الزبالة الحقيقية هي في مواقع الحكم

الياس بجاني/27 تموز/15

نعم، ودون أدنى شك، إن ما يراه اللبناني في شوارع مدنه وبلداته من أكوام زبالة، وما ينبعث منها من روائح نتنة ومرّضية تدخل انفه وتصيبه بالغثيان والقرف، هي كلها نتائج وعواقب ونهايات عادية جداً، والطبع غير مفاجئة لما جنته يديه من إجرام بحق نفسه ووطنه، وكفر تخلي عن حريته والبصر والبصيرة.

هذا كله نتيجة حتمية لما قام به المواطن التعيس والوصولي وقناص الفرص من ممارسات مشينة في الحياة السياسية وما أنتج "وفقس" بخيباته وتزلمه من سياسيين على شكله وشاكلته وبعقليته العفنة، وبثقافته الطروادية والنفعية.

المحزن والمقرف والمقزز أن غالبية لا يستهان بها من شرائح شعبنا "الغفور" هي غنمية وتبعية وقابلة بوضعية "الزلم" و"الهوبرجية" و"الزقيفي".

شرائح قتلت الرجولة والعزة والكرامة بدواخلها وفقدت إيمانها وجاب رجاؤها فارتضت بقيادات نتنة وملوثة واسخريوتية فكانت غلال الحصاد أطنان من الزبالة.

هي زرعت الشر والعفن والنتانة، فحصدت الزبالة  في كل مكان وفي عقول وممارسات وضمائر قادتها وساستها ورجال كبار من أصحاب الجبب والقلانيس. هذا النوع من الحصاد أمر طبيعي جداً لأن الإنسان يحصد ما يزرع.

البكاء والصراخ وقطع الطرقات لن توصل إلى أي نتيجة إيجابية ولن تحل مشكلة وقذارة الزبالة بكافة أنواعها العضوية والإنسانية على حد سواء.

الحل لا يكون في تنظيف الشوارع من الزبالة العضوية بأنواعها وفي إيجاد مطامر ومدافن لها أو في استقدام شركات متخصصة، بل الحل الجذري يكمن في تنظيف البلد من حكام ومسولين هم زبالة، ومن طاقم سياسي هو زبالة، ومن رجال دين كبار هم قبور مزخرفة من الخارج وفي دواخلهم وعقولهم زبالة بزبالة.

أما المهم والأساسي في ألف باء الحل "القمماتي والزبالاتي" فهو يكمن تحديداً في ضرورة التخلص من ثقافة الشخصنة والانتهازية والوصولية والتزلم والغنمية التي هي قمم من الزبالة النتنة.

وإلا فالج لا تعالج والزبالة باقية و"معشعشة" في العقول والممارسات وقلة الإيمان وخور الرجاء والكفر، هي باقية، باقية، حتى لو رفعت من الشوارع.

في الخلاصة علينا تنظيف عقولنا وممارساتنا ومفاهيمنا الوطنية والسياسية من زبالة أفكارنا وجحودنا وتبعيتنا والتزلم، وطأطأة الرؤوس، وعندها فقط ننظف وتنظف معنا شورارعنا من الزبالة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com