عون
أداة إيرانية
وأسير لرزم
أوهامه
الياس
بجاني
07
كانون
الأول/14
تعريف
الوهم في علم
الأمراض
النفسية هو
التالي: "فكرة
خاطئة غير
منطقية أو
واقعية لا
تتماشى أو
تتوافق لا من
قريب ولا من
بعيد مع قدرات
صاحبها
وإمكانياته
وظروفه وهي
عنده غير قابلة
لأي تصحيح أو
حتى تعديل بأي
معيار منطقي
أو عقلاني أو
واقعي. صاحب
الوهم هذا
ينسلخ عن
الواقع كلياً
ويفقد بصيرته insight ويبني
لنفسه في داخل
عقلة المشوش
والمضطرب قصوراً
من التخيلات
يغلق أبوابها
ونوافذها ولا
يعد قادراً
على سماع غير
صوته أو رؤية
غير ذاته. والأوهام
الرئيسية هي وهم
العظمة ووهم
الاضطهاد
ووهم العدم
والموهوم
يصبح غير قادر
على التكييف
أو العيش مع
وفي المجتمع
لخطورته عليه
مما يوجب وضعه
في معظم
الحالات في
مستشفى
للأمراض
العقلية
للعلاج.
في
السياق
الوهمي
المرّضي،
للأسف إن ما
يمر به ميشال عون
منذ العام 2006 هو
حالة مرّضية
فاقعة
وخطورته
الأكبر ليس في
شخصه وأوهامه
وتهوره
وخطابه
وتقلباته، بل
في تأثيره
الوهمي على
عقول أعداد
كبيرة من
الناس باتت
تتمحور في
تفكيرها حول
شخصه وترى فيه
قديساً منزلاً
وهي تسير
وراءه دون
تفكير إلى أي
موقع يأخذها. ظاهرة عون
هي من أخطر ما
يعاني منه
المجتمع
المسيحي
حالياً وهي
حالة قد تستمر
لسنوات قبل
ضمورها
واختفائها،
إلا أنها في
النهاية إلى
زوال أكيد ولو
بعد حين.
من
هنا فإن كل
الدعوات التي
توجه للعماد ميشال عون
لمناظرات
تلفزيونية أو
اجتماعات
ثنائية أو
رباعية
للتفاهم حول
ملف الرئاسة
وإنقاذ الموقع
المسيحي الأول
في لبنان هي
صراخ في برية
يقع على آذان
صماء اختارت
"الطرش"
وامتهنه حتى
الثمالة، كما
أنه صراخ عبثي
لا يترك حتى
صداً له, في
حين أن من
يناشدون عون
وفي مقدمهم
الدكتور سمير
جعجع وغيره من
القيادات
المسيحية
لتغيير أو تبديل
مواقفه
حفاظاً على
الدور
المسيحي يعرفون
جيداً
الحقيقة
الدامغة
والمعاشة
عملاً وخطاباً
وتحالفات
وأوراق
تفاهم، وإن
تعاموا عنها
اختيارياً،
وهي أن هذا
الرجل لا قرار
له ولا حرية
ولا هوامش
متروكة له حتى
للمناورة،
وذلك بعد أن
عقد مع محور
الشر
السوري-الإيراني
وقبل عودته من
المنفى
الباريسي
اتفاقاً
مذلاً واستعبادياً
سمي "ورقة
تفاهم"، تخلى
من خلاله عن
نفسه وتاريخه
وشعاراته
ومسيحيته وعن
كل ما هو
لبناني وعن كل
ما هو حرية وديموقراطية
وسيادة وهوية
ورسالة.
إن
من يقرأ سطور
ورقة التفاهم
بتأني يدرك
أين أصبح هذا
السياسي الذي
يعيش حالة
الوهم ومنسلخ
كلياً عن
الواقع وعن كل
مستلزماته.
وبنظرة
موضوعية
وتحليلية
وسياسية على
كتلة عون
النيابية نجد
أن أفرادها
إما ودائع
سورية
وإيرانية أو
طرواديين
وانتهازيين
أو مهووسين
بشخصه، ولنا
في المواقف من
ملف التجديد
للمجلس
النيابي خير
مثال حيث انفرط
عقد الكتلة
وكل غنى على
ألحان أسياده
ورعاته.
الأجدر
بمن يُتعب
نفسه بنداءات
واستغاثات إلى
عون أن يوفر
جهده ويتجه
مباشرة إلى من
بيدهم وجيبهم
وأدراجهم
قرار عون ومن
هم على شاكلته
من عبدة
تراب الأرض
والواقعين في
كل تجارب
إبليس.
باختصار
عون هو مجرد
أداة لدى محور
الشر السوري –
الإيراني لا
أكثر ولا أقل،
كما أنه وإن
حاول الخروج
من هذه
الوضعية وهو
لن يحاول
بالتأكيد فلن
ينجح وممنوع
عليه اتخاذ أي
قرار مستقل ونقطة
على السطر.
حالة
عون الشاذة
لها شبيهاتها
الكثيرة في
كتب التاريخ
المعاصر
والغابر
وكلها كانت له
نفس النهاية
ونهاية حالته
لن تكون
شواذاً.
*الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
عنوان
الكاتب
الالكتروني
phoenicia@hotmail.com