الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني  لا يحترم عقول اللبنانيين

الياس بجاني

30 أيلول/14

من أخطر مظاهر الإستغباء لعقول الآخرين التي يتقمصها الحكام والمسؤولين في الدول الدكتاتورية والمذهبية والقمعية والتوليتارية من مثل نظامي الأسد السوري المجرم، والملالوي الإيراني التوسعي والإرهابي، والتي تصل إلى أعماق اللاوعي في عقولهم وممارساتهم، أن هؤلاء السادة الصنوج والطبول والببغائيين هم مبرمجين ثقافةً ومنطقاً وتفكيراً وخطاباً على موجة حكامهم اللاإيمانية واللامنطقية واللاانسانية والتعموية والإستكبارية المغربة عن كل ما هو واقع  وحقيقة وعقل ومنطق وإحساس بالمسؤولية ومخافة من الله.

فهم يخاطبون الشعوب والمسؤولين أينما يحلون بلغة خشبية ومنافقة ومزورة للحقائق وكأنهم يخاطبون شعوبهم المدجنة بالقوة والقمع والمقهورة والمهانة بكرامتها والمحرومة من حريتها ومن كل ما هو حقوق ورأي ونقد واعتراض.

هذه الظاهرة المرّضية بامتياز تتجسد 100% في نمط ومحتوى خطاب وممارسات كل المسؤولين في النظامين السوري والإيراني في أي موقع كانوا.

في هذا السياق التعمومي والإستغبائي والروبوتي (الآلي) يتعامل مع لبنان وشعبه كل المسؤولين السوريين الأسديين المبرمجين في عقولهم وألسنتهم وحركة رقابهم دون خجل أو وجل، ومن خزعبلاتهم هذه على سبيل المثال لا الحصر أن نظام الأسد ممانع ومقاوم وكل سلاحه هو لمحاربة إسرائيل وأن سكوته المعيب والمذل على كل حروب إسرائيل وعملياتها العسكرية أكان في لبنان أو سوريا يتم التعاطي معه على قاعدة أن قادة سوريا هم من يقررون زمن ومكان المعارك وليس الإسرائيلي أو الأميركي.

حزب الله في لبنان وعلى خلفية نفس الثقافة البالية هذه التعموية والروبتوية (الآلية) يتحفنا وباستمرار أمينه العام السيد نصرالله وباقي المسؤولين فيه من أمثال النائب محمد رعد والشيخين نعيم قاسم نبيل قاووق ونواف الموسوي وغيرهم، يتحفوننا يومياً بأكاذيب وهرطقات المقاومة والممانعة والتحرير والانتصارات الإلهية والأيام المجيدة والهالة العسكرية، ويتباهون بقدرتهم على رمي إسرائيل وشعبها في البحر، كما لا يملون وهم ينافقون علينا لجهة خوفهم على لبنان الدولة والشعب والطائف، كما حمايتنا ورغماً عنا من التكفيريين. وهم لا ينفكون يسوّقون بغباء فاقع لنبل وقدسية تدخلهم الإرهابي في سوريا. المخيف والمقلق هنا أنهم يستغربون كيف لا يصدق المواطن اللبناني عنترياتهم الفارغة وادعاءاتهم الصبيانية ويستهزأ بخطابهم الوهمي والمرضي بامتياز.

في أطر ببغائية هذا النمط الإستغبائي للعقول والمنسلخ عن الواقع أطل علينا اليوم من بيروت الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني وأتحفنا برزمة من الخزعبلات المفترض طبقاً لمنطقه وثقافته أن نصدقها. وكيف لا والشعب الإيراني قابل بها وملتزم بحرفيتها، متعامياً عن أنه في لبنان ويتحدث للبنانيين، وليس في طهران ويخاطب الإيرانيين،  ومتجاهلاً عن سابق تصور وتصميم حقيقة مهمة وهي أن الشعب الإيراني مقهور ومضطهد ومحكوم بقوة النار والحديد وليس حراً ليقول رأيه بأي عمل أو أمر يقوم به النظام، في حين أن الشعب اللبناني بأغلبيته الساحقة هو حر وحاسة النقد عنده حية وليس مبرمجاً على موجة الملالي. في أسفل خزعبلات الزائر الإيراني كما أعلنها حرفيا:

*"أكدت خلال اللقاء مع الرئيس سلام انه عندما نستعرض وضع لبنان الشقيق بأرضه وبحره وجوه وسمائه نرى أن هناك عبارة واحدة يعلق عليها الجميع آمالهم وهي أن الحوار هو الطريق الوحيد. وتحدثنا خلال اللقاء أيضا عن الكثير من التطورات السياسية الإقليمية إضافة إلى المحاولات الاثمة الذي يجريها الكيان الصهيوني من اجل استثمار التطورات الإقليمية بالشكل الذي يناسب مطامعه التوسعية والعدوانية، كما استعرضنا الكثير من الأمور المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وعلى الرغم من ان الجغرافيا تفصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الجمهورية اللبنانية، فان هناك قيما وافكارا ومبادئ مشتركة تجمع الشعبين وهذا الأمر يقربهما لبعضهما البعض"

*"كما أكدنا خلال اللقاء مع الرئيس سلام على انه نظرا للمواجهة التي يخوضها لبنان في بعض مناطقه الحدودية ضد الإرهاب التكفيري المتطرف فان ايران قررت ان تقدم هبة عربون محبة وتقدير للبنان ولجيشه الباسل وهي عبارة عن بعض التجهيزات التي تساعد هذا الجيش في المواجهات البطولية التي يخوضها ضد الإرهاب ألاثم".

* وردا على سؤال، قال شمخاني: "ليس هناك اي خط احمر يحول دون ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وما يهمنا بشكل أساسي هو تثبيت وترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع لبنان". سئل: هل قبلت الدولة اللبنانية هذه الهبة؟ أجاب: "الدولة اللبنانية رحبت بهذه الهبة".

*وقال شمخاني بعد اللقاء مع الرئيس بري: "لقائي مع دولة الرئيس بري هو اللقاء الرسمي الثاني الذي نجريه في لبنان خلال زيارتنا، بحيث كنت عقدت لقاء مع دولة رئيس الحكومة الاستاذ تمام سلام. وكما قلت فانني أثني هذا الاسلوب المعتمد في لبنان انه بعد انتهاء اللقاءات الرسمية يكون هناك لقاء اعلامي مع وسائل الاعلام. وتحدثنا خلال هذا اللقاء مع دولته بشكل اساسي عن الاوضاع والتطورات الاقليمية وخصوصا التأثيرات السلبية لهذا الموضوع على شعوب هذه المنطقة ودولها بالشكل الذي يصب في نهاية المطاف في الاتجاه الذي يخدم اهداف الكيان الصهيوني. تحدثنا مع دولته عن آخر التطورات العراقية، وتطرقنا الى هذا الائتلاف الدولي المزعوم والمضحك الذي يتبنى ظاهريا مكافحة الارهاب من دون الاستناد الى مسوغ اخلاقي او حقوقي او شرعي، ولا يمكن ان يخدم توجهات الشعب العراقي والدولة العراقية ومصالحهما. وهذا الائتلاف كالمثل العربي القائل "حاميها حراميها".

*"تحدثنا ايضا مع دولة الرئيس بري رفي العلاقات الثنائية مع لبنان الشقيق والتطورات السياسية مع لبنان، وأشرنا الى الهبة الايرانية التي ستقدم بإذن الله تعالى الى الحكومة اللبنانية والى الجيش الباسل. وكما تعرفون فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت وما زالت وستبقى تضع في اولى اهداف سياساتها الخارجية الاقليمية العمل على ترسيخ الامن والهدوء والاستقرار واتتبابه في ربوع هذا البلد الشقيق والعزيز".

*"واريد ان اغتنم هذا المناسبة الطيبة امامكم كي اقول امرا ما، واريد ان افند بشكل رسمي ما قيل وتم تداوله في وسائل الاعلام بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية اعلنت انها ستشارك في هذا الائتلاف الدولي لمكافحة "داعش" في مقابل تسهيلات تقدم اليها في ملفها النووي السلمي، اريد ان أفند هذا الكلام بشكل رسمي: نحن لم نكن وليس لدينا أي صلة من قريب او بعيد بتنظيم "داعش"، وهذا من دواعي فخرنا واعتزازنا. وفي المقابل، نحن نفتخر بان سجل الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ اللحظة الاولى من تأسيسها هو ناصع ومبارك وحافل بمكافحة الارهاب والتنظيمات الارهابية التكفيرية المتطرفة في كل الظروف والمراحل".

*وعن أسباب السماح للائتلاف الدولي بأن يضرب ضربته في المنطقة، قال: "هناك تخطيط اكبر من "داعش". من هي "داعش" ومن اساسها؟ ومن شكل عناصر داعش ومولها وجهزها، ومن هيأ الساحة لنموها في سوريا؟ من فعل ذلك هم الغرب واصدقاؤه في المنطقة. هناك علاقة وثيقة بين المستبدين الذين يساندهم الغرب و"داعش"، وان تمويل "داعش" يبدأ من اصدقاء الغرب وحلفائه في المنطقة. هذا الائتلاف موبوء وليس له قيمة في محاربة الارهاب وستثبت الايام المقبلة ذلك. وان الضرب الجوي من دون تحرك ارضي ليس له قيمة وهذا يعرفه العسكريون جيدا. من اجل ذلك اعتقد ان هذا الائتلاف هو عبارة عن مسرحية وان المشاهد المسكين سيخرج بعد مشاهدة هذه المسرحية دامع العين".

بالطبع هو أمر عبثي النقاش مع أصحاب هذه العقول أو مع من يقول قولهم وبالتأـكيد لا داعي للدخول في تفاصيل كل ما قاله الزائر الإيراني لأن كل ما صرح به غير صحيح ولا يمت للواقع بصلة ومجافي 100% لواقع الحكم الإيراني الإرهابي والتوسعي والمذهبي والواهم والعدائي المعاش على أرض الواقع، أكان داخل إيران حيث الظلم والاعتقالات والإعدامات والقهر والإفقار والهوس العسكري وثقافة الموت والتمييز العنصري والمذهبي والديني والقومي، أو في كل الدول العربية عموماً، وفي لبنان والعراق وسوريا اليمن والخليج العربي وغزة تحديداً حيث إرهاب وأحقاد نظام الملالي هو وراء كل ما تشهده هذه الدول من حروب ونزاعات واضطرابات، وأيضا في العديد من دول العالم التي تصنف إيران وذراعها العسكرية، حزب الله على قوائم الإرهاب ، وتطول القائمة وتطول!!

أما عن علاقة إيران بداعش وبباقي الدواعش فحدث ولا حرج، وتكفينا داعشية حزب الله حيث النصرة وداعش وكل إخوانهم وأخواتهم لا يساوون نقطة في بحر إرهاب هذا التنظيم من المرتزقة.

في الخلاصة إن مأساة المآسي تكمن في ثقافة وممارسات قادة وحكام ومسؤولين إيرانيين وسوريين انسلخوا عن الواقع ويعيشون في قصور من الأوهام اقفلوا أبوابها ونوافذها ولم يعد بمقدورهم رؤية غير أنفسهم ولا سماع غير أصواتهم.

يبقى أن سقوط وتعري هؤلاء أمر حتمي طال الزمن أو قصر.

 

الكاتب ناشط لبناني اغتراب

عنوان الكاتب الألكترونيphoenicia@hotmail.com