المفتي
حسن خالد:
شهيد لبنان
الحريات
والتعايش
الياس
بجاني
16 أيار/15
“ولا
تحسبن الذين
قُتلوا في
سبيل الله
أمواتاً بل
أحياء عند
ربهم يُرزقون
فرحين بما
آتاهم الله من
فضله
ويستبشرون
بالذين لم
يلحقوا بهم من
خلفهم ألا خوف
عليهم ولا هم
يحزنون”
(سورة
آل عمران 169 – 170)
يتذكر لبنان
اليوم الشهيد
المفتي الشيخ
حسن خالد الذي
اغتالته
بوحشية
المخابرات
السورية
المجرمة يوم
الثلاثاء في 16
أيار سنة 1989
بالقرب من دار
الإفتاء في
بيروت عندما
انفجرت بقرب
سيارته التي
كانت تمر في
تلك المنطقة
سيارة ملغومة
بمواد ناسفة
وراح ضحيتها 16
شخصاً،
واثنان من
حراسه. وكما
كان حال ومصير
كل جرائم
المحتل
السوري خلال
حقبة استعباده
للبنان
واللبنانيين
سُجلت القضية
وقيدت ضد
مجهول وقد تمّ
دفن الشهيد
بمقبرة الأوزاعي
في اليوم
التالي
لاغتياله.
أقدم
الحكم السوري المخابراتي
على اغتيال
المفتي خالد
وهو الشخصية
الدينية
السنية
والوطنية والقيمية
والعلمية
المرموقة
لإسكات صوته
الحر والصارخ
الذي كان
يطالب علنية
وبقوة بضرورة
إنهاء الاحتلال
البعثي
السوري لوطن
الأرز
واستعادة
السيادة
والحرية
والاستقلال
وحماية أسس
التعايش
والمحافظة
على الرسالة
الحضارية
التي هي جوهر
كينونة وكيان
لبنان.
ولأن
الشهداء لا
يموتون بل
تبقى ذكراهم
خالدة فإن
المفتي خالد
هو حيّ يرزق
في ضمير
ووجدان وقلب
وأحاسيس كل
لبناني حر
وسيادي وأبي
يرفض بعناد
الأبطال كل
أساليب
الإجرام والاغتيالات
والقهر
والكبت
والاضطهاد
وكم الأفواه
ومتعلق بثقة
وإيمان بالحريات
والحقوق
والقيم
والسلم والديموقراطية.
خسر
لبنان بخسارة
المفتي خالد
أحد رجالاته
الكبار إلا أن
حلمه تحقق
وأجبر الشعب الأبي
المحتل
السوري على
الرحيل
صاغراً يجرجر
خيبته،
وبمشيئة الله
وبفضل قرابين
الشهداء
الأبرار من
أهلنا سوف
يبقى لبنان
وطناً مميزاً
وحراً وسيداً
ومستقلاً،
ومنارة للديموقراطية،
ومثالاً
ونموذجاً في
التعايش، وفي
أصول احترام
وقبول الغير
معتقداً
وحضارة
وقومية وتاريخاً
وعرقاً.
جاهر
المفتي
الشهيد بالحق
في حين تجابن
وصمُت العديد
من القياديين
والسياسيين
خوفاً أو
مصلحةً ولم
تكن لديهم الجرأة
والوطنية
والإيمان
ليشهدوا للحق
ويرفعوا
راياته
عالياً.
امتدَّت
يد الغدر
السورية
الشيطانية
إليه واغتالته
بأمر مباشر وشخصي من
قِبّل الرئيس
السوري الرحل
حافظ الأسد.
لماذا
أراد الرئيس
السوري
اغتيال المفتي
خالد؟
لأنه ببساطة
متناهية
ووضوح تام رفض
الاستسلام
والرضوخ
لمشيئة
الاحتلال
وأبى إلا أن
يكون لبنانياً
حراً ونقياً،
ولأنه استمر
دون خوف أو
مساومة ومن
على كافة
المنابر
العربية والدولية
يطالب
بحرّيّة
وسيادة
واستقلال
وطنه، ولأنه
ظلّ
متَمَسِّكاً
بمبادئه
ووفيّاً لمواقفه
ومعتقداته في
حب إخوته في
لبنان، كل لبنان،
وكل
اللبنانيين.
بتغييب
المفتي خالد
خسرت جبهة
التعايش في
لبنان مدافعاً
قوياً عنها،
وخسر المسيحي
اللبناني بشكل
خاص رجل دين
مسلم تميزت
مواقفه
بالاعتدال والانفتاح
والمحبة
والتسامح،
وخسر الإسلام
اللبناني
مفكرا
وعالماً ورجل
دين مميز.
تحية
إكبار
واعتزاز
وإباء لكل
شهداء لبنان
الذين سقوا
تربته
المقدسة بتضحياتهم
وقدموا
أنفسهم
قرابين على
مذبحه ليبق
شامخ الجبين
وعال الرأس،
ولتبق رايته
خفاقة، ولتبق
الكرامات
والأعراض
مصانة، ولتبق
رسالة لبنان
الحضارية
فاعلة وحية.
إن وطنا
كالوطن
اللبناني
يفتديه أهله
بأرواحهم لن
يُستعبد ولن
يركع ولن يقبل
الهوان ولن
يموت أبداً،
وهو كطائر الفينيق
يخرج من
الرماد إلى
الحياة بعد كل
شدة.
يقول
الله تبارك
وتعالى: “يا
أيتها النفس
المطمئنة
ارجعي إلى ربك
راضية مرضية
فادخلي في
عبادي وادخلي
جنتي” (سوره
الفجر27 )
*الكاتب
ناشط لبناني
اغترابي
عنوان
الكاتب الألكترونيphoenicia@hotmail.com