ميشال عون، نعم مسيحي، ولكن خياراته الوطنية والسياسية معادية لجوهر المسيحية

الياس بجاني

30/11/14

بصراحة متناهية إن العماد ميشال عون الذي كنا شخصياً بجانبه ومعه لمدة 17 سنة عجاف يوم كان منفياً وملاحقاً وسيادياً واستقلالياً وحاملاً لشعارات البشير، نعم هو مسيحي، نعم مسيحي وماروني، ولا يحق لنا مسيحياً وإيمانياً أن ندينه بمسيحيته أو بمارونيته أو بإيمانه كون هذه الأمور هي لله وحده على قاعدة “لا تدينوا كي لا تدانوا”.

ولكن من حقنا كمسيحيين عموماً وكموارنة خصوصاً أن نختلف معه 100% على خيارات المسيحيين المصيرية والسياسية والوطنية والتي بمفهومنا وإيماننا الوطني والماروني والأخلاقي والمنطقي والشخصي العماد ميشال عون هو مُغرب وغريب عنها، لا بل من أكثر السياسيين عداءً لها.

خيارات عون السياسية متناقضة كلياً مع أماني وتطلعات وثقافة وثوابت وإيمان وتاريخ ومصلحة الموارنة الوجودية، وهي خيارات بعيدة عنهم بُعد السماء عن الأرض، ولم تكن خياراتهم في أي يوم من الأيام منذ ما يزيد عن  1500 سنة من تاريخهم النضالي والإيماني والوطني.

عون بخياراته وكما يعرف القاصي والداني هو بائع وتاجر ومتلون وانتهازي وطروادي واسخريوتي وشعبوي، كونه يحلم بكرسي بعبدا الرئاسي، وبالتالي وكما بينت ممارساته وتحالفاته وتقلباته وكفره وجحوده وأوراق تفاهماته الإبليسية هو دائماً على استعداد تام ودون أي تردد أن يخلع حتى لباسه الداخلي ويتعرى لأي كان إن وعده بمساعدته للوصول إلى الكرسي الرئاسي.

يقول المثل اللبناني الشعبي: يلي ما بدو شي هو أقوا شي”، والعكس صحيح. عون بالواقع المعاش والملموس يريد الرئاسة بجنون وبالتالي كل شيء عنده محلل إن آمن له تحقيق هذا الحلم والوهم، وبالتالي ولا وجود في قاموسه لأية معايير ثابتة أو روادع إيمانية  وأخلاقية ووطنية وإنسانية على خلفية أن الهدف يبرر الوسيلة.

برأينا الشخصي هذا الرجل هو كارثة مسيحية وعار ماروني، في حين أن ظاهرته الجنونية والغرائزية واللا مسيحية هي أخطر ما تعرض له الموارنة والمسيحيين في لبنان منذ آلاف السنين. والأخطر ما في ظاهرته هذه أنه شعبوي ويحاكي الغرائز ويشحن في النفوس الخوف والتعصب والحقد متلاعباً على الحقائق وقالباً كل الوقائع بما يتناسب مع طموحاته الرئاسية.

بمفهومنا المسيحي الإنجيلي الشخصي عون إنسان ترابي يرفض التحرر من نير العبودية الذي حررنا منه السيد المسيح بصلبه وقيامته. عون للأسف منغمس حتى الثمالة في ثقافة وفخاخ الإنسان العتيق، إنسان الغرائز والخطيئة الأصلية. عون وبسبب عبادته ترتاب الأرض يرفض الترقي إلى إنسان العماد بالماء والروح القدس الذي رفعنا إليه السيد المسيح بعماده وتجسده وصلبه وقيامته من الموت. بمفهومنا المسيحي الإيماني السيد المسيح قهر الموت وغلبه بمفهومه الترابي وأمسى الموت وكما يعلمنا الإنجيل المقدس هو الخطيئة كون المؤمن لا يموت بل يرقد على رجاء القيامة.

ولأن مشكلة عون الأولى كما أغلبية الساسة الموارنة تحديداً واللبنانيين عموماً تكمن في شرور ألسنتهم الفاجرة وفي قلة إيمانهم وابتعادهم عن الله وعن كل شرائعه، نستعير من كتابنا المقدس المفهوم المسيحي لشر اللسان كما جاء في رسالة القديس يعقوب (03/05حتى12) لنبين أن كل المهاترات والحملات الإعلامية التي يسوّق لها عون ومعه غالبية الساسة الموارنة واللبنانيين هي إبليسيه وليس فيها أي شيء مسيحي:  “وهكذا اللسان، فهو عضو صغير ولكن ما يفاخر به كبير. أنظروا ما أصغر النار التي تحرق غابة كبيرة! واللسان نار، وهو بين أعضاء الجسد عالم من الشرور ينجس الجسد بكامله ويحرق مجرى الطبيعة كلها بنار هي من نار جهنم. ويمكن للإنسان أن يسيطر على الوحوش والطيور والزحافات والأسماك، وأما اللسان فلا يمكن لإنسان أن يسيطر عليه. فهو شر لا ضابط له، ممتلئ بالسم المميت: به نبارك ربنا وأبانا وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله. فمن فم واحد تخرج البركة واللعنة، وهذا يجب أن لا يكون، يا إخوتي. أيفيض النبع بالماء العذب والمالح من عين واحدة؟ أتثمر التينة، يا إخوتي، زيتونا أو الكرمة تينا؟ وكذلك النبع المالح لا يخرج ماء عذبا”.

في الخلاصة نرى أن الحرب الإعلامية الحالية الدائرة بين ساسة الموارنة وأحزابهم هي بعيدة كل البعد عن إيمان وتاريخ وثقافة الموارنة، كما أنها لا تمت بصلة لتضحيات الشهداء الموارنة الأبرار، وهي أيضاً منافية كلياً لثوابت صرحهم البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان. وهنا نحن شخصياً ودون أي التباس أو مسايرة وبصوت عال وعن قناعة راسخة نفرّق بين الصرح الماروني الذي نحترم ونجل، وبين الجالس على كرسيه في الوقت الراهن حيث إننا لا نرى في ممارسات وتحالفات وخطاب واستكبار هذا الجالس ما يشبهنا كموارنة لا من قريب ولا من بعيد. نختم مع القديس بولس الرسول ومع مفهومه الإيماني والعملاني للمقامات البشرية الأرضية القائل: “لو أردت أن أُساير مقامات الناس لما كنت عبداً للمسيح”.

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
 عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

في اسفل كلام هرطقي للعماد ميشال عون مخالف للحقيقة والواقع يدعي فيه باطلاً ووهماً أنه مؤتمن على التمثيل المسيحي في حين أنه للأسف عملياً وفكراً ونهجاً وخيارات سياسية ووطنية وتحالفات هو 100% ضد كل قيم ومبادئ المسيحيين اللبنانيين وضد كل ما هو لبناني وحريات وسيادة واستقلال وسيادة ورسالة. بالواقع المعاش هو حالياً ومنذ العام 2006  سياسي تاجر ونفعي وشعبوي وانتهازي واناني ومتلون ومدمر ويمكن وصفه بالسياسي الطروادي بامتياز. ردنا على كلامه المهين لذكاء وعلم اللبنانيين والضارب عرض الحائط لكل مفاهيم الصدق نستعيره من مقالة كنا نشرناها سنة 2013 تحت عنوان:  ميشال عون، نعم مسيحي، ولكن خياراته السياسية ليست مسيحية.

 

العماد عون لدايلي ستار:”أنا مؤتمن على التمثيل المسيحي”

موقع التيار العوني/28 تشرين الثاني/14/توجه رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون في إشارة إلى الذين يصدر عنهم الكلام عن رئيس توافقي، قائلا: “فليكفوا كلامهم عن اتفاق المسيحيين”، لافتا إلى ان “هناك جهتين، جهة تستطيع تأمين الثلثين مع قوى 14 آذار وهي تكتل “التغيير والاصلاح”، متسائلا “مع أي فئة يمكنهم ان يؤمنوا الثلثين؟”. ولفت في مقابلة مع صحيفة “دايلي ستار”  إلى اننا “لسنا حبتين نحن الكتلة المسيحية الأولى والثانية في مجلس النواب”. وقال: “ليس سهلا ان تقول لشخص أني أريد ان أفاوضك كي أقصيك، هناك قلة تهذيب ووقاحة، ولا يمكن ان تقول لي أريد ان أتكلم معك حول طريقة اقصائك كي أفتش عن شخص آخر كي يجلس مكانك، نحن في نظام ديمقراطي توازني، فليقولوا لي عن جريمة واحدة اقترفتها وعلى من كذبت”. وأشار عون إلى انهم “يدعون انني ضد السنة ولكن في أي مرة تكلمت ضد السنة، صحيح أشرت إلى موظف اسمه سهيل بوجي يخدم خلافا للقانون، وعبد المنعم يوسف الذي لا يتفق مع أي وزير”. وأوضح انه “في الانتخابات الرئاسية المضاية تدخل معي وزراء خارجية الولايات المتحدة وانغلترا وفرنسا وإيطاليا وبعد ذلك الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، اتصلوا وقالوا لي “انت ستكون الأول في الجمهورية” وإلى ما هنالك وأصروا وأكدوا وبعد ان حصلت الانتخابات بدأ الضرب على رأسنا من هذه الجمهورية”. وشدد على ان الأمر ليس شخصيا، قائلا “أنا مؤتمن على التمثيل المسيحي، الانتخابات الرئاسية ليست سلعة شخصية في يدي كي أبيعها، في المرة الماضية اعتبر نفسي انني خنتهم ولن أخونهم مرة أخرى”. وأعرب عن اعتقادعه ان رفض وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لعدم ترشحه سببه أشخاص تثق بهم السعودية، و”أنا كالصحافيين لا أكشف عن مصادري”. من جهة أخرى، أشار إلى انه “في مراحل النقاش مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تطرقنا إلى الانتخابات الرئاسية ولكننا لم نوقع أي عهد أو معاهدة انني سأصبح رئيسا”. ولم يستبعد “أن تبدل السعودية موقفها”. قائلا: “أنا لم أقص أحدا وأريد صداقة السعوديين أينما كنت ولست على خلاف مع أحد في السعودية