الراعي وطاقمه الديني والسياسي هم في قاطع محور الشر السوري- الإيراني فكفى ذمية وتقية

بقلم/الياس بجاني

نعجب كيف أننا نحن الموارنة ورغم كل مواقف وتحالفات ونتعات سيدنا غبطة البطريرك بشارة الراعي البعيدة كل البعد عن ثوابت بكركي وعن خط الموارنة التاريخي، نعجب كيف لا يزال بيننا شرائح قيادية وسياسية متعددة وعلى خلفية النفاق والتقية والتذاكي تحكي وتكتب وتُنظر عن دور للبطريرك في إيجاد توافق على شخصية مارونية تتولى رئاسة الجمهورية خلفاً للرئيس ميشال  سليمان.

بالعقل والمنطق ومعهما الإيمان من المفترض أن المؤمن لا يجب أن يسمح لنفسه بأن يلدغ من الجحر مرتين، إلا أن النرسيسية والغباء والجهل والحقد معطوفين على هوس الجلوس على كرسي بعبدا أفقد كافة الطامعين والحالمين من القادة الموارنة بهذا الكرسي بصرهم وبصيرتهم فانسلخوا عن الواقع المعاش وادخلوا أنفسهم عن سابق تصور وتصميم في لجج الأوهام والهلوسات مما أضعفهم جميعاً وقتل كل فرصهم بلقب صاحب الفخامة، وأدخلهم جحور الأفاعي لتنهش بأجسادهم نهشاً. 

أما الأخطر في الأمر وهنا نعني الأخطر في تصنُع الغباء والتلحف بعباءات التقية أن بعض الحالمين بالكرسي يناورون ويتملقون الراعي ويداهنونه رغم معرفتهم الأكيدة بتموضعه الكامل في قاطع محور الشر السوري-الإيراني ومعه بالطبع مظلومه وباقي طاقمه الديني والإعلامي والسياسي والمجتمعي.

هل يُعقل أن يكون المطران سمير مظلوم السوري والإيراني الهوى والنوى والفكر والممارسات والخطاب مسؤولاً عن اللجنة المارونية السياسية المناط بها توحيد الموارنة والتوصل إلى تفاهم على شخص الرئيس المقبل، وهل فاقد الشيء يعطيه؟

نسأل لماذا لا تُشرِّك بكركي الراعي ومظلومها حزب الوطنيين الأحرار وحزب الكتلة الوطنية في اللجنة التي تضم المردة والقوات والكتائب والعونيين؟

وهل مثلاً المردة هم أكثر تمثيلاً على مستوى الموارنة في كل لبنان أكثر من حزب الوطنيين الأحرار؟ لا نعتقد ذلك.

من هنا اللجنة هذه لا تمثل كل الموارنة، كما أن سيدنا الراعي ومظلموه وطاقمهما الديني والسياسي والإعلامي في الشأن السياسي لا يمثلون لا الضمير ولا الوجدان المارونيين، إضافة إلى أنهم مغربين ومنسلخين تماماً عن ثوابت الصرح البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان.

خلاصة القول إن الراعي ليس عنصر توحيد ولا هو حيادي في السياسة، ولا هو يتمتع بثقة كافة القيادات المارونية، كما أنه لا يرضى غالبية الموارنة في لبنان وبلاد الانتشار، وهنا نقصد الراعي السياسي وليس الراعي الديني حيث لا خلاف على سلطته الدينية، بل على انحيازه السياسي الفج وعلى تحوله إلى فريق وليس حكماً كما هو مفترض.

الراعي بوضوح تام هو طرف سياسي منحاز وكل مواقفه وتحالفاته وتداخلاته وممارساته تؤكد هذا الانحياز العلني، علماُ أنه شخصياً يفاخر به ولا يحاول حتى تجميله أو تلطيفه.

ومن آخر مواقفه المنحازة والمثيرة للشكوك ما نقل عنه لجهة استعداده إنزال عقوبة الحرم الكنسي على كل نائب ماروني لا يشارك في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ويتغيب عن الجلسات وهذا ما رفضه كثر من النواب والقيادات المارونية بخجل وبأصوات خافتة حتى الآن، كون الراعي يهدف إلى تأمين نصاب يأتي بميشال عون رئيساً. وتطول قائمة الانحيازات التي باتت لا تعد ولا تحصى.

في الخلاصة سيدنا الراعي كرجل دين وضمن أطر صلاحياته الكنسية لا اعتراض على دوره وجميع الموارنة تحت سلطته، أما الراعي السياسي فهو طرف ومتموضع في قاطع محور الشر السوري-الإيراني، ومن هنا وعلى هذا الأساس يتوجب التعامل معه في الشأنين السياسي والوطني... وسامحونا

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

تورنتو/كندا في 25 آذار/14

 

 

تقرير من جريدة الجمهورية ذات صلة بتعليقنا أعلاه

 

الإسم الواحد» نسَف اجتماع بكركي... هبّة تشاؤمية تلفح الاستحقاق

الآن سركيس/جريدة الجمهورية/25 آذار/14

يدخل لبنان اليوم المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، حيث تقف بكركي حائرةً، لا تستطيع النوم على «حرير» والاطمئنان إلى سير الإستحقاق الرئاسي، ولا يمكنها في المقابل مصارحة اللبنانيين بالعقبات التي تحيط به.

تتفاعل بكركي مع الحراك الديبلوماسي الذي يواكب الاستحقاق

راهنَ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على وحدة المسيحيين وشعورهم بالمسؤولية لإنجاح الإستحقاق الرئاسي، ومع أنّ مهلة الشهرين (حتى 25 أيار) طويلة جداً في الروزنامة الرئاسية، إلّا أنّ الرياح السلبيّة المحيطة بالانتخابات الرئاسية بدأت تعصف، ويبدو الوضع المسيحي في اليوم الأوّل من مهلة الشهرين على الشكل الآتي: لن يتخطّى المسيحيّون خلافاتهم في فترة قصيرة، ولن يسمحوا للبطريرك الراعي بتسجيل نقطة تُظهره أنّه منقذ الرئاسة، في وقتٍ تتصارع السلطتان الدينية والسياسية المسيحيتان إستناداً إلى المقولة التاريخية أنّ البطريرك الماروني مع وصول رئيس ضعيف يحتاج إلى غطاء بكركي، بدلاً من رئيس قوي يتخطّى البطريركية المارونية ويتصادم معها.

وهذه الإشكاليات أخّرت اجتماع الأقطاب الموارنة، واستعاض عنها الراعي أمس بجَمع «اللجنة السياسية» التي تضمّ ممثّلين عن الأحزاب المسيحية الأربعة وبعض أعضاء اللجنة الاستراتيجية في المركز الماروني للتوثيق والأبحاث، حيث استعجلت إجراء الدورة الأولى من الانتخابات في أقرب وقت ممكن بعد بداية المهلة الدستورية، إفساحاً في المجال للعملية الانتخابية، من دون المخاطرة بانقضاء هذه المهلة وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وعلمت «الجمهورية»، أنّ بكركي قرّرت عدم جمع الأقطاب الموارنة في لقاءٍ لن يخرج بنتيجة، لأنّ عدم جمعِهم أفضل من فشل اجتماعهم، فصورة الفشل لا تليق ببكركي. أمّا النقطة التي نسَفَت الإجتماع فكانت أنّ «أحداً من القادة الموارنة لن يزيح للآخر»، لأنّه بات من المستحيل اتّفاق الزعماء الأربعة على مرشّح من بينهم، في وقت لم يكن برنامج عمل الرئيس نقطة خلافية بعدما اتّفقوا على الثوابت.

وتؤكّد المعلومات أن لا مانع من حصول اللقاء عندما تنضج ظروفه، علماً أنّ الراعي قال في أكثر من مناسبة إنّه يؤيّد وصول مرشّح قوي من الزعماء الأربعة شرط الإتفاق في ما بينهم، لكنّه لن يختار واحداً منهم، ولن يعطي لائحة بأسماء المرشّحين.

يقود النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم المهمة الشاقة في التفاوض مع الأقطاب الموارنة حول الموضوع الذي قصم ظهرهم، ولا يفقد الأمل في إمكان تحقيق خرق، واتّفاق الموارنة على إيصال الاستحقاق إلى برّ الأمان، لكن يحاول الإبتعاد عن الزواريب، ويقول لـ»الجمهورية»:

«نبحث بين بعضنا عن قضايا تهمّ الوطن»، مستبعداً خروج الزعماء الموارنة بمرشّح واحد، لأنّ بكركي لا تتبنّى أيّ إسم، ويساوي نسبة نجاح مهمّته بفشلها. ويؤكّد مظلوم أنّه سيبقى يحاول مع القادة، والقصّة «بدها شويّة وقت، وعندما تستوي الطبخة سنعلن عنها».

لكنّ الواقعية تفرض على مظلوم عدم العيش في الأحلام، ويعتبر أنّ «الأمور لا تُحلّ بكبسة زرّ لأنّ العمل يحتاج إلى صبر لتفكيك الخلافات بين الموارنة والسير بين ألغام خلافاتهم».

من جهة ثانية، تتفاعل بكركي مع الحراك الديبلوماسي الذي يواكب الاستحقاق، وتشير مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية» إلى أنّ «الفرنسيّين والأميركيّين والغرب يركّزون على إجراء الإنتخابات في موعدها تأميناً لاستقرار لبنان، لأنّه سيُطلب من حكومة الوحدة الوطنية التي ستؤلّف بعد الانتخابات، وضع خطّة لنهوض لبنان».

وتضيف: «على الرغم من الاهتمام بلبنان، هناك خوف أساسيّ يتمثّل بأنّ المفاوضات بين إيران وأميركا لا تزال في الملف النووي، ولم تصل إلى الملفات الأخرى مثل لبنان»، نافيةً «كلّ الكلام الذي يُحكى عن أنّ أميركا سلّمت ملفّ الإستحقاق الرئاسي إلى فرنسا، لأنّ أيّ ملفّ لا تتدخّل فيه أميركا لا يُحسم، والدليل على ذلك، أنّ أميركا أعطت أوروبا فرصةً للتفاوض مع إيران ولم تصل المفاوضات إلى نتيجة، لتعود الولايات المتحدة وتفاوض بنفسها وتنفتح على إيران، وهذا الأمر يدفع إلى القول إنّ أميركا لم تتحمّس بعد للاستحقاق الرئاسي ولم تضع يدَها فيه، وما يُطمئن أنّها لم تسلّم الملفّ إلى أحد، ما يعني أنّها ستتدخّل في الوقت المناسب واللحظة التي تنضج فيها الحلول».

وتشير المصادر إلى أنّ «المجتمع الدولي يطلب من لبنان النأي بالنفس قدر الإمكان عن الأزمة السورية، وضبط الأمن والإستقرار بالحدّ الأدنى، وحلّ الملفّات العالقة عبر الحوار، لكي يساعده على إنجاز الإستحقاق في موعده»، معتبرةً أنّ «تأليف حكومة تمّام سلام يعني أنّ اللبنانيين وضعوا رِجلهم الأولى على السكّة الصحيحة، في انتظار التسوية الإقليمية ومسار الأحداث السورية لمعرفة ظروف المعركة الرئاسية».

وترى المصادر أنّه «إذا حصل الفراغ، فإنّ أيلول هو الوقت المناسب لإجراء الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية ولاية المجلس الممدّدة، وربّما عندها يلوح حلّ إقليميّ في الأفق».6:59 PM 24/03/2014