عيد الجيش والمشهدية الزجلية الفاقعة

الياس بجاني

 

يحتفل لبنان اليوم بعيد جيشه ال 69 بمشهدية زجلية ومسرحية بعيدة كل البعد عن موقع الجيش الدستوري، ومغربة بالكامل وعن سابق تصور وتصميم عن طبيعة دوره الأمني والمؤسساتي. من قرأ وسمع اليوم رزم البيانات والتصاريح المشهدية والزجلية والعكاظية الثقافة التي صدرت عن مسؤولين وسياسيين ورجال دين وإعلاميين لا بد وأنه أصيب بحالة من القرف والغضب في آن، وسخر من مصداقية أصحاب البيانات والتصاريح التعموية.

دستورياً فإن كل المطبلين والزجالين والمهللين للجيش هم حقيقة ضده، وضد دوره، وضد مرجعيته التي هي الدولة.

الجيش في لبنان ومعه المؤسسة العسكرية بكاملها هما ببساطة متناهية وطبقاً للدستور أدوات أمنية بأمرة الهيئة التنفيذية للدولة، أي مجلس الوزراء لا أكثر ولا أقل وهما ينفذون ولا يقررون.

الجيش في النظام اللبناني ليس الدولة ولا هو كياناً مستقلا بأي شكل من الأشكال، كما أنه ليس الحل والخلاص والضامن لوحدة الدولة وللتعايش، كما تنطح اليوم المطبلين والدبيكة والزجالين بمشهدية تبين كم هم غرباء عن الدستور وعن كل ما هو قانون ومؤسسات.

الجيش دستورياً هو تابع كلياً للهيئة التنفيذية وينفذ توجهاتها ويلتزم بما تطلبه منه، ونقطة على السطر.

قائد الجيش موظف يعينه مجلس الوزراء، كما هو حال كل الضباط والعسكر مثلهم مثل باقي كل الموظفين في الدولة اللبنانية، وبالتالي ينطبق عليهم ما ينطبق على أي موظف آخر!!

فلماذا إذا التهليل والتبجيل وقصائد الزجل اللفظية المفرغة من أي معنى جدي؟

ليس لجيش لبنان عقيدة قتالية كما شيع المحتل السوري ومرتزقته من جماعات وفرق نفاق التحرير والممانعة والمقاومة. العقيدة القتالية يتم العمل بها في الدول الدينية والعسكرية والملكية والتوليتارية من مثل إيران الملالي وسوريا البعث والصين الشيوعية والخ. ا

الجيش اللبناني تابع للدولة من خلال مجلس الوزراء كما هي حال كل المؤسسات الرسمية. ولأن نظام لبنان هو ديموقراطي ونيابي وليس دينياً أو عقائدياً فليس للجيش بالتالي عقيدة قتالية كونه ملزم بقوانين ودستور الدولة وكل ما عدا هذا هو مجرد جزعبلات وهرطقات هي من نتاج الإحتلالين السوري والإيراني.

في الخلاصة نحن نرى أن كل مشهدية اليوم الزجلية هي حفلة نفاق وتكاذب ليس لها ما يبررها ونقطة على السطر.

 

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوانه البريدي Phoenicia@hotmail.com

01 آب/14