مقالة كتبها الآن سركيس وتعليق للياس بجاني

غلط 100% كون الراعي لا يلقى أي تأييد من أغلبية الموارنة

http://www.aljoumhouria.com/news/index/129976

الياس بجاني/هذا المقال يجافي الحقيقة وهو يندرج في سياق التسوّق السياسي للبطريرك الراعي السياسي بامتياز ولمشروعه الوهم "حلف الأقليات" المتماهي مع محور الشر السوري-الإيراني. في حين أن تأييد الفاتيكان من عدمه لا قيمة وجدانية ولا وطنية له كون رئيس هذا المجمع الشرقي المناط به ملف كنيستنا هو من جاء بالراعي بطريركاً خدمة للمحور إياه وهو من ضغط على سيدنا الراعي ليستقيل. من هنا كل كلام الراعي وكل عظاته وكل تعجرفه وتهديداته لا قيمة لهم في الوجدان الماروني كونه خرج من هذا الوجدان وضرب عرض الحائط كل ثوابت بكركي وتنكر لها. أما خدعة الاستطلاعات فهي لن تمر ولن تنطلي على الأحرار منا نحن الموارنة، كما أن صراخ الراعي الخدعة لتأمين النصاب هو صراخ شرير هدفه تأمين وصول ميشال عون إلى موقع الرئاسة الذي باع نفسه والقضية ولبنان واللبنانيين بثلاثين من فضة. نأسف أن يتم التسويق للراعي بهذا الشكل الذي يظهره بالحريص على مصير المسيحيين وعلى وجدودهم فيما الحقيقة هي غير ذلك.

 

حراك فاتيكاني بين بكركي والقادة الموارنة

الآن سركيس/جريدة الجمهورية/02 نيسان/14

تُستعمل مختلف الأسلحة في المعارك السياسيّة والعسكرية، لكنّ معركة رئاسة الجمهورية اللبنانية تحتاج إلى سلاح من نوع آخر لتغيير مجريات الأحداث والدفع في اتّجاه إنجاز الاستحقاق في موعده.

فوجئت الأوساط السياسيّة بلهجة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحزمِه وإصراره على انتخاب رئيس تزامُناً مع بدء المهلة الدستوريّة، وتَعتبر دوائر بكركي أنّ هذا الحزم مطلوب في هذا الزمن الدقيق والصعب الذي يمرّ به استحقاق رئاسة الجمهورية مع المخاوف التي تراود مخيّلة البطريرك من إمكان وقوع الفراغ.

لا يتَّكل الراعي في معركته الرئاسية على الرهبان، فالجيش «الأسود» منكفئ عن دعمه، والرهبانية اللبنانية المارونية التي جمعت زعماء «الجبهة اللبنانية» أيام الحرب في جامعة الكسليك سلّمت أمر الانتخابات إلى بكركي، وقد طُرحت أفكار عدّة في الأوساط السياسية والدينية لمساعدة سيّد الصرح في الضغط على النوّاب الموارنة من أجل تأمين النصاب، عبر قيام الرهبان بالتأثير على النوّاب، كلٌّ في دائرته، وحضّ المواطنين على مطالبة نوّابهم المسيحيّين بتأمين نصاب الجلسة، لكنّ هذه الفكرة لم تلقَ ترحيباً، لأنّ تأثير الرهبنة قدّ خفّ، ولم تعُد تضطلع بالدور الذي كانت تقوم به أيام الحرب.

وتحظى خطوات الراعي بتأييد الجمهور المسيحي الذي رأى في كلامه محاكاةً لوجدانه وتطلعاته، خصوصاً أنّ الراعي أعلن أنّه سيلجأ إلى استطلاعات رأي للمرشّحين في حال فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس، في خطوة أولى نحو مشاركة الشعب في اختيار رئيسه، تلاقي جوهر الدستور اللبناني الذي يقول إنّ الشعب هو مصدر السلطات.

وسط كلّ هذه المعطيات، وصل الدعم إلى الراعي من خلف البحار، ومن الفاتيكان تحديداً، حيث أكّد مصدر فاتيكاني لـ«الجمهورية» أنّ «الوفد الفاتيكاني الذي أرسله البابا فرنسيس بدأ عمله في لبنان منذ أيام، وهو يتنقّل بين السفارة البابوية في حريصا وبكركي والقادة الموارنة، كخطوة أوّلية، على أن يعقد لقاءات في مختلف الاتجاهات ومع الكُتل كافةً».

وأوضح المصدر أنّ «الوفد يركّز في جولته على ثلاثة طروحات هي:

أوّلاً: إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها لأنّ الفراغ يضرّ موقع الرئاسة والمسيحيين.

ثانياً: تأمين وصول المرشّح الماروني الأقوى تمثيلاً أو من يتمتّع بشعبية مقبولة بين الموارنة والمسيحيين.

ثالثاً: إذا فُقد الأمل من إمكان وصول رئيس يملك قوّة تمثيلية، ينتقل البحث إلى انتخاب رئيس وسطيّ مقبول نوعاً ما من المسيحيّين وينتمي إلى الخط الماروني التاريخي، وهذه المهمّة تقضي بإقناع الزعماء الموارنة الأربعة بهذا الطرح الذي هو أفضل من الفراغ».

ويشير المصدر إلى أنّ «الوفد سيعقد لقاءات كثيفة ومتلاحقة وعلى مراحل، في أجواء سرّية للغاية، ويتوقّع أن تنتهي المرحلة الأولى من مباحثاته في 10 نيسان، على أن يزور وزير خارجية الفاتيكان دومنيك مامبرتي بيروت بعد هذا التاريخ، ورُبّما قبل عودة الوفد إلى الفاتيكان، فإذا وجد الوفد أنّ الوضع يتطلب بقاءَه، فسيبقى في حريصا، ويُبقي اتصالاته مفتوحة مع البابا».

من جهته، ينتظر البابا فرنسيس التقرير الذي سيرفعه الوفد، إضافةً إلى نتائج زيارة مامبرتي، ليبدأ جولة جديدة من المفاوضات الدولية مع الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وروسيا، لتذليل العقبات الدولية التي تحيط بالانتخابات، حيث أبلغ البابا الى زعماء هذه الدول عدم تهاونه في إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وأنّه سيرفض أيّ أذى معنويّ أو سياسي أو تهجيري يطاول موارنة لبنان ومسيحيّيه الذين هُمّ أساس الوجود المسيحي في الشرق. فالفاتيكان لم يعُد يتحمّل خسارة مواقع مسيحية في الشرق الأوسط بعدما شاهدَ ما حلّ بمسيحيّي العراق وسوريا وفلسطين، وعلى هذا الأساس بدأت الديبلوماسية الأميركية والفرنسية بالتحرّك لملاقاة طروحات الفاتيكان.

يتحرك الفاتيكان بين عواصم القرار والنواب المسيحيين، موفّقاً بين السياسة الدولية وسياسة الزواريب، ويراهن على تلاقي السياستين من أجل إنجاز الانتخابات الرئاسية في موعدها.