مؤتمر مسيحي مشرقي في بلاد العم سام يطرح رزم من الأسئلة

الياس بجاني

"ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك" يا رب، تراءف علينا إياك انتظرنا وكن عضدهم في الغدوات. يا رب خلاصنا أيضا في وقت الشدة" (إشعيا33/01و02)

مما لا شك فيه أن وطن الأرز والجمال والقداسة والقديسين يمر حالياً في زمن انحطاط مخيف يكاد يكون شاملاً حيث لم يعد للمثقفين من الأحرار والسياديين دوراً فاعلاً ومؤثراً، كما لم تعد كلمتهم مسموعة.

لبنان اليوم يتحكم بمصيره فريق من السياسيين غالبية أفراده هم من أقذر الأوباش ومن أعتى عديمي الإيمان وخائبي الرجاء.

فريق مرتهن للخارج ولكل ما هو تراب أرضي ومال وسلطة.

فريق جاحد ووصولي يعبد مقتنيات الأرض ويتاجر بأهله وناسه وبالمقدسات وبكل شيء قد يخطر على بال بشري.

فريق وقح وعاهر وشوارعي وزقاقي مجرد من كل هو وطنية وإنسانية وأحاسيس بشرية.

إنه زمن البؤس والتعتير الذي ابتلى به لبنان واللبنانيين ويكاد يصحر العقول ومعها تراب وطن الجمال والرسالة.

إنه زمن عملياً وواقعاً معاشاً وهم زمن المرتزقة والفجار والتجار.

أنه زمن جماعات نفاق التحرير والمقاومة والممانعة والغزوات والتكفير والأصولية.

إنه أشباه الرجال من الطرواديين والملجميين وكل من هم على شاكلتهم وصورتهم ومن قماشتهم.

إنه زمن التبعية والتبن والمعالف والعبودية واللاأخلاق.

أما الخطير في وسط هذا البؤس المستشري فهو الانحطاط القيمي والأخلاقي الفظيع الذي أوقع كثر من رجال الدين في تجاربه الشيطانية حتى أمسى هؤلاء أقذر وأخطر من السياسيين في تعاطيهم مع هموم وشجون الوطن والناس.

 في هذا الزمن الرديء قلة هم في لبنان الذين يمارسون السياسة على خلفية علمية وثقافية وأكاديمية مجردة من لوثة الأنانية والمصالح الخاصة.

واقعنا التعيس سببه أن معظم أفراد الطاقم السياسي للأسف أوباش وتجار هيكل ومن أتباع ثقافة رهن كل شيء حتى قميص الوطن، ولهذا انتهوا ليكونوا تابعين لقوى الأمر الواقع ويتلونون غب مصالحهم والمنافع مخدرين الضمير والوجدان وقاتلين بدواخلهم كل ما هو إنساني وأخلاقي وإيماني.

في هذا السياق الطروادي تأتي معظم المؤتمرات التي تحاكي أوضاع المسيحيين في لبنان والدول العربية.

مؤتمرات حق يراد منها باطل وتسويق بوقاحة وفجور واسخريوتية لمن يضطهدون المسيحيين وغيرهم من الأقليات المشرقية ويرتكبون الفظائع.

مؤتمرات يمولها تجار يتاجرون بالأديان والأديان براء منهم.

في هذا السياق تم الإعلان عن مؤتمر مسيحي سيعقد الشهر المقبل في بلاد العم سام.

ما كتب عن هذا المؤتمر حتى الآن لا يبشر بالخير ومن هنا نرى أنه من الضرورة بمكان أن تحدد مرجعياتنا الدينية والسياسية والحزبية موقفها منه.

فإما أن تؤيده وتشرح لماذا وعلى أيه أسس، أو تعارضه وأيضاً تبن الأسباب.

الموقف ضروري من هذا المؤتمر لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، ومن له أذنان للسمع فليسمع.

 

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكترونيphoenicia@hotmail.com