نعم ل 14 آذار الشعب ولا ل 14 آذار القادة
الياس بجاني/18 كانون الثاني14/
نعم إنها غربة قاتلة بين بعض قيادات 14 آذار وبين شعب 14 آذار. قيادات 14 آذار في سوادها الأعظم منقادة لمصالحها والمغانم ومرتبطة بمرجعيات داخلية وخارجية تقرر عنها وهي تنفذ.
نعم للأسف هذه هي حالة معظم قادة 14 آذار. منهم المتميز على طريقته الإنكشارية اللا أخلاقية والانتهازية، ومنهم من لا ضمير ولا وجدان عنده ومعروض للبيع لمن يدفع أكثر، ومنهم من هو صياد فرص وقناص لا يقل خطورة عن جنبلاط التاجر وعن بري المراوغ. هؤلاء هم علة العلل ومنذ 2005 لم نرى منهم غير بيع الوطن ورهن قميصه ومص دماء المواطنين واللعب على الحبال والتراجع والمساومات ولحس المبارد والتلذذ بملوحة دماء شعبنا.
إن أخطر ما ارتكبه هؤلاء من إجرام بحق لبنان هو إبعاد العنصر الشيعي الوطني عن 14 آذار والاستمرار بمسايرة ومرواغة بري الحربائي وعدم مواجهة طعنات جنبلاط. هؤلاء باختصار لا يصلحون للقيادة والنتائج لم تعد بحاجة إلى المزيد من الإثباتات. بالتأكيد أن الشرائح المنتمية عن غباء لأحزاب في 14 آذار وقاتلة بداخلها حاسة النقد سوف تبرر لقادتها أفعالهم الشنيعة كما دائما وهذا تصرف مرّضي معروف في علم النفس تحت مسمى التبرير Rationalization، تبرير اللامنطق بأسلوب منطقي وذلك للتهرب من المواجهة وتحمل المسؤولية
. في الخلاصة نحن شعب حر وعنيد ومطلع وواعي ومن هنا نقول نعم ل 14 آذار الشعب ولا ل 14 آذار القادة.
إن منطق التبرير باستعمال لغة المنطق هو تصرف معروف في الدفاعات النفسية في علم النفس.
التبرير المرّضي كلام غير حر وهو ظاهرة مرّضية للأسف تفتك بكل الشرائح اللبنانية المنتمية للأحزاب وللمجوعات السياسية وهي تدرك أن لا قرار لها ولا رأي وأنها مرغمة على السير وراء القائد السياسي وإلا طردت خارج الحزب أو التنظيم ونزع عن صدرها الزر أو سحب منها المسمى. هذه كارثة ثقافية وكارثة
إن المواطن القاتل للحس النقدي بداخله والمتلحف بمنطق التبرير المرّضي هو مواطن راضي بالعبودية ومتخلِ عن حريته.