لاجئ جنوبي في إسرائيل رفض إلا أن يعود إلى لبنان ولو في نعش

الياس بجاني

18 كانون الأول/14

نشرت وكالات الأنباء في 16 من الشهر الجاري الخبر التالي: "نقلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من داخل إسرائيل عبر بوابة الناقورة الحدودية، جثة اللبناني جان جورج ابي راشد (58 عاما) وسلمتها إلى الصليب الأحمر اللبناني الذي بدوره نقلها إلى ذويه في بلدة الكفير. وابي راشد هو لبناني فرّ إلى إسرائيل بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 من الجنوب."

نسأل للمرة بعد الألف قادتنا وأحزابنا وحكامنا ونوابنا السياديين ومعهم كل القيمين على كنائسنا عموماً والقيمين منهم على الكنيسة المارونية تحديداً، إلى متى الجحود والكفر والتعامي عن ملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000؟

والله عيب وألف عيب عليكم وألف عار ومذلة أن تلوذوا بالصمت وتبلعوا ألسنتكم وتخدروا ضمائركم وتقسوا قلوبكم وتغرقون بآفة الذمية وتتعامون عن مصير ما يقارب ال 6000 مواطن لبناني هم أبطال وانقياء واتقياء وأشرف من الشرف نفسه.

والله عيب وعار وخساسة أن يترك لحزب الله قرار منع أهلنا من العودة إلى وطنهم بالقوة والبلطجة وعن طريف الاتهامات الباطلة والكاذبة.

ألا تشعرون بالخجل والحقارة بأبشع صورهما وانتم ترون إصرار أهلنا الأبطال هؤلاء على العودة إلى لبنان ولو في نعوش ليحتضنوا ترابه المقدس الذي دافعوا عنه وافتدوه بأرواحهم لسنين طويلة في حين كانت الدولة متخلية عنهم؟

من أي خامة انتم، وهل في دواخلكم ذرة كرامة، ولو نذر نذير من مقومات احترام الذات والصدق والعربون بالجميل، وهل تخافون الله ويوم حسابه الأخير؟

تلهثون وراء رضى حزب الله طالبين رضاه طمعاً بموقع ترابي زائل، وتهللون لإرهابه، وتمجدون إجرامه، وهو الذي يحتل الوطن ويدمر مؤسساته ويشرع حدوده ويغتال قادته ويفقر ويهجر شعبه.

توبوا وعودوا إلى لبنان الكرامة والبشير وجبران والقداسة والقديسين، واخرجوا من وهم كرسي الرئاسة، وتحرروا من طرواديتكم والإسخريوتية.

اليوم وليس غداً توبوا وأدوا الكفارات وفي ومقدمها كفارة الاعتذار من أهلنا اللاجئين في إسرائيل واعملوا بجهد وصدق وإيمان ودون كلل على عودتهم معززين ومكرمين دون نفاق المحاكمات وكل أشكال التقية والذمية.

أهلنا اللاجئين في إسرائيل هم المقاومة الحقيقة وكل من يرميهم بغير الورد والياسمين والعرفان بالميل هو العميل والخائن.

في كل عودة نعش من إسرائيل تعرية لجبنك ولتخاذلكم ولكفركم والأنانية.

في كل عودة نعش من إسرائيل لطم على وجوهكم البشعة وكشف لحقيقتكم العفنة.

يا أيها القادة والمسؤولين والأحزاب ورجال الدين السياديين بالله عليكم ماذا تنتظرون لحل ملف أهلنا الأبطال؟

ترى اتريدونهم جميعاً أن يعودوا في نعوش وانتم تجرون بذل وخساسة وراء العروش؟

اعلموا أن لا مصداقية ولا احترام ولا كرامة لأي منكم قبل استعادة أهلنا وتكريمهم والاعتذار منهم.

يا راعينا وحامي الصرح الذي أعطي له مجد لبنان، ويا أحبارنا الكرام، استعيدوا أهلنا اللاجئين في إسرائيل اليوم وليس غدا،ً وتواضعوا ولا تدعوا غرائز امتلاك القصور ومغريات تراب الأرض يفقدونكم وجهة المسير القويم، وعودوا إلى منابع التقوى والإيمان وتسلحوا بالمحبة لأن الله هو محبة.

خافوا الله ويوم حسابه الأخير حيث سيكون البكاء وصريف الأسنان.

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com