بيان المطارنة الموارنة: لا صدق ولا شهادة للحق ولا مصداقية

مجلس المطارنة الموارنة "قطش قريعة" ولم يذكر الأحكام الأخيرة الجائرة بحق أهلنا اللاجئين في إسرائيل

بقلم/الياس بجاني

02 نيسان/2014

 

بعد أن تجابنت الأحزاب المسيحية كافة على خلفية ولع وهوس قادتها بكرسي بعبدا الرئاسي المخلع وحتى عن نشر أخبار الظلم التي يتعرض له أهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000 في كافة المجالات ومنها وبالتحديد القضائية حيث تركوا فريسة للمحكمة العسكرية التي يتحكم بها كلياً حزب الله، انتظرنا أن يتناول مجلس المطارنة الموارنة اليوم في اجتماعه الشهري قضية الأحكام الانتقائية والجائرة التي صدرت عن المحكمة العسكرية بتاريخ 20 آذار الماضي بحق عدد من أفراد أهلنا اللاجئين في إسرائيل. خبر المحاكمات الغيابية كما كانت نشرته صحيفة المستقبل في 20 آذار/14:

"صدر عن المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم، حكمين نيابيين بحق عشرة لبنانيين بجرم التعامل مع إسرائيل والاستحصال على جنسيتها وقضى الحكم الأول بسجن كل من جان ميشال زعرور وجو جان زعرور وكاتيا ابو كسم وجيمي جان زعرور وجريس جان زعرور وجيلبير جان زعرور مدة عشرة أعوام أشغالا شاقة وتجريدهم من حقوقهم المدنية وتنفيذ مذكرات إلقاء القبض الصادرة بحقهم كما قضى حكم ثان بالعقوبة نفسها بحق كل من راشانا جورج الزقليط وفيوليت طانس نمر واسعد سمير نهرا وايلي سمير نهرا". http://www.almustaqbal.com/v4/article.aspx?Type=NP&ArticleID=610209

إلا أن البطريرك الراعي الذي لم يتعاطف في يوم من الأيام مع قضية اللاجئين الأحرار والسياديين هؤلاء لم يأت في بيان المطارنة الموارنة الذي صدر اليوم لا من قريب ولا من بعيد حتى على ذكر تلك الأحكام في حين كانت الفقرة الأولى منه وخلافاً لتعاليم الإنجيل هي فقرة تحابي وتبجل وتعظيم لشخص البطريرك.

الفقرة الأولى من البيان: (هنأ الآباء صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على بدء السنة الرابعة من خدمته البطريركية، وشكروا الله معه على ما أغدق من نعم وخير على كنيستنا وشعبنا في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، وعلى ما تم من إنجازات وترتيبات في الكرسي البطريركي، وفقا لتوصيات المجمع البطريركي الماروني، من أجل خدمة كنيستنا بوجه عام).

إن من يعرف هوى ونوى الراعي السياسي ومتابع لمواقفه ولتحالفاته السياسية لم يستغرب، وبالطبع لم يفاجئ لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

في الفقرة الثامنة من بيان المطارنة الموارنة الذي صدر اليوم جاء ما يلي :"إن زمن الفصح هو زمن غلبة الحياة على الموت، وزمن انتصار نور الحقيقة على ظلام التاريخ البشري. وقيامة الرب يسوع تحمل رجاء كبيرا بأن الكلمة الأخيرة هي لله، كلمة تكسر قيود الحقد والضغينة والإجرام، وتفتح مستقبلا هو مستقبل الغفران والأخوة والتضامن بين البشر. فأمام القبر الفارغ تنكشف عظمة الحب الإلهي، وعظمة الإنسان التي أشهرها المسيح على الصليب. في هذه المناسبة يدعو الآباء أبناءهم إلى عيش الأسابيع الأخيرة من زمن الصوم بالصلاة والتقشف والتوبة، إستعدادا للإحتفال بعيد القيامة، عيد الفرح والمسامحة والسلام".

ولأن الإيمان بلا أعمال هو إيمان ميت كالجسد بلا روح، ولأن بيان المطارنة كما جاء في الفقرة اعلاه تكلم دون أعمال ونوايا صادقة وملموسة عن الحياة والرجاء والحقد والضغينة والانتقام والغفران والأخوة والتضامن واغفل أقدس قضية لأهله المظلومين، فبذلك يكون انجيلياً بياناً لم يتخطى الحدود اللفظية وهو بالتالي مفرغ من أية مصداقية إيمانية وهذا أمر لا يجب أن يحصل.

نذكر غبطة البطريرك الراعي ومعه كل المطارنة الموارنة الأفاضل أن كل مظلوم ومضطهد وجائع ومسجون وعريان وعطشان ومغرب ومهجر ومريض ومتألم هو يسوع المسيح كما يعلمنا الكتاب المقدس، وبالتالي نقول لهم إن إهمال قضية أهلهم اللاجئين في إسرائيل المظلومين والمبعدين هو إهمالاً لتعاليم الإنجيل المقدس وإهمالاً للمسيح نفسه، ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع.

 

في أسفل البيان

 

المطارنة الموارنة: لرئيس قادر متجرد وتعميم خطة طرابلس وتشريع عادل

الأربعاء 02 نيسان 2014

وطنية - عقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ومشاركة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، والرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية.

وفي ختام الإجتماع، أصدر المطارنة بيانا، تلاه أمين سر البطريركية الخوري رفيق الورشا، وجاء فيه:

"1. هنأ الآباء صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على بدء السنة الرابعة من خدمته البطريركية، وشكروا الله معه على ما أغدق من نعم وخير على كنيستنا وشعبنا في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، وعلى ما تم من إنجازات وترتيبات في الكرسي البطريركي، وفقا لتوصيات المجمع البطريركي الماروني، من أجل خدمة كنيستنا بوجه عام.

2. يتقدم الآباء مجددا من مجلس مطارنة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وجميع أبنائها بتعازيهم الحارة، بوفاة المثلث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عيواص، شاكرين الله على الخدمة الجلية والغيرة اللافتة التي ساس بها الكنيسة طوال حياته. كما يتقدمون بالتهنئة القلبية من صاحب الغبطة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني كريم بانتخابه خلفا للمثلث الرحمات، سائلين الله أن يمن عليه بنعمه الغزيرة كي يكون الراعي الصالح للكنيسة السريانية الشقيقة في بلدان الشرق والعالم.

3. يعبر الآباء عن استنكارهم الشديد لمحاولة الخطف التي تعرض لها سيادة المطران سمعان عطالله مع مرافقه، وعن شكرهم لله على سلامتهما، وهم يناشدون الحكومة والجيش اللبناني وكل القوى الأمنية أخذ التدابير اللازمة لإيقاف ظاهرة الخطف، والقبض على الخاطفين ومحاكمتهم ومن وراءهم ولوضع حد للفوضى الأمنية، وللمحافظة على كرامة المواطنين وسلامتهم في كل المناطق اللبنانية.

4. يبدي الآباء ارتياحهم لبدء تنفيذ الخطة الأمنية التي أقرتها الحكومة في مدينة طرابلس، ويتمنون أن تعمم على المناطق الساخنة الأخرى. وفيما يطالبون السياسيين بدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية من أجل إنجاح هذه الخطة لخير المدينة وسائر المناطق، يؤكدون لجميع المتقاتلين، أن تحولهم أداة لنقل الصراعات الخارجية إلى الداخل، يشكل سببا للنيل من تاريخ طويل من العيش المشترك الأخوي، وأن أي ارتهان للخارج، مهما كان رابحا، فيه خسران أكيد لا يعوض لهم وللوطن وأهله.

5. أعرب الآباء عن تقديرهم للمساعي التي بذلت من أجل إطلاق سراح راهبات معلولا، وهم يتطلعون برجاء إلى مضاعفة الجهود في سبيل إطلاق المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي، والكهنة وسائر المخطوفين، ويأملون بأن تمتد هذه المساعي لتشمل المعتقلين في السجون السورية أيضا، لطي صفحة مؤلمة في تاريخ العلاقة بين لبنان وسوريا. كما يأسفون لمسلسل التعدي على المقامات الدينية، والأمكنة الأثرية في سوريا، وكأن هذه الحرب تهدف إلى محو آثار تاريخ حضاري طويل، شاركت في بنائه مكونات المجتمع السوري المتنوعة.

6. يتطلع اللبنانيون بأمل إلى الحكومة الجديدة ويتمنون لها النجاح في المهمة الدقيقة الملقاة على عاتقها، في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان، التي تفترض تماسكا وطنيا، ورسما لأهداف واضحة وقرارت مسؤولة، وعملا دؤوبا لتأمين الخير العام وخير اللبنانيين جميعا. ويؤلم الآباء الواقع المؤسف الذي يؤدي إلى مظاهرات وتعطيل عمل المؤسسات ومجرى الحياة العامة، بسبب عدم إيجاد حلول مرضية للجميع، وبخاصة في مواضيع العنف الأسري ضد المرأة، وسلسلة الرتب والرواتب، والمياومين في مؤسسة كهرباء لبنان وغيرهم. وهم يطالبون بإقرار مشروع قانون مساواة الطوائف حيال الضرائب في أسرع وقت ممكن، ويأملون أن تأتي تشريعات المجلس النيابي في هذه القضايا عادلة ومنصفة.

7. إن دخول لبنان المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعلى مسافة ست سنوات من الاحتفال بمرور مئة عام على قيام دولة لبنان الكبير، يحتم على الجميع التعامل مع هذا الاستحقاق بما يمليه الدستور والميثاق الوطني، والتمسك بالممارسة الديموقراطية السليمة وتداول السلطة. وعليه، يناشد الآباء القوى السياسية، وفي مقدمها نواب الأمة، الإسراع في القيام بهذا الواجب الوطني ضمن المهلة الدستورية، واختيار رئيس للبلاد قادر وفاعل، يكون، بفضل شخصيته ومعرفته وخبرته وتجرده، على مستوى التحديات الداخلية والإقليمية والدولية، لكي ينهض بلبنان ويبني وحدته ويحمي سيادته ومؤسساته.

8. إن زمن الفصح هو زمن غلبة الحياة على الموت، وزمن انتصار نور الحقيقة على ظلام التاريخ البشري. وقيامة الرب يسوع تحمل رجاء كبيرا بأن الكلمة الأخيرة هي لله، كلمة تكسر قيود الحقد والضغينة والإجرام، وتفتح مستقبلا هو مستقبل الغفران والأخوة والتضامن بين البشر. فأمام القبر الفارغ تنكشف عظمة الحب الإلهي، وعظمة الإنسان التي أشهرها المسيح على الصليب. في هذه المناسبة يدعو الآباء أبناءهم إلى عيش الأسابيع الأخيرة من زمن الصوم بالصلاة والتقشف والتوبة، إستعدادا للإحتفال بعيد القيامة، عيد الفرح والمسامحة والسلام".