حزب الله هو الخطر الحقيقي على كيان لبنان ووجوده

الياس بجاني

في إطلالته الأخيرة هدد السيد نصرالله المسيحيين في لبنان ودول المشرق العربي من هجمة داعش البربرية التي تستهدفهم وسخر من الغرب ودوله ومن المسيحيين الذين ينتظرون من هذا الغرب حمايتهم، كما سطح وهشم دور القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان ضمن أطر القرار الدولي رقم 1701 مدعياً باستهزاء أنها ضعيفة وبحاجة لمن يحميها، وأن ثلاثيته الإلهية "الجيش والشعب والدولة" هي من تحمي الجنوب ولبنان وليس هذه القوات.

وفي سياق الاستكبار وفي اطار أحلام اليقظة وأوهام العظمة المرّضية نصّب السيد نفسه حامياً للمسيحيين رغماً عنهم ودون أن يطلبوا هم ذلك من دويلته ومن ملاليه كونه طبقاً لمفاهيمه وثقافته هو فوق مستوى البشر، وبالتالي ليس ملتزماً بالدستور اللبناني ولا بأية قانون دولي وليس بحاجة لتوكيل أو لإجماع من أحد ليقوم بمهمات الحروب الإلهية التحريرية أكان في مواجهة إسرائيل أو ضد الشعب السوري أو السنة في العراق، أو في أي بلد من بلاد الله الواسعة بأمره أسياده الملالي في إيران أن يحارب شعوبها وينفذ عمليات إرهابية ضد حكامها ومصالحها ويغتال قادتها.

السيد ومن موقع الناصح والوالي والحاكم بأمره أكد أن داعش خطر على الكيان اللبناني وخطرها عليه وجودي، كما هو حالها المرعب والإلغائي مع كل أنظمة المنطقة، وطالب باستكبار ناطح وبلغة ترقى إلى درجة الأمر الفرماني، طالب الجميع دون استثناء الوقوف خلفه والخضوع لسلطته والتلحف بعباءته وشكر الله على ما يقدمه لهم من حماية ورعاية ونصح وتثقيف.

وأمس جاء دور صنوج وطبول ميشال عون في استفراغ "لازمات حزب الله الصوتية" استكمالاً لكل ما تناوله السيد في خطابه الداعشي، فأجاد وأفاض وتعنتر الصهر العجيبة جبران باسيل في تظهير الأخطار الداعشية كما يتوهما عمه الجنرال التي تستهدف المسيحيين من العراق حتى قصر بعبدا على حد تعبيره.

أما سيدنا غبطة البطريرك الراعي ومن مطار بيروت وهو برفقة وفد من بطاركة ومطارنة ورجال دين بطريقهم إلى كردستان العراقية لتفقد اللاجئين المسيحيين، أعلن عن استعداه للقاء السيد استجابة لدعوة هذا الأخير للوحدة والتوحد في مواجهة داعش وأخطارها الكيانية والوجودية.

هذا وكان سيادة المطران سمير مظلوم وعبر تلفزيون عون الأصفر بثقافته وتوجهاته الداعشية والفتنوية كرر مواقفه المتماهية حتى الانصهار مع مخطط وأهداف ونهج وخطاب محور الشر السوري-الإيراني، وفي نفس الوقت شكك بصوابية كل المواقف السيادية الأخيرة للبطريرك الراعي المؤيدة لسلطة الدولة والمنتقدة لدور حزب الله ولأخطار سلاحه وللمعطلين تأمين النصاب النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية المسيحي.

وفي نفس السياق التضليلي والتعموي لكل الحقائق الهادف أولاً إلى أبلسة وتخوين كل من لا يخضع ويستسلم لمشروع الملالي الإيراني التوسعي والإرهابي والمذهبي، وثانياً لتصوير محور الشر السوري-الإيراني على أنه حامي المسيحيين وباقي الأقليات في لبنان والدول العربية في مواجهة الإرهاب السني، في هذا السياق سيعقد في بلاد العم سام الشهر المقبل مؤتمراً مسيحياً يثير الكثير من الشكوك والأسئلة خصوصاً وأن ما رشح عنه حتى الآن يفيد بأن بكركي تغطيه وسوف تشارك فيه.

يبقى إن داعش التي هي كالنصرة وعشرات المنظمات الأصولية والتكفيرية هي جميعها من تفقيس حاضنات المخابرات السورية والإيرانية والتركية وغيرها من مطابخ القتل والفتن والإرهاب والمذهبية.

إن داعش هذه ورغم كل إجرامها وبربريتها وهمجيتها وانسلاخها عن كل ما هو أنساني وإيماني هي بالواقع ليست خطراً يهدد كيان لبنان والوجود المسيحي فيه، بل حزب الله ومشروع الملالي التوسعي هم من يهددون كيان لبنان ورسالته وتعايش أهله والوجود المسيحي فيه إضافة إلى التهديد الوجودي لكل اللبنانيين ولكل ما هو لبناني، ونقطة على السطر.

 

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوانه البريدي Phoenicia@hotmail.com

21 آب/14