بالصوت
والنص/الياس
بجاني: تأملات
إيمانية في
معاني وتاريخ
يوم خميس
السكارى وفي
مصير الإنسان
بعد أن يستعيد
منه الرب نعمة
الحياة
معاني
عادة وتقليد
يوم خميس
السكارى
الياس بجاني/12
شباط/15
يحتفل
الموارنة في
لبنان اليوم
بعادة وتقليد
وليس بعيداً،
عادة وتقليد
يسمونه “خميس
السكارى” وهو
حقيقة خميس
“تذكار الموتى”
المؤمنين.
في هذا
اليوم الذي
يسبق الصوم
الكبير
الأربعيني
يتم ذّكر
الموتى
المؤمنين
وتقام الصلاة
لراحة أنفسهم.
في ما
مضى من السنين
كانت
العائلات
المارونية
وتحديداً في
المناطق
الجبلية
تجتمع في مثل هذا
اليوم على
مائدة العشاء
بعد الصلاة من
أجل راحة
الموتى وبعد
زيارة
مدافنهم
وإقامة القداديس.
كانت
العائلات
تجتمع على
مائدة العشاء
لتشكر الرب
على عطاياه
ونعمه وتتضرع
طالبة بركاته،
ورضاه وذلك
قبل بدء الصوم
الكبير، وقبل
بدء التقشف
والصلاة
استعداً
للاحتفال
بذكرى القيامة،
قيامة يسوع
المسيح من بين
الأموات وصعوده
إلى السماء.
الكنيسة خصصت
هذا اليوم من
السنة من أجل
الصلاة لكل من
انتقل من هذه
الدنيا
الفانية
والترابية إلى
العالم الآخر
الأبدي.
في
مثل هذا اليوم
تقام الصلاة
جماعة
وأفراداً من
أجل راحة
الأموات
الأبدية،
واستذكاراً وعرفاناً
بالجميل لتقديماتهم
وتعبهم
وتضحياتهم في سبيل
أفراد
عائلاتهم.
خميس
السكارى ليس
عيداً
مارونياً ولا
مسيحياً، بل
هو تقليد
وعادة لم يعد
كثر من أهلنا
يحتفلون به
وإن كانوا
يتذكرونه.
تاريخياً
خميس السكارى
عادة قديمة لا
نعرف في أي
حقبة من
الأزمنة وجدت
ومن أوجدها،
ولكن من
المؤكد أنها
كانت تمارس في
جبالنا كل سنة
في يوم الخميس
الذي يسبق
بداية الصوم
الكبير، وهناك
القليل جداً
من المعلومات
المدونة عنها
في كتب
التاريخ
اللبناني والسنكسار
الكنسي. تقول
بعض المدونات
التاريخية أن
الموارنة كانوا
في مثل هذا
اليوم يشربون
الخمر كعربون
للفرح
والشراكة بين
الأهل
والعائلات
خلال التفافهم
وتجمعهم
المبارك حول
مائدة العشاء
على خلفية
مفاهيم
ورمزية
العشاء السري
والأخير
ليسوع المسيح
مع تلاميذه،
وذلك لتقديم
الشكر لله على
نعمه وبركاته
والعطايا
التي وهبها لهم.
كل
ثروات الأرض
تبقى عليها
الياس بجاني/12
شباط/15
غالباً ما
ننساق وننجر
في حياتنا
وراء مقتنيات
ومواقع
دنيوية هي
بالنهاية
ليست لنا
لأننا لن نتمكن
من أخذ أي
منها يوم
يفتكر الرب
أرواحنا ويستردها.
فكل ما
على هذه الأرض
باقٍ عليها
إلا الإنسان
الذي جبل من
التراب وإلى
التراب يعود
مهما تجبر
وتكبر وظلم.
محظوظ
الإنسان الذي
يبقى واعياً
لهذه الحقائق
الثابتة دون
غيبوبة الجهل
والطمع
وحرمان الغير
مما هو له. الله
انعم علينا
بكل شيء لأنه
أب محب وذلك
لنتشارك به
مع الآخرين
وأوصانا أن
نحب هؤلاء
الآخرين
لأننا جميعا
أبناءه وهو
يريدنا أن
نعود إلى
بيتنا
السماوي
بحريتنا بعد
أن نثبت
بأعمالنا
وإيماننا
أننا نستحقه عن
جدارة. حتى
نعود إلى
منازلنا
السماوية
علينا التسلح
بالمحبة
وممارستها مع
كل الناس،
فالمحبة لا تعرف
الحقد ولا
الكراهية ولا
الحروب ولا
الطمع ولا
الغيرة ولا
الأذى ولا
الكبرياء ولا
الأنانية ولا
الكفر ولا
الجهود.
المحبة تسامح
وتغفر وتعطي
وتساعد وتصبر.
فلنتسلح بالمحبة
ونتعامل بصدق
وشفافية
وإيمان مع كل
إنسان قريباُ
كان أو بعيداً
كأخ لأننا
جميعا أخوة
وأخوات والله
هو أب الجميع،
ولنتذكر أن أبينا
الله قدم ابنه
الوحيد
قرباناً من
أجل أن يعتقنا
من عبودية
الخطيئة وهو
يريدنا أحراراً
وليس عبيداً
فليتمجد اسم
أبينا الرب في
كل مكان
وزمان. نعم
لا شيء في هذه
الدنيا
الفانية
يستحق أن نفقد
من أجله ذاتنا
وكرامتنا
وإيماننا
ومحبتنا لله
وطاعته لأنه
ماذا ينفع الإنسان
لو ربح العالم
كله وخسر
نفسه!