المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

جمع وتنسيق/الياس بجاني
Saint Joseph's Dayعيد ما يوسف البتول  
The Catholic Church celebrates today Saint Joseph's Day. God Bless all those who carry his name, Joe Joseph and Youssef. This great Saint is the symbol of humality, reverence and Chastity
Click here to know more about this day
http://en.wikipedia.org/wiki/Saint_Joseph's_Day

 

سيرة القديس يوسف البتول

وُلد مار يوسف البتول في بيت لحم حوالي 25 ق.م.، هو ابن عالي بن متثاث.

إنتقل مع أهله ليعيش في الناصرة، بالقرب من رجل وإمرأة طاعنين في السنّ لم يرزقا ولداً. ولما بلغ الخامسة من عمره، حملت الجارة وأنجبت ابنة دعتها مريم تعلّق قلبه بها ولمّا بلغ الثامنة عشرة من عمره، إقترن بها.

وقبل أن يسكنا تحت سقف واحدٍ، وُجدت حاملاً من الرّوح القدس. همّ بتخليتها سرّاً لكنّ الربّ تدخّل في الحلم وطلب منه أن يأخذ مريم إلى بيته. فأنجبت يسوع الإبن الإلهي في بيت لحم. هرب به من وجه هيرودس إلى مصر ثمّ عاد وسكن في الناصرة. ولمّا بلغ يسوع سنّ الرّشد فارق يوسف الحياة مائتاً بين يدي يسوع ومريم.

هو حارس الفادي ومربّيه، والمدافع عن بتولية مريم والبارّ الصدّيق الذي امتاز بصمته وتتميمه إرادة الله في كلّ مراحل حياته.

 

إنجيل القدّيس متّى23/من01حتى23/إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل

أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا. ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم». وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ: هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا. ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ. ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع.

عيد مار يوسف البتول

مار يوسف «ولمّا قام يوسف من النوم، عمل بما أَمَرَهُ ملاكُ الربّ» (متّى 1:15) هو أَعظم قدّيسٍ بعد مريم العذراء. إِعتُبر بحقٍّ أبا يسوع المسيح ومربّيه. إِتَّخذه اللّهُ أبًا لابنه الوحيد، وخطّيبًا لمريم العذراء ومحاميًا عنهما. فعل كما أمره الربّ طوال حياته. حافظ على بتوليّته. هرب إلى مصر لينقذ يسوع من يد هيرودس ثمّ عاد وعاش مع أُسرته الصغيرة في الناصرة. عمل في النجارة وعلّم الابن الإلهيّ هذه المهنة الشريفة فدُعي شفيع العمّال. وقف حياته لمريم وابنها الوحيد واعتنى بأمرهما، فاعتبر بحقٍّ شفيع العائلة المسيحيّة وشفيع الكنيسة الكاثوليكيّة. مات بين يدي يسوع ومريم بعد حياةٍ فاضلة، فصار شفيع الميتة الصالحة.

 

عيد مار يوسف البتول

الطوباويّ يوحنّا بولس الثاني (1920-2005)، بابا روما /الإرشاد الرّسولي "حارس الفادي (Redemptoris custos)"، العدد 22

أَلَيسَ هذا النَّجَّارَ ابنَ مَريَم؟" (مر 6: 3)

إنّ العمل كان أحد تعابير الحبّ اليوميّة ع ضمن نطاق عائلة النّاصرة المقدّسة... إن الّذي دُعي "ابنَ النَّجَّار" (مت 13: 55) قد تعلّم العمل من أبيه بالتّبنّي. فإن كانت عائلة النّاصرة – في سياق مُخطَّط الخلاص والقداسة – مثالاً للعائلات البشريّة، يمكننا بالتّشابه، القول نفس الشّيء عن عمل الرّب يسوع جنبًا إلى جنبٍ مع القدّيس يوسف النّجار... إنّ العمل البشريّ، وبخاصّةٍ العمل اليدويّ، يأخذ منحىً خاصًا في الإنجيل. لقد دخل في سرّ التّجسد في نفس الوقت مع إنسانيّة ابن الله كما أنّ خلاصه قد تمّ بطريقة خاصة. إنّ القدّيس يوسف، بفضل مَشْغَلِهِ حيث كان يمارس عمله مع الرّب يسوع، قد جعل العمل البشريّ قريبًا من سر الخلاص.

في الوقت الّذي كان فيه الرّب "يسوع يَتسامى في الحِكمَةِ والقامَةِ والحُظْوَةِ عِندَ اللهِ والنَّاس" (لو 2: 52)، كانت إحدى الفضائل تأخذ حيّزًا مهمًّا: النّموّ العمليّ، حيث إنّ العمل هو خيرٌ بشريّ يحوِّل الطّبيعة ويجعل الإنسان، بمعنى ما، أكثر إنسانيّة. إنّ أهمّية العمل البشري في حياة الإنسان تتطلّب أن نتعرّف ونستوعب عناصره من أجل مساعدة كلّ النّاس على التّقدّم نحو الله الخالق والمُخَلِّص بفضل العمل، ومن أجل مشاركتهم في مُخَطّطِ خلاص الإنسان والعالم، ومن أجل تعميق صداقتهم مع الرّب يسوع المسيح في حياتهم من خلال مشاركتهم بطريقةٍ حيّة –من خلال الإيمان – بمهمّته الثلاثية ككاهن ونبيّ وملك. بصورة مطلقة، إن الأمر يتعلق بتقديس الحياة اليوميّة، وعلى كل واحدٍ أن يجهد لتحقيق هذا التّقديس من خلال حالته الخاصّة.

 

ما هي قصة الزنبقة البيضاء .. بيد القديس مار يوسف

تقول المدونات المسيحية ان مريم العذراء منذ تقديمها في الهيكل مكثت تعيش فيه مواظبة على الصمت والشغل والصلاة. ولما بلغت الخامسة عشر من عمرها افتكر اهلها في ان يزوجوها من رجل من عشرية حسب ناموس موسى فأعرب كثيرون من ذرية داود رغبتهم في خطبة هذه الفتاة المزينة بكل الفضائل الفردية .. وكان الى يوسف ايضا الحق على هذا الطلب عينه لكنه لبث صامتا محتشما. ولما اراد عظيم الكهنة ان يعرف نصيب تلك الغادة الفريدة في حسنها ومزاياها . جمع كل الشباب من ذرية داود واعطى كل واحد غصنا وأمرهم أن يكتب كل واحد اسمه على ذلك الغصن ووضع كل الاغصان على مذبح الرب وابتهل اليه تعالى أن يظهر إرادته فغصن يوسف وحده اورق وأزهر زهرة بيضاء ناصعة ذات رائحة عطرة .. ولهذا السبب يرى القديس يوسف في الصورة ماسكا بيد غصنا مزهرا دلالة على زهور فضائله وتذكارا لتلك الاعجوبة .. ولما ارى عظيم الكهنة وجميع الحاضرين ازهار غصن يوسف ، هتفوا له بأن هو المنتخب من الرب ليكون خطيب مريم، فبارك عظيم الكهنة قرانهما النقي..

 

حياة وسيرة مار يوسف

اعداد/الأب جورج صغبيني

لا نعرف بالحصر الشيء الكثير عن حياة القديس يوسف، وليس هناك من وثائق تاريخيّة تخبرنا عن مكان وزمان ولادته أو موته. لكن ما نعرفه، من خلال الكتاب المقدس والتقليد، هو أنّ يوسف خطيب مريم متحدّر من بيت  داود الملك[1]. وهو كذلك، إبن يعقوب بن ماتان، من نسل داود  الملك وابراهيم  أب الآباء...[2] وابن عالي[3]. وتجدر الإشارة هنا إلى أن عالي ويعقوب أخوان. تزوج عالي، وتوفاه لله، دون أن يرزق طفلاً. فتزوج عندئذ يعقوب، امرأة أخيه عالي، ليقيم نسلاً لأخيه، كما أمر الرب  في  الناموس[4].

وكان الناس يحسبون، أنَّ يسوع هو: إبن يوسف[5]  وإبن النجار[6]. أما تحديد عمر يوسف البار، فإنَّ الآب فرنسيس فيلاس يرتئي: "ان يوسف ولد، قبل العهد المسيحي، بخمس وعشرين سنة. إذ إن الشريعة اليهودية، تقضي على الشاب، أن يتزوج في الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة. ويوسف كان، في الثامنة عشرة، يوم خطبته"[7].

لكن السنكسار الماروني، وهو حياة وسيرة القديسين، يورد: "أنّه يوم خُطِبت العذراء ليوسف، كان في الثامنة والثلاثين من العمر"[8].

إلاّ أن بعض علماء الكنيسة، يقولون: "أنّه (أي مار يوسف) كان في الأربعين من العمر من سنيِّه، يوم خُطِبت له مريم إبنة يواكيم وحنّة".

ويوسف خطيب مريم، كان رجلاً صدّيقاً[9]. لذا اختاره الله الآب، ليكون خطيباً لأم ابنه. ويوسف الصدّيق، إذ رأى خطيبته حبلى احتار في أمرها، ومنعته برارته من أن يشهّرها، فهمَّ بتخليتها سراًّ[10]. لكن ملاك الرب، كشف له الحقيقة... ومنذ  تلك اللحظة جعل يوسف خطيب مريم، حياته وقفاً على خدمة أم الله وابنها.

منذ ميلاد يسوع، كان يوسف، يسهر على رعاية الطفل، متمماً بذلك النبؤات والشريعة: فما أن حان اليوم الثامن، حتى أخذ يوسف ومريم الصبي ليختن. وسمّياه يسوع، بحسب قول الملاك[11]. ومن ثمَّ صعدا به إلى أورشليم، ليقرّباه للرب، كما تأمر الشريعة في سفر الأحبار[12].

وكذلك هرب يوسف، بيسوع ومريم، إلى مصر، كما أمره ملاك الرب خوفاً من هيرودوس طالب نفس الصبيّ...وبعد وفاة هيرودوس، تراءى الملاك، ليوسف. وأمره بالعودة إلى اسرائيل... فسكن الناصرة[13].

وآخر حدث، في حياة مار يوسف، تذكره الأناجيل، هو: لمّا بلغ يسوع اثنتي عشرة سنة، وفي كل سنة كان الصدّيق والعذراء يصعدان إلى أورشليم في عيد الفصح... صعدوا جرياً على السنَّة في العيد... ولما انقضت أيام العيد بقي يسوع في أورشليم... فأضاعه والداه إلى أن وجداه بعد ثلاثة أيام في الهيكل... فعادا به إلى الناصرة وكان طائعاً لهما. بعد هذه الحادثة تتوقف الأناجيل عن ذكر أيّة حادثة عن القديس يوسف.

أما موت مار يوسف فليس من إشارة إليه، لا في الأناجيل الإزائية، ولا في إنجيل يوحنا. ومن المؤكد أن يوسف الصدّيق، مربّي يسوع، لم يكن على قيد الحياة، عندما بدأ يسوع بشارته ولا حتى في عرس قانا الجليل.

والذي نستخلصه هو: ان مار يوسف، ثالث أفراد العائلة المقدسة، قد مات بين يديّ يسوع ومريم، وبموته هذا أضحى شفيع الميتة الصالحة، التي يرجوها كل مؤمن.

انتشرت عبادة القديس يوسف، في جميع الأقطار، شرقاً وغرباً. وشيدت على اسمه الكنائس، وتيّمن بحمل اسمه الكثيرون، وتأسست على شفاعته الأخويات، وأصبح شفيعاً للعمال، وللعائلات المسيحية، ومثالاً وقدوة لهم. وهو العامل الصامت، والمربّي الصالح، والشفيع الذي لا يردّ له طلب.

مريم العذراء خطيبة يوسف البار

جاء في انجيل متى عند سرده لقصة ميلاد يسوع حيث قال عنه: " كان يوسف خطيبها بارا " ( متى 1 : 19 ).

ظل يواقيم وحنة عاقرين لمدة 31 عاما، ثم اعطاهما الرب إبنتهما مريم العذراء فقدّماها لخدمة الهيكل بعد فطامها ولها من العمر 3 سنوات. ولما بلغت مريم 6 سنوات توفي ابوها يواقيم، ولما بلغت 8 سنوات توفيت أمها حنة فصارت بذلك يتيمة الأب والأم، ولما بلغت 12 سنة كان لا بد ان تغادر الهيكل بحسب نظام الشريعة، ففكر الكهنة فى اختيار شخص بار تُخطب له مريم الصبيّة. فجمعوا عصي بعض الشيوخ المعروفين بالتقوى ووضعوها فى الهيكل وهم يصلون، فجاءت حمامة ووقفت على العصاة المكتوب عليها اسم يوسف النجار ثم طارت ووقفت فوق رأسه. فعلم الكهنة أن هذا الرجل قد اختاره الله للقيام بهذه المهمة فأخذ يوسف العذراء إلى بيته من دون أن يعرف سر هذه القديسة وإنها سوف تصير أم الله.

والدا يوسف النجار

يرجع نسب المسيح، من جهة العذراء أمه ومن جهة يوسف أبيه النجار حسب العرف، الى سبط يهوذا، ان المسيح سوف يأتى من سبط يهوذا (تك10:49) و(اش1:11).

كان القديس يوسف من عائلة متان ابن داود من سبط يهوذا. وكان لمتان ولدان يعقوب (والد القديس يوسف) ويواقيم (ابو العذراء مريم ). انجب متان ولدين يعقوب ويواقيم ثم توفي. فتزوجت امراته باخر وانجبت منه علي، فتزوج علي ومات من دون ان ينجب نسلا. فتزوج يعقوب أخو علي من إمراة أخيه حسب الشريعة (تث5:25) وأنجب منها يوسف. فيوسف النجار إبن ليعقوب حسب الطبيعة (مت16:1) وإبن لعلي حسب الشريعة (لو23:3). وهذا يوضح الإختلاف بين النسب الوارد فى انجيل متى، والنسب الوارد فى انجيل لوقا . كان يوسف بارا ويشهد الكتاب المقدس لبره وقداسته ( مت19:1) ويظهر برّ هذا القديس فى الموقف الذى كان على وشك ان يتخذه حيال حبل العذراء العفيفة. كان الموقف صعبا وخطيرا جدا. اذ ربما يعرض العذراء للرجم اذ لم يتصرف بحكمة ولكونه ابن عمها ويشهد لطهارتها ويعرف حياتها عن قرب شديد. لم يعرف كيف يتصرف، ولكونه بارا لم يتركه الله كثيرا فى حيرته فارسل له ملاكا يطمئنه ان هذا الحبل هو من الروح القدس ومن تلك اللحظة صار خادما للرب بعد أن صدّق البار قول الملاك فحفظ العذراء تحت جناحه وصار حارس لها وخادما لابنها. وأضحت حياته كلها بحسب أوامر من الرب .

كان يوسف مطيعا وكان ينطبق عليه ما جاء عن مريم :" وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها" ( لو19:2).

وكان يوسف مطيعا للشريعة الخاصة بختان المسيح وتقدمته للهيكل، والذهاب به إلى أورشليم كل عام للاحتفال بعيد الفصح ( لو41:2)، ومطيعا لتعليمات كهنة الهيكل، ومطيعا لأوامر السماء وللملاك الذي يوجّهه، ومطيعا لتعليمات الدولة بالاكتتاب، ومطيعا للمسيح حين وجداه في الهيكل وقوله لهما: ألا تعلمان أنه يجب أن أعمل ما يطلبه منّي أبي...

قالت القديسة تريزا افيلا في شفاعة القديس يوسف: "أناشد بالرب جميع الذين يشكّون في كلامي عن قوة شفاعة القديس يوسف، بأن يجرّبوا الأمر هم أنفسهم، فيتأكد لهم كم شفاعته قادرة، وكم يجنون لذواتهم من الخير اذا كرّموا هذا الأب الأكبر المجيد، والتجأوا إلى معونته".

عيد مار يوسف البتول خطيب مريم العذراء، يصادف في 19 آذار من كل سنة

وهو شفيع العمّال

وشفيع الميتة الصالحة

وشفيع العائلة

وكلّ عيد وكل من يحمل إسم يوسف وجوزيف وجو... بألف خير.

هوامش المقالة

متى 1/20 ولوقا 1/27  - [1]

 متى 1/1-16 - [2]

لوقا 3/23[3]

تثنية الاشتراع 25/5  - [4]

يوحنا 6/42[5]

متى 13/55[6]

[7]-  مقالة لنا في "مجلة صوت الرعية" عدد 12 آذار 1979 صفحة 5-8.

[8]  - السنكسار الماروني 19 آذار

[9]  - متى 1/19

[10]  - متى1/18_19

[11]  - متى 1/21 ولوقا 1/31

[12]  - أحبار 12/2

[13]  - متى 2/13-23

[14] - عن كتاب الأب جورج صغبيني، بَيْتُ العَائِلـَة، كنيسة ومدرسة مار يوسف- بسكنتا، 1771- 2006، صومعة صنين 2006

 

مار يوسف البتول خطيب مريم العذراءوخــادم الميــلاد البتــولى

يوسف النجار يرجع في أجداده إلى داود الملك ، وإلى سبط يهوذا، فهذا الرجل الفقير كان من سلالة الملك العظيم المشهور ، وكان باراً،( وكلمة بار تعني المطيع لوصايا الله ، مستقيم ، إنسان خلاق ) فهو يخاف الله ويطيع وصاياه  لا يعرف التواء القصد أو السبيل، فهذا أصدق صورة ووصف لتصرف يوسف تجاه أعظم تجربة وقفت في طريقه فترة من الزمن، وكشفت عن فكره وخلقه ومشاعره وأسلوبه في التصرف!!..

يوسف البار  والسر العظيم :

وجد يوسف نفسه ذات يوم أمام السر الذي انحنى الرسول بولس أمامه وهو يقول: "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (  تي 3: 16) وهو السر المكتوم منذ الدهور في يسوع المسيح، وهو كإنسان يهودي مؤمن لا يستطيع أن يقبل الخيالات الوثنية . .. نعم كان هناك الإيمان بالمسيا، الذي يحلم به جميع اليهود ، وكانت تتمنى كل عذراء يهودية أن يأتي المسيح منها لتطوبها الأجيال كلها..... كان من السهل التصور أن المسيا سيجيء . ويكون أعظم الأنبياء ، ولكنه سيكون واحداً من بني الإنسان يأتي بالصورة التي يأتي بها غيره من الناس، مهما سمت عظمته ومهما بدا متميزاً عن الآخرين !!... أما أن يأتي على وجه فريد بالصورة التي جاء بها يسوع المسيح ، فهو ما يتجاوز الفكر أو الخيال البشري .

كان من الصعب على مريم نفسها والملاك يخبرها بالقصة، أن تعي فحواها العجيب، غير أنه وهو يؤكد لها الحقيقة: أن " الذي حبل به فيها هو من الروح القدس". من يستطع أن يفهم العذراء، والسيف يدخل إلى قلبها لحظة بعد أخرى  إذ كيف يصدقها الناس، وكيف يقتنعون بروايتها، وهي سر عظيم لم يحدث في التاريخ البشري سوى هذه المرة الواحدة!!....

يوسف يسمع ويرى هذه الرواية .... ويدخل في أقسى صراع بشري بين العقل والقلب ... والعاصفة التي هبت عليه جعلته في دوامة تمزق نفسه تمزيقاً !!....إن الكلمة يشهرها في القول : " فيوسف رجلها إذ كان باراً ولم يشأ أن يشهرها "(مت 1: 17) . فالقصة أعلى من كل مفهوم يواجهه الذهن البشري ...إن قلبه يصدق كل حرف وكل كلمة من العذراء الطهور التي عاشت كالزهرة البيضاء النادرة الجمال أمام الناصرة والأجيال كلها، وهو يعلم أنها لا يمكن أن تكذب، هي تقول الصدق، وتعيشه مهما كلفها من أعباء وتبعات،... لكن عقله يتمزق،...فإذا كانت العذراء نفسها تقول:

" كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً "! .فماذا يمكن أن يقول الرجل الذي لم ير الرؤيا ولم يسمع صوت الملاك !! ؟.... والصعوبة تبلغ أقصاها في أن الرجل رغم فقره العميق، كان على استعداد أن يعيش "باراً" شريفاً أمام الله والناس إلى حد الموت، وهو لا يقبل أي مهادنة أو تردد في طاعة صوت الله وشريعته، مهما كان هذا على حساب عواطفه وقلبه

كانت المشكلة أمامه قاسية، تبدو كالطريق المسدود ، والذي لا منفذ منه، ومن المتصور أنه قضى أياماً وليالي لا يعرف كيف يجد السبيل إلى حل الموضوع، ومن المعتقد أنه صلى صلوات حارة إلى الله ، ليرشده إلى الطريق الإلهي الصالح !!... لقد كان أمامه سبيلان للتخلص من العذراء ، السبيل الأول هو السبيل العلني والذي يتخلص فيه منها كلياً، مع ما فيه من تشهير رهيب بمركزها وسمعتها، فيعطيها كتاب الطلاق،... والسبيل الآخر هو السبيل السري ، إذ يخليها من الرابطة الزوجية سراً أمام اثنين من الشهود، وهو لا يتهمها في هذه الحالة بنفس التهمة التي يمكن أن تكون في الإخلاء العلني،.... بل هو إخلاء مبني على الكراهية، وإن كانت الثمرة التي لا بد أن تأتي، تحسب في هذه الحالة منه، وتنسب إليه!!.... لكن الرجل البار الذي قام فكره المرتفع على السماحة والرقة والحنان،.. الرجل الذي كان أول من ظهر على مسرح الإنجيل ليربط الرحمة بالعدل، والشدة بالمحبة، والذي علمنا أن الصرامة لا يمكن أن تكون في وضعها الديني الصحيح، إلا متحلية باللطف، وأن الإنسان الذي في الغضب لا يتعلم أن يذكر الرحمة، يخشى أنه لم يتعرف التعرف الصحيح على الله الذي في الغضب يذكر الرحمة، " فهوذا لطف الله وصرامته "!!..(رو11: 22). وكان من أهم ما اكتشفه الرجل أن الحياة مفعمة بالأسرار التي تعلو على كل فهم، وأن الحكم الظاهر، قد يكون أبعد الأحكام عن الحقيقة.

لم تذهب صلوات الرجل عبثاً، كما أن العذراء كانت ولا شك تصلي حتى يفتح الله عيني خطيبها ليعرف الحقيقة المذهلة التي تقبلتها هي في روح الطاعة والخضوع، رغم ما تكلفها من ألم وعنت وقسوة ومشقة. جاء الملاك إلى الرجل، وكشف له الحقيقة في حلم،... ونحن لا نعلم هل هو الملاك جبرائيل الذي جاء إلى مريم، أم ملاك آخر،... على أي حال إنه ملاك الرب الذي يرسله الله إلينا في أعماق حيرتنا وضيقنا والطريق المسدود أمامنا،

ليحول القلق إلى راحة، والخوف إلى أمن والشك إلى يقين، والحزن العميق إلى الفرح الطاغي !!....

يوسف والخدمة المقدسة

عندما استيقظ يوسف من نومه كان مستعداً لخدمة الله، فالله أعده للخدمة، فهو الشخص الثاني التالي للعذراء في إيواء المسيح ورعايته وحمايته وهو يشق طريقه على الأرض إلى هضبة الجلجلة لخلاص العالم. كان يوسف يعلم أنه من نسل داود، وأن الأيام قد دارت به وببيته العظيم حتى وصل على ما وصل إليه من ضيق وضنك وفاقة،....لكنه أدرك أن مجده الدابر، عاد ليتألق بمجد لم يعرفه داود وجميع من جاءوا من نسله من ملوك وأبطال،... إذ هو مجد المسيا في هذا الصبي الذي كان عليه أن ينسبه إليه، ويعطيه اسم يسوع:

"وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" ( مت 1: 21)

كان هو حاضن " المسيا" ومربيه. وقد فاز بيته الفقير بهذا الشرف الرفيع الذي لم يمنح لأصحاب القصور في الأرض!!

ارتبط اسم يسوع بالرجل البار في السجلات الرومانية، وفي الحياة البيتية، لقد وضعته العناية ليكون بمثابة (الأب) الأرضي،... لمن ولد فريداً بين الناس، ولا يعرف إلا أباه السماوي وهو القائل ليوسف وأمه وهو في الثانية عشر من عمره: " لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي" ( لو2 : 49).!!..

نقف اجلالا واكراما لذلك الرجل المختفي الذي لم ينطق بكلمة واحدة لا بلسانه ولا في الكتب، وحتى الأناجيل لم تذكره إلا ما جاء في انجيل متى عند سرده لقصة ميلاد يسوع حيث قال عنه:"

كان يوسف خطيبها بارا " (متى 1 : 19).

يوسف الذى دعاه الكتاب الـمقدس "بالبار" كما دعا من قبل نوح البار وأيوب الصديق..

يوسف الذى عهد الروح القدس لـه برعاية عروس الروح القدس مريم ، وعهد له الأب السماوي برعاية الإبن الوحيد يسوع..

يوسف الذى أُعطي الشرف فى تسمية إبن الله بيسوع..

يوسف الذى لازم العذراء وإبنها يسوع فى بيت الناصرة.. فمن هو القديس يوسف؟ ولماذا ظهر فى حياة العذراء مريم؟..وكيف ظهر؟ ولماذا إختاره الله لأن يكون أبـاً ليسوع وحارساً لمريم وإبنها؟

وماذا يمكن أن نتعلم من حياة هذا القديس البار؟ وكيف يمكن إكرامه؟

 

من هو يوسف ؟؟

تجاهل الباحثون والمؤرخون عن ذكره، وحتى الكهنة والوعّاظ "مع الأسف" في عصرنا الحاضر تناسوه في خطبهم ومقالاتهم .. الروحانيون وأصحاب التقوى والفضيلة والذين هاموا بحب المسيح وذاقوا طعم التجرد والتضحية ونكران الذات، هولاء وحدهم رفعوه الى المقام السامي الذي لم ينله أحد سواه فاعتبروه :

" أشرف قديس ... بتولا ... عفيفا ... زين الأبكار ... يوسف المختار ... كاملا بالفضائل ... مملوءا من الانعام ... شاهدا لسر الفداء ... أبا ومربيا للأيتام ... شفيع العوائل ... جليلا في الأنام ... فخر العباد ... شفيع العمال  شفيع الميتة الصالحة ... وصديق الله ". ولقد جاء ذكر يوسف فى الأناجيل الأربعة فى الأحداث التالية:

"لما خُطبت مريم امه ليوسف وُجدت من قبل أن يجتمعا حبلى من الروح القدس" (متى 18:1)

"وإذ كان يوسف رجلها باراً" (متى 19:1)

"وفيما هو متفكر فى ذلك إذا ملاك الرب ترآى له فى الحلم قائلا يا يوسف بن داود.." (متى 20:1)

الذهاب الى بيت لحم للإكتتاب (لو 1:2-5)

حضور ولادة يسوع

مقابلة الرعاة - تقدمة يسوع فى الهيكل ومقابلة سمعان الشيخ وحِنة بنت فنوئيل

بعد زيارة المجوس وهروبه الى مصر وظهور الـملاك له فى حلم

ظهور الـملاك له فى حلم فى مصر وطُلب منه العودة الى أرض اسرائيل

ظهور الـملاك والوحي له بالذهاب الى نواحي الجليل والسكن فى مدينة الناصرة.

الذهاب كل سنة الى أورشليم فى عيد الفصح

لـما بلغ يسوع الثانية عشر وصعودهم الى أورشليم كعادتهم

فقد يسوع فى الهيكل وعندما وجدوه

عندما نزل معهما يسوع وأتى الناصرة وكان خاضعا لهما.

بعد هذا لم يُذكر أي حديث عن يوسف، فلم نقرأ انه قد حضر حفل العرس فى قانا الجليل الذى دُعيت اليه العذراء ودُعي اليه يسوع وتلاميذه. كما لم نقرأ أي شيئ عنه بعد ذلك فى خدمة الرب يسوع، وعندما صُلب يسوع ورأى أمه عُهد بها الى تلميذه يوحنا فأخذها الى بيته (يو25:19). وهذا يعني ان القديس يوسف كان قد توفى قبل ذلك بزمن طويل.

يوسف، الصدّيق والبار ... لم يخطر على باله يوما أن مريم ستكون أم المخلص المنتظر، وأن الملاك جبرائيل قد حمل اليها البشارة، رغم كونه متعمقا بكل ما جاء في الكتب المقدسة عن المسيح المنتظر وعن كيفية مجيئه وما قيل عنه في سفر اشعيا النبي : هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ... ( اشعيا 7 : 14 ) .

كان يوسف ينتظر الخلاص من الله شأنه شأن سائر شعب الله المنكوب ، لأنه بعد أن مدّ الفقر والاستياء أذياله على عموم الناس كان الجميع ينتظر بفارغ الصبر رسولا من السماء ينعش ويعيد روح الله في قلوب البشر . وحدث ليوسف ما لم يحدث لغيره سواه ... عندما أراد أن يأتي بخطيبته الى بيته ، وجـــدها ( حبلى ) . تنتظر مولودا ... فأضطرب وخاف كما جاء في الانجيل ، وتساءل ما عسى أن يكون هذا ، فاحتار في أمرها .. وهكذا تعرّض يوسف لمحنة قاسية أوشكت أن يؤدي بعلاقته مع مريم الى حد القطيعة والانفصال : فهو يعتبرها شريكة عذراء طاهرة ، وإذا بها حبلى .. ذلك يفوق ادراك عقله ، لكن رغم ذلك لم يفقد صوابه ولا تفوّه بكلمة لا مع مريم ولا مع غيرها حول أي نوع من القلق والظنون لأنه كان مقتنعا ببراءة مريم خطيبته ، ولم يسيء الظن بها مطلقا ، ولكن عدم تمكنه من ايجاد تفسير لما يراه عليها من تغييرات ، دفعه الى أن يتخذ قرارا بتخليتها سرّا دون اثارة اية ضجّة تلحق بها الضرر ، لأنه مجرّد أن يخبر عن سرّها تنال مريم عقوبة الرجم حتى الموت بحسب الشريعة اليهودية ، لكنه لم يفعل ، قد يكون باعتقادي لهذا الأمر بالذات يدعوه الانجيل : البار ... الصدّيق .

لم يتركه الله طويلا في حالة الشك والاضطراب ، فارسل له الملاك وأخبره حقيقة مريم وشجّعه وأفهمه بأن الرب اختاره هو أيضا لتحمّل أعظم مسؤولية ألقيت على عاتق بشر ، ليكون أبا ومربيا لإبنه الوحيد يسوع المسيح ، من دون تأثير على حريته أو الضغط على قراره .عندما أدرك يوسف مقاصد الله وتدابيره من الملاك استجاب لها واندمج معها ، فآمن بالسر الكبير وقبل المهمة التي كلّفه بها الله أن يكون أمام المجتمع الأب الشرعي ليسوع الذي كان الجميع يكنّونه بابن النجار .( يوحنا 6 : 42 ) . هكذا آمن يوسف واحتفظ بمريم وأتى بها الى بيته فرحا مسرورا لهذا الشرف السامي الذي خصّه به الله ليكون مربيا ليسوع ابن الله .عندما ولد يسوع تهلل قلبه من أصوات الملائكة وهم ينشدون المجد والسلام بمولده . مع مريم استقبل الرعاة والمجوس الذين اتوا من الشرق ليسجدوا له . مع مريم هرب بيسوع الى مصر لما أوحي اليه أن حياة الطفل مهددة . مع مريم ويسوع ذاق طعم التشرد والهرب والغربة والانتظار ، لكنه كان ينعم بفرح كبير كونه حارس مخلّص العالم . نذر يوسف حياته كلها مضحيا بكل ما لديه للعناية بيسوع وبأمه مريم . أحبّهما من كل قلبه لذلك استحق أن يموت ميتة صالحة بين يدي يسوع ومريم العذراء.

مـاذا نتعلـم من حياة يوسف؟

1. برارته (بار- برارة- صِدّيق )

يذكر لنا الكتاب المقدس أن نوح هو أول من لُقب بأنه بار "كان نوح رجلا باراً كاملا فى أجياله وسار نوح مع الله" (تك 9:6) ، وجاء ذكر أيضا أن أيوب كان صديقاً" وكان هذا الرجل سليما مستقيما يتقي الله ويجانب الشر" (أيوب 1:1). وسفر الحِكمة فى الاصحاح العاشر منه حافل بالرجال الذين كانوا أبراراً وما فعلوه من أجل تحقيق خِطة الله الخلاصية من اجل البشر.

وكان للرجل البار مكانة فى قلب الله حتى انه قال لإبراهيم" إن وجدت فى سدوم خمسين باراً فى الـمدينة فإني أصفح عن الـمكان كله من أجلهم" (تك 26:18)، ويذكر الـمرنّم ذلك قائلاً:"لأنك تبارك الصديق يارب كأنه بترس تحيطه بالرضا"(مز 12:5)،"القليل الذى للصِدّيق خير من ثروة أشرار كثيرين"(مز 16:37)،و"ينصرهم الرب وينجّيهم"(مز29:36).

وسوف نجد فى القديس يوسف  أن برارته قد ظهرت فى إختيار الله له لأن يكون حارساً لسر التجسد وتحادث الـملاك معه أربع مرات، وصيانته لبتوليته قبل الزواج وأثناؤه (مت 18:1) فكان زواجاً بتوليا وهذا يُفهم من قول السيد الـمسيح عن البتوليـة:"لأن من الخصيان من ولدوا كذلك من بطون أمهاتهم ومنهم من خصاهم الناس ومنهم من خصوا أنفسهم من أجل ملكوت السموات فمن إستطاع ان يحتمل فليحتمل "(مت 13:9). وظهرت ايضا برارته عندما هـمّ أن يخلي سبيل مريم سراً عندما ظهرت عليها علامات الحبل وهو يعلم ان هذا الحملْ ليس منه ولم يستخدم حقه طبقا للشريعة من إشهار أمرها فكان قراره بأن تعود لـمنـزلها ولكن رحمة الرب كانت أسرع فإذ ملاك الرب قد ظهر له فى حلم قائلا له: "يايوسف بن داود لا تخف أن تأخذ إمرأتك لأن الذى سيولد منها إنما هو من الروح القدس".

وظهرت برارتـه ايضاً فى إيـمانه القوي بكل ما جاء فى النبؤات عن الـمسيّا المنتظر فلو كان هذا الحبل من الله فليترك خطيبتـه خشية ان يتداخل فى أمر السماء،او لإحساسه بعدم الإستحقاق لهذه النِعمة مثل مـا فعلت اليصابات عندما قالت للعذراء:"من أين لي هذا أن تأتـي أم ربّي إليّ"(لو43:1)،أو كما فعل بطرس عندما وجد سفينته قد امتلأت بالسمك فقال ليسوع:"أخرج عني يارب فإنيّ رجل خاطئ "(لوقا8:5). ولـم تكن برارتـه فقط فى "أن يخليها سِراً" بل فـى كل ما فعله بعد أن علِم بسر التجسد الإلهي.

 

2. أمانته

ثلاثة جواهر وأسرار عظيمة إئتمنه عليها الرب: مـريم أم الله، و يسوع إبن الله، وسر التجسد

 

عيد مار يوسف البتول

في ذكرى عيد مار يوسف البتول خطيب مريم العذراء الذي يصادف في 19 آذار من كل سنة ، نقف اجلالا واكراما لذلك الرجل المختفي الذي لم ينطق بكلمة واحدة لا بلسانه ولا في الكتب، وحتى الأناجيل لم تذكره إلا ما جاء في انجيل متى عند سرده لقصة ميلاد يسوع حيث قال عنه: " كان يوسف خطيبها بارا " (متى 1 : 19 ).

تجاهل الباحثون والمؤرخون عن ذكره، وحتى الكهنة والوعّاظ " مع الأسف " في عصرنا الحاضر تناسوه في خطبهم ومقالاتهم ..

الروحانيون وأصحاب التقوى والفضيلة والذين هاموا بحب المسيح وذاقوا طعم التجرد والتضحية ونكران الذات، هؤلاء وحدهم رفعوه الى المقام السامي الذي لم ينله أحد سواه فاعتبروه :

" أشرف قديس ... بتولا ... عفيفا ... زين الأبكار ... يوسف المختار ... كاملا بالفضائل ... مملوءا من الانعام ... شاهدا لسر الفداء ... أبا ومربيا للأيتام ... شفيع العوائل ... جليلا في الأنام ... فخر العباد ... شفيع العمال ... شفيع الميتة الصالحة ... وصديق الله " .

يوسف ... شاب في مقتبل العمر ... لم يتميّز عن سائر أقرانه الشباب إلا بالتقوى ومخافة الرب هو ابن يعقوب بن ماتان من نسل داؤد الملك وابراهيم أب المؤمنين (متى 1 : 16 ) .

خطب يوسف فتاة طيّبة من أهل الجليل أسمها " مريم " من عائلة متواضعة تعيش كفاف يومها بسعادة وقناعة، تخدم في الهيكل وتتعبّد لربها. اتفق يوسف معها ومع أهلها على أن تكون زوجته، وذهب يوسف بفرح عظيم يجهّز بيته المتواضع الكائن في بلدة الناصرة ليكون مسكنا لمريم.

مثل سائر الشباب في عمره ، حلم يوسف بالسعادة والعيش الكريم مع شريكة حياته ووعدها كسائر المحبين المقبلين على الزواج بالأمانة والاخلاص سائرا بمشورة الرب ومخافته مدى العمر.

يوسف ، الصدّيق والبار ... لم يخطر على باله يوما أن مريم ستكون أم المخلص المنتظر ، وأن الملاك جبرائيل قد حمل اليها البشارة، رغم كونه متعمقا بكل ما جاء في الكتب المقدسة عن المسيح المنتظر وعن كيفية مجيئه وما قيل عنه في سفر اشعيا النبي:  هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ... ( اشعيا 7 : 14)

كان يوسف ينتظر الخلاص من الله شأنه شأن سائر شعب الله المنكوب، لأنه بعد أن مدّ الفقر والاستياء أذياله على عموم الناس كان الجميع ينتظر بفارغ الصبر رسولا من السماء ينعش ويعيد روح الله في قلوب البشر.

وحدث ليوسف ما لم يحدث لغيره سواه ... عندما أراد أن يأتي بخطيبته الى بيته ، وجدها ( حبلى ) ... تنتظر مولودا ... فأضطرب وخاف كما جاء في الانجيل، وتساءل ما عسى أن يكون هذا، فاحتار في أمرها .. وهكذا تعرّض يوسف لمحنة قاسية أوشكت أن يؤدي بعلاقته مع مريم الى حد القطيعة والانفصال: فهو يعتبرها شريكة عذراء طاهرة، وإذا بها حبلى .. ذلك يفوق ادراك عقله، لكن رغم ذلك لم يفقد صوابه ولا تفوّه بكلمة لا مع مريم ولا مع غيرها حول أي نوع من القلق والظنون لأنه كان مقتنعا ببراءة مريم خطيبته، ولم يسيء الظن بها مطلقا، ولكن عدم تمكنه من ايجاد تفسير لما يراه عليها من تغييرات، دفعه الى أن يتخذ قرارا بتخليتها سرّا دون اثارة اية ضجّة تلحق بها الضرر، لأنه مجرّد أن يخبر عن سرّها تنال مريم عقوبة الرجم حتى الموت بحسب الشريعة اليهودية، لكنه لم يفعل، قد يكون باعتقادي لهذا الأمر بالذات يدعوه الانجيل: البار ... الصدّيق .

لم يتركه الله طويلا في حالة الشك والاضطراب، فارسل له الملاك وأخبره حقيقة مريم وشجّعه وأفهمه بأن الرب اختاره هو أيضا لتحمّل أعظم مسؤولية ألقيت على عاتق بشر، ليكون أبا ومربيا لإبنه الوحيد يسوع المسيح، من دون تأثير على حريته أو الضغط على قراره.

عندما أدرك يوسف مقاصد الله وتدابيره من الملاك استجاب لها واندمج معها ، فآمن بالسر الكبير وقبل المهمة التي كلّفه بها الله أن يكون أمام المجتمع الأب الشرعي ليسوع الذي كان الجميع يكنّونه بابن النجار. ( يوحنا 6 : 42 )

هكذا آمن يوسف واحتفظ بمريم وأتى بها الى بيته فرحا مسرورا لهذا الشرف السامي الذي خصّه به الله ليكون مربيا ليسوع ابن الله.

عندما ولد يسوع تهلل قلبه من أصوات الملائكة وهم ينشدون المجد والسلام بمولده. مع مريم استقبل الرعاة والمجوس الذين اتوا من الشرق ليسجدوا له. مع مريم هرب بيسوع الى مصر لما أوحي اليه أن حياة الطفل مهددة. مع مريم ويسوع ذاق طعم التشرد والهرب والغربة والانتظار، لكنه كان ينعم بفرح كبير كونه حارس مخلّص العالم. نذر يوسف حياته كلها مضحيا بكل ما لديه للعناية بيسوع وبأمه مريم. أحبّهما من كل قلبه لذلك استحق أن يموت ميتة صالحة بين يدي يسوع ومريم العذراء.

هذا هو يوسف الذي ضرب أروع مثال في التضحية والعطاء ونكران الذات خدمة لخير البشرية الأكبر الذي سيحققه ابنه يسوع يوما ما، ويكفيه شرفا وفخرا وهو الرجل المتواضع المختفي أن يكون قد أوصل بالتعاون مع مريم ابنه يسوع الى كمال الرجولة من خلال تربية متكاملة الجوانب

هذه كانت رسالة يوسف وتضحيته العظمى .. فهل نجد اليوم أمثال يوسف ... ؟؟ حتى من بين المكرسين للرب ...!!! عرفوا حقا معنى التضحية وذاقوا طعم التجرد وذهبوا الى أقصى حدود في نكران الذات لإجل خلاص النفوس.

قالت القديسة تريزا التي من افيلا في شفاعة هذا القديس العظيم:

"اناشد بالرب جميع الذين يشكّون في كلامي عن قوة شفاعة القديس يوسف، بأن يجرّبوا الأمر هم انفسهم، فيتأكد لهم كم شفاعته قادرة، وكم يجنون لذواتهم من الخير اذا كرّموا هذا الأب الأكبر المجيد، والتجأوا إلى معونته".

والف الف مبروك لكل من يحمل اسم يوسف في عيده ...

تمنياتي للجميع بالصحة والموفقية بشفاااعة هذا القديس الجليل...

*الاب يوسف عبا

رعية السريان الكاثوليك .. تورنتـو – كندا

 

 

 

 

طلبة مار يوسف

كيرياليسون، كريستياليسون، كيرياليسون

يا ربنا يسوع المسيح  انصت الينا

يا ربنا يسوع المسيح  استجب لنا

ايها الآب السماوي الله ارحمنا

يا ابن الله مخلص العالم ارحمنا

ايها الروح القدس الله ارحمنا

ايها الثالوث القدوس الاله الواحد ارحمنا

ايتها القديسة مريم خطيبة مار يوسف البتول تضرعي لاجلنا

يا مار يوسف العفيف البتول تضرع لاجلنا

يا حامل الذبيحة المنقذة تضرع لاجلنا

يا حارس بتولية مريم تضرع لاجلنا

يا حافظ المسيح في الهرب تضرع لاجلنا

يا مثال الطاعة الكاملة تضرع لاجلنا

ايها النجار الارفع قدرا من الملوك تضرع لاجلنا

يا ولي الكلمة المتجسد تضرع لاجلنا

يا مأوي الاله الغريب تضرع لاجلنا

يا مثال العدل الكامل تضرع لاجلنا

يا سوسن العفة المنزهة عن الدنس تضرع لاجلنا

يا خادم المشورة العظيمة تضرع لاجلنا

يا معزي راعي العالم تضرع لاجلنا

يا لسان الكلمة الصامت تضرع لاجلنا

يا ابا ً مربيا لابن الله تضرع لاجلنا

يا حاوي الكنز السماوي تضرع لاجلنا

يا من فديت الفادي المقرب عنا في الهيكل تضرع لاجلنا

يا حافظ مخلص العالم تضرع لاجلنا

يا بتولا خطيبا للام البتول تضرع لاجلنا

يا وكيلنا المقتدر تضرع لاجلنا

يا غيورا في خلاص الانفس تضرع لاجلنا

يا شفيعنا المحبوب تضرع لاجلنا

يا حمل الله الحامل خطايا العالم انصت الينا

يا حمل الله الحامل خطايا العالم استجب لنا

يا حمل الله الحامل خطايا العالم ارحمنا

 كيرياليسون، كريستياليسون، كيرياليسون

 أقامه الله ربا على بيته وسلطانا على جميع مقتناه

 

 صلاة

 نسألك يا رب ان تساعدنا باستحقاقات القديس يوسف خطيب والدتك الكلية القداسة، لكي نعطى بشفاعته ما لا نستطيع ان نسأله بقوتنا. انت الذي تحيا وتملك مع الله الآب باتحاد الروح القدس الى دهر الداهرين. آمين.

 

Saint Joseph's Day
The Catholic Church celebrates today Saint Joseph's Day. God Bless all those who carry his name, Joe Joseph and Youssef. This great Saint is the symbol of humality, reverence and Chastity
Click here to know more about this day
http://en.wikipedia.org/wiki/Saint_Joseph's_Day

 

 

Bible Quotation for today/And they shall name him Emmanuel’, which means, ‘God is with us
Matthew 1,8-25./: "And Asaph the father of Jehoshaphat, and Jehoshaphat the father of Joram, and Joram the father of Uzziah, and Uzziah the father of Jotham, and Jotham the father of Ahaz, and Ahaz the father of Hezekiah, and Hezekiah the father of Manasseh, and Manasseh the father of Amos, and Amos the father of Josiah, and Josiah the father of Jechoniah and his brothers, at the time of the deportation to Babylon. And after the deportation to Babylon: Jechoniah was the father of Salathiel, and Salathiel the father of Zerubbabel, and Zerubbabel the father of Abiud, and Abiud the father of Eliakim, and Eliakim the father of Azor, and Azor the father of Zadok, and Zadok the father of Achim, and Achim the father of Eliud, and Eliud the father of Eleazar, and Eleazar the father of Matthan, and Matthan the father of Jacob, and Jacob the father of Joseph the husband of Mary, of whom Jesus was born, who is called the Messiah. So all the generations from Abraham to David are fourteen generations; and from David to the deportation to Babylon, fourteen generations; and from the deportation to Babylon to the Messiah, fourteen generations. Now the birth of Jesus the Messiah took place in this way. When his mother Mary had been engaged to Joseph, but before they lived together, she was found to be with child from the Holy Spirit. Her husband Joseph, being a righteous man and unwilling to expose her to public disgrace, planned to dismiss her quietly. But just when he had resolved to do this, an angel of the Lord appeared to him in a dream and said, ‘Joseph, son of David, do not be afraid to take Mary as your wife, for the child conceived in her is from the Holy Spirit. She will bear a son, and you are to name him Jesus, for he will save his people from their sins.’ All this took place to fulfil what had been spoken by the Lord through the prophet: ‘Look, the virgin shall conceive and bear a son, and they shall name him Emmanuel’, which means, ‘God is with us.’ When Joseph awoke from sleep, he did as the angel of the Lord commanded him; he took her as his wife, but had no marital relations with her until she had borne a son; and he named him Jesus.

St Joseph the Virgin, the Spouse of the Virgin Mary

Saint Joseph was the spouse of the Virgin Mary and foster father of Jesus Christ our Lord. He was of the line of David and worked as a carpenter at Nazareth. God chose him for the greatest mission ever conferred upon a man. His humility, his sanctity and his confidence in God were remarkable. Devotion to Saint Joseph had its orgins in the West. The whole Church now venerates him; the Maronite Church also commemorates him on the Fifth Sunday of Announcement as it prepared for the Birth of our Lord.
May God guard us by his prayers. Amen

Feast of St Joseph the Virgin, the Spouse of the Virgin Mary
Letter to the Ephesians 3,1-13/: "This is the reason that I Paul am a prisoner for Christ Jesus for the sake of you Gentiles for surely you have already heard of the commission of God’s grace that was given to me for you, and how the mystery was made known to me by revelation, as I wrote above in a few words, a reading of which will enable you to perceive my understanding of the mystery of Christ. In former generations this mystery was not made known to humankind, as it has now been revealed to his holy apostles and prophets by the Spirit: that is, the Gentiles have become fellow-heirs, members of the same body, and sharers in the promise in Christ Jesus through the gospel. Of this gospel I have become a servant according to the gift of God’s grace that was given to me by the working of his power. Although I am the very least of all the saints, this grace was given to me to bring to the Gentiles the news of the boundless riches of Christ, and to make everyone see what is the plan of the mystery hidden for ages in God who created all things; so that through the church the wisdom of God in its rich variety might now be made known to the rulers and authorities in the heavenly places. This was in accordance with the eternal purpose that he has carried out in Christ Jesus our Lord, in whom we have access to God in boldness and confidence through faith in him.
I pray therefore that you may not lose heart over my sufferings for you; they are your glory.