ثلاثية هرطقة الجيش اللبناني وحزب الله وميلشيات الأسد!!!

الياس بجاني

11 كانون الأول/14

من يتابع مجريات الأحداث في لبنان بكافة جوانبها وتطوراتها وتحديداً منها حصار بلدة عرسال السنية والمعارك التي شهدتها ولا تزال، ومحاولات أبلسة أهلها المستمرة، وتعقيدات ملف العسكريين المحتجزين لدى النصرة وداعش، والعقبات التي تواجهها حكومة الرئيس سلام على خلفية هيمنة حزب الله على قراراها وعجزها عن إيجاد حل سلمي لاستعادة العسكريين ومنع ذبحهم الواحد تلو الآخر، وتعقيدات انتخاب رئيس للجمهورية ومنع قيام الدولة، وخزعبلات ميشال عون وتصريحات الوادئع في تكتله النيابي وضمن طاقمه السياسي الهجين، وما يسوّق له عن الحوار بين حزب الله والمستقبل، وعنتريات وتهويلات وتهديدات حزب الله ونظام الأسد اليومية، إضافة إلى عشرات المداخلات الوقحة للأبواق والصنوج الإعلامية التابعين لحزب الله، لا بد وان اللبناني الحر والسيادي هذا قد أدرك تماماً ما يحاول محور الشر السوري-الإيراني التسويق له وفرضه على اللبنانيين وفي مقدمهم مكونات 14 آذار بالقوة والبلطجة والتخويف، وهو ثلاثية الجيش اللبناني وميليشيات نظام الأسد وحزب الله.

الثلاثية الجديدة هدفها توريط الجيش اللبناني في الحرب السورية وفتح معارك لا تنتهي بينه وبين ما يقارب ال 5000 مسلح المتواجدين في منطقة القلمون السورية وفي جرود عرسال وهم خليط من تكفيريين ومقاتلين تابعين للنصرة وداعش والجيش السوري الحر.

المحور الشيطاني يسعى لتوريط الجيش اللبناني في الحرب السورية أولاً لأن حزب الله غير قادر وحده على مواجهة المسلحين عسكرياً كون مقاتليه وهم بالآلاف منتشرين ومتورطين في مناطق متعددة من سوريا ويسقط منهم يومياً قتلى وجرحى لم تعد بيئة الحزب قادرة على تحملها. وثانياً يريد إعطاء شرعية لميليشيات الأسد التي لم تعد جيشاً طبقاً لكل المعايير العسكرية الدولية على خلفية المقاطعة شبه الكاملة لنظام الأسد من الدول العربية ومعظم دول العالم.

في سياق التسويق للثلاثية الجهنمية الجديدة هذه تأتي عرقلة حل ملف العسكريين المحتجزين لدى داعش والنصرة ومنع كل جهد فاعل وإيجابي في هذا الإطار، وكذلك تندرج في نفس الأطر المحاولات المستمرة لأبلسة العرساليين وتصوير عرسال وكأنها كندهار الأفغانية.

ومن ضمن أهم أهداف محور الشر السوري-الإيراني المسمة والسرطانية تخويف اللبنانيين بداعش والنصرة ووضعهم بين خيارين لا ثالث لهما، الأول هو حزب الله، والثاني النصرة وداعش. وهنا يستنسخ محور الشر بعقله المريض المعادلة الهرطقية التي كان الاحتلال السوري للبنان طوال 30 سنة يفرضها بالقوة على اللبنانيين وهي: إن لم تكن مع النظام السوري فأنت إذا مع إسرائيل.

وكما رفض الأحرار من اللبنانيين معادلة الاحتلال السوري وأصروا قولاً وعملاً على أنهم ضد إسرائيل وضد الاحتلال السوري ومع لبنان ولبنان فقط، كذلك المطلوب اليوم من شعبنا الحر والسيادي وبنفس الشجاعة والوطنية والفروسية مواجهة حزب الله وأسياده وفضح مخططاته والمجاهرة بوقوفهم ضده وضد نظام الأسد وضد داعش والنصرة والقول علناً أنهم مع لبنان ولبنان فقط.

إن الخطر الحقيقي على لبنان هو حزب الله وليس داعش أو النصرة لأن الحزب متفشي في كل مؤسسات الدولة وأجهزتها ويخطط لإنهاء الكيان والهوية والرسالة والتعايش وإسقاط كل ما هو لبناني وإقامة دولة أو جمهورية تدور في فلك إيران الملالي في أطر ثقافة ولاية الفقيه.

ونعم التكفيريين من أمثال داعش والنصرة هما خطر ولكن ليس خطراً كيانياً ووجودياً كون اللبنانيين بأكثريتهم الساحقة يرفضون التطرف ولن يقبلوا العودة إلى القرون الحجرية مع ثقافة التكفير والتكفيريين. وفي الواقع المعاش على الأرض فإن حزب الله هو عدو كل اللبنانيين وخطر وجودي وكياني عليهم علماً أنه يخطف الطائفة الشيعية بالقوة ويصادر قرارها وهو كتنظيم ليس من النسيج اللبناني، بل جيش إيراني يحتل لبنان

نعم وألف نعم حزب الله محتل وليس لبنانياً أو من النسيج اللبناني وإن كان أفراده لبنانيون. يبقى أن الدولة اللبنانية لن تقوم والسيادة لن تستعاد والديموقراطية ستبقى مغيبة طالما بقي حزب الله الإيراني محتلاً للبنان.

وفي الخلاصة لا يجب أن يغيب عن عقل وفكر أي لبناني إن النصرة هي تفقيس حاضنات النظامين السوري والإيراني، كما حال داعش "التفقيسية" ليست مختلفة، وإن كانت الحاضنات الإستخبارتية التي أنتجتها ولا زالت ترعاها وتحتضنها هي أكثر شمولاً دولياً وإقليمياً.

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com