واجب المسلمين أنفسهم التصدي للمتأسلمين والإسلام السياسي

الياس بجاني

 

إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” [الرعد:11]

من المؤسف أنه وحتى اليوم لا تزال أصوات المثقفين والسياسيين ورجال الدين المسلمين وخصوصاً في الدول العربية والإسلامية، كما حكامها وحكوماتها خجولة جداً وغير فاعلة في مواجهة رجعية وممارسات وارتكابات وثقافات حركات الإسلام السياسي وما أكثرها.

هذه الحركات وكما هو حاصل حالياً في العراق وسوريا واليمن ونيجريا وغزة ولبنان ومصر تعيث فساداً وإفسادا في العشرات من الدول والمجتمعات وتسوّق للإنسان الغرائزي وللعودة إلى القرون الحجرية ولشريعة الغاب بكل ما في هذه المصطلحات من معاني.

قلة هم من القادة المسلمين والسياسيين ورجال الدين والحكام والمثقفين الذين يتصدون لهذا الإسلام السياسي الذي يهدد حضارة وأمن وسلامة وتقدم دول ومجتمعات المسلمين أنفسهم قبل غيرهم ولنا في حركتي داعش والنصرة وارتكاباتهما اللاانسانية واللاحضارية واللا إيمانية خير مثال فج ونافر وهنا بالطبع لا نستثني نظام الملالي في إيران وذراعه الإرهابية الذي هي حزب الله.

الإسلام السياسي هذا بكل تلاوينه ومتفرعاتها يتجسد في ثقافة وممارسات وارتكابات مجموعات مسلحة وأصولية وتكفيرية منتشرة في العديد من الدول العربية والإفريقية تحديداً من مثل الإخوان المسلمين وحزب الله وحماس والنصرة والشباب الصومالي والحركات الجهادية الصومالية والباكستانية والأفغانية وداعش وفتح الإسلام والجهاد الإسلامي وباكوحرام والقاعدة وكل متفرعاتها وغيرهم العشرات، بل المئات.

نحن في لبنان من المحظوظين فعلاً في سياق هذه المواجهات المطلوبة من المسلمين أنفسهم كون العشرات من السياسيين ورجال الدين والمثقفين اللبنانيين المسلمين يتصدون لهذه المجموعات بقوة وعلم وشجاعة ويعرون ارتكاباتها. من هؤلاء المتصدين في بلدنا لهذه الأخطار المستشار العام لحزب “الإنتماء اللبناني”الأستاذ احمد الأسعد.

المطلوب وبسرعة من لبنان ومن كل الدول العربية والإسلامية الإقتداء بحكمة حكام المغرب الذين منعوا مؤخراً وبقانون رسمي كل رجال الدين من التعاطي في الشأن السياسي.

في نفس السياق نلفت كل القيادات والمرجعيات الإسلامية إلى الحديث الكريم التالي:

“من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان

31 تموز/14