حوارات التذاكي والتشاطر والنفاق

الياس بجاني/20 شباط/15

المطلوب من كل لبناني وفي مقدمهم الشرائح المسيحية وتحديداً الموارنة التوقف عن الشعر والزجل والتملق والنفاق والحربائية فيا يخص قضايا الوطن الوجودية ولقمة عيش الناس وأمنهم وحريتهم والحقوق والعدل.

من هنا المطلوب من ميشال عون الشارد عن كل ما هو لبناني ووطني وثوابت وعهود ووعود، ومن كل الذين هم على شاكلته الإسخريوتية والحربائية والشعوبية العودة إلى لبنان والتوبة عن ممارساتهم العدائية بحق لبنان واللبنانيين وتقديم الكفارات، ونقطة ع السطر.

أما كلام المحبة والشعر والنفاق والاتفاق على لا شيء سوى على الإجندات الشخصية من خلال حوارات فلكلورية تستغبي عقولنا وتصادر وطنيتنا وتزور تمثيلنا، فهذا عهر سياسي وجحود وطني كامل الأوصاف.

بصراحة متناهية نحن نرى أن الحوار الجاري حالياً بين عون والقوات هو حوار التذاكي والتشاطر وتقطيع الوقت من قبل الطرفين، وهو بالتالي لن يقدم أي جديد، بل على العكس عندما تسقط أوراق التوت ويصبح اللعب على المكشوف "وستربتيزي" الطبيعة، كما كان دائماً، فإن التخاطب التحتي سوف يعود إلى سابق عهده الدركي وقد يكون أسوأ بمرات ومرات.

حرام اللعب على عواطف اللبنانيين وإعطائهم جرعات كاذبة من الآمال،

وحرام الاستمرار في ممارسة ثقافة التذاكي والتشاطر والتخفي وراء وجوه مخادعة،

وحرام وعيب وجريمة عيش ليلة البربارة 365 يوماً في السنة.

ترى هل من عاقل يتوقع من ميشال عون أن يتعافى فجأة من أوهام العظمة والإضطهاد ومن وأحلام اليقظة ويتخلى طوعاً عن فجع كرسي الرئاسة لأي سبب كان، ويعود إلى لبنان وإلى تغليب مصلحة اللبنانيين؟

أن فاقد الشيء لا يعطيه، وعون ليس عنده سوى الأوهام وأحلام اليقظة، ومنهم يغرف باستمرار، وهو لن يتغير حاله حتى بعد الثمانين.

أما حوار المستقبل وحزب الله فهو كارثة حقيقة مفادها إن المستقبل تحول إلى ما يشبه حالة ووضعية الصحوات في العراق، وهو ارتضى باحتلال إيران للبنان وغير مفهومه لإرهاب حزب الله وعقد معه شراكة لمحاربة ما يسمى تكفيريين.

نسأل أليس حزب الله هو الإرهاب بعينه ولحمه وشحمه؟

أليس هو على قوائم الإرهاب في العديد من دول العالم؟

وأليس هم أفراده البارزين الذين تحاكمهم المحكمة الدولية بتهمة اغتيال الرئيس الحريري؟

وأليس هو من قام بغزوة بيروت "المجيدة؟

وأليس هو من حول لبنان إلى محافظة تابعة لملالي إيران؟

وأليس هو من جوف وهمش وعطل مؤسسات الدولة كافة ويمنع انتخاب رئيس للجمهورية؟

وأليس هو من يقتل الشعب السوري؟ وأليس وأليس وأليس؟؟؟؟

بربكم يا قادة تيار المستقبل هل هذا الحزب الإرهابي والغزواتي والمذهبي والإيراني سيحارب الإرهاب؟

أفيدونا بربكم كيف بإمكان الإرهاب أن يحارب ذاته؟

كفى استسلام وغباء وانبطاح... كفى بربكم.

يبقى أن مسرحيات حوارات "البربارة"الهزلية سوف يكتمل عقدها مع عودة البطريرك الراعي بأجندة حوارات عبثية بشرنا بها من مطار بيروت.

في الخلاصة، عيب الاستهزاء بعقول اللبنانيين، وحرام خداعهم واعطائهم آمال لا وجود لها أصلاً  في اجندات وداخل عقول وحسابات كل المتحاورين النرسيسيين.

وإن غداً لناظره قريب، وإن لا بد للأقنعة في النهاية من أن تسقط.

 

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com