استقالة
وزير خارجية
كندا: عبر
ودروس في مبدأ
تبادل السلطة
للأحزاب
ورجال الدين
والسياسيين
في لبنان
الياس
بجاني
03 شباط/15
لفتتنا
اليوم بإعجاب
وحسرة في آن،
استقالة وزير
خارجية كندا
السيد جون بيرد،
البالغ من
العمر 45 سنة.
هذا السياسي
الشاب والحيوي
والناجح جداً،
والوزير
المميز على
المستوى
المحلي والعالمي
استقال وهو في
قمة نجاحه ليس
فقط من حقيبته
الوزارية، بل
أيضاً قرر
وبشجاعة عدم
الترشح
للنيابة في
الانتخابات
المقبلة.
الوزير بيرد
لم يورث
النيابة لأحد
أولاد أو
أقاربه، ولا اشترط
للاستقالة من
الوزارة أن
يحل مكانه سياسي
مقرب منه أو
من ربعه
وأهله، وهو لم
يسرق ولم
يستغل موقعه
لأية منافع
شخصية.
قلنا
بإعجاب لأننا
نقدس مبدئي
التواضع وتبادل
السلطة،
وبحسرة لأننا
نقارن خطوة
الوزير بيرد
بعقلية
ومفاهيم
ممارسات أطقم
لبنان الدينية
والسياسية
والرسمية
والحزبية.
ففي كندا
واستراليا والبرازيل
وأميركا
والدول
الأوربية
وباقي الدول
الغربية الديموقراطية
الإنسان فيها
محترم وله كل
الحقوق وعليه
كل الواجبات
وكل الفرص
متاحة له
ومؤمنة طبقاً
للكفاءة.
البلدان
هذه ناجحة
جداً وتقدمها
مستمر
ودائماً للأفضل
لأن حكامها
يتميزون
بمفهوم
الخدمة العامة،
وبالتواضع،
ويمارسون
قولاً وفعلاً
مبدأ تبادل السلطة
وبفرح. ولأن
هناك مساءلة
وقانون وسلطة
يطبقون على
الجميع.
من أهم
أسباب نجاح
هذه الدول
وتقدمها يعود
إلى مفهوم
تبادل السلطة
على كل
المستويات
وعدم ربط أي
موقع بشخص
محدد والرضوخ
للقانون
والمساءلة.
من
هنا عندما
يستقيل أي مسؤول
أكان رئيساً
للجمهورية
كما في أميركا
وفرنسا على
سبيل المثال،
أو رئيساً
للوزراء كما
في كندا
واستراليا
وبريطانيا
ومعظم الدول
الأوربية،
فهو لا يورث
أولاده ولا
أصهرته ولا أقاربه
ولا يؤسس
حزباً
جديداً، بل
يعود بتواضع وعن
قناعة إلى
ممارسة حياته
بشكل طبيعي
كباقي
المواطنين،
ولنا في رؤساء
أميركا السابقين
الأحياء خير
مثال نتعلم
منه.
أما
في وطننا
الأم، لبنان،
فالمفاهيم
“غير شكل وهي
مقلوبة” ليس
فقط مع السياسيين،
بل أيضاً
وتحديداً مع
رجال الدين في
كنائسنا،
ولنا على سبيل
المثال لا
الحصر في ما
نسمعه ونقرأ
عنه ونشاهده
عبر وسائل
الإعلام عن
ممارسات
ومخالفات
البطريرك
الراعي الإدارية
وهو الرافض
لمبدأ
المحاسبة
والغارق في
ثقافة
المؤامرة.
في أسفل
سبعة أمثلة
لبنانية
فاقعة على
عقلية دفن
مبدأ تبادل
السلطة في
لبنان:
ميشال عون
عزل الجميع من
تجمعه وسلم كل
شيء للأصهر
واعتبر أن
مفهوم الحزب
ضيق عليه.
الرئيس
امين
الجميل الذي
ورث الحزب عن
أبيه وكما
علمنا اليوم
يفكر في أن
يستقيل ويسلم
الحزب لولده
سامي.
بعد
وفات العميد ريمون
اده، اتوا
بابن أخيه من
البرازيل
ليتسلم رئاسة
الحزب.
الزعيم
سليمان
فرنجية يستعد للإستقالة
من النيابة
ولتسليم ابنه طوني
الكرسي مكانه.
بعد
استشهاد
الرئيس
الحريري، اتوا
بولده سعد،
وسعد جاء
بأبناء عمته
أحمد ونادر والحبل
ع الجرار.
الزعيم
وليد جنبلاط
يفكر
بالاستقالة
كما حال
سليمان
فرنجية ويحضر
ولده تيمور
ليحل مكانه في
الحزب
والنيابة.
بعد
اغتيال ايلي
حبيقة
تسلمت زوجته
حزبه ومن
بعدها ولده.
وتطول
القائمة
وتطول وهي
نسخة مستنسخة
عن الأمثلة السبعة
هذه في كل
الأحزاب
اللبنانية،
التي هي
بالواقع
العملي شركات
تجارية
وعائلية، في
حين أن
الاستثناء
الوحيد هو حزب
الله، كونه
عسكر إيراني،
والقيادة
الإيرانية هي
من تختار ومن
تقيل.
ولو
تمعنا في
أسباب تأخر كل
الدول
العربية وعدم
لحاقها
بالتطور
والعلم
والحريات
لوجدنا أن
السبب هو
نفسه، أي الشخصنة
والتفرد
والتوريث
وعدم وجود
مبدئي تبادل
للسلطة
والمساءلة.
في
تعليقنا،
بالصوت اليوم
نتناول هذه
العلة دون
مسايرة أحد
وبوضوح تام
عملاً بالمثل
القائل، من
يسكت عن علته،
علته تقتله.
*الكاتب
ناشط لبناني
اغترابي
عنوان
الكاتب الألكتروني