهنا أيضاً لا داعي للغوص في التفاصيل لأنه وكما يقول المثل: “يلي في تحت باطه مسلي بتنعره”.

باللبناني المشبرح نقول لكم ولأهلنا، إن كل صراخكم الإنشائي واللفظي في ملفات الدفاع عن حقوق المسيحيين، وعن لبنان المستقل والسيادي، وعن الشهداء، وعن الحريات وعن الوجود، وعن معارضة دويلات وسلاح وإرهاب حزب الله، كلها، ونعم كلها، تبقى دون قيمة وفائدة ونتيجة ومصداقية، لأن الكلام دون أفعال هو كلام ميت وكلام أموات-أحياء كما يعلمنا الإنجيل المقدس.

مصداقيتكم معيارها تبني قضيتي أهلكم اللاجئين في إسرائيل، ودور جيش لبنان الجنوبي.

نذكركم هنا في قول السيد المسيح عسى أن تستفيق ضمائركم المخدرة: “ولكن من ينكرني قدام الناس، أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السماوات”. (إنجيل القديس متى10/32و33)

نشير هنا وبوضوح كامل إلى إنه عندما نناشد القيادات المارونية والمسيحية والوطنية، لا نشمل لا من قريب ولا من بعيد، ولا بأي شكل من الأشكال، أو نتوجه في مناشدتنا إلى الساقط في كل تجارب إبليس ميشال عون، أو إلى أي من مواشي قطيعه الشارد، لأنه ومعه مواشي القطيع هذا، وطبقاً لكل معايير الحرية والوطنية والمارونية والمقاومة والإيمان والرجاء هم خارجها بالكامل، وهي (المعايير) براء منه ومنهم، على الأقل في مفهومنا الشخصي، وفي مفهوم كثر من أهلنا الذين يرفضون العبودية، ويمقتون الإسخريوتية، ويحترمون تضحيات الشهداء، ويقدسون تراب وطن الأرز.

قال السيد المسيح للكتبة والفريسيين الذين طلبوا منه إسكات المؤمنين الذين كانوا في استقبله وهو يدخل أورشليم: “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة”. (انجيل القديس لوقا/19/40)

ونعم صخور ووديان وروابي وأرز لبنان، ومعهم أرواح الشهداء من قبورهم يصرخون ويشهدون للحق، لأن من يفترض بهم من الرعاة والقادة وأصحاب الوزنات والمواهب أن يرفعوا الصوت عالياً قد أصابهم وباء صمت القبور، وأمسوا أموات، وهم بعد في أجسادهم الترابية أحياء.

في عملية حك ووجز لعقول وضمائر كل الذين يعارضون انشائياً ومن خلال البيانات والتنظير احتلال حزب الله للبنان، أن “العميل والخائن” جيش لبنان الجنوبي هو الوحيد من الشرائح والتنظيمات اللبنانية الذي وقف في وجه هذا الحزب وحاربه بالسلاح ومنعه من دخول الشريط الحدودي ولقنه في كثير من الوقائع دروس مقاومتية.

في الخلاصة، من لا يزال ضميره حي وعنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ، لأن لا مفر ولا هروب من يوم الحساب الأخير.

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com