ملعونة
هي الدولة التي
لا تحترم حرمة
الموت
بقلم
الياس بجاني*
مرة
أخرى تبين
الممارسات
المعيبة
والوقحة والظالمة
التي تطاول
حقوق أهلنا
اللاجئين في إسرائيل
أن دولة لبنان
برسمييها
ومؤسساتها وسياسييها
وقضائها
وقرارها
مشلولة
ومعطلة وغائبة
ومغيبة، لا بل
محكومة بالكامل
من قِبل حزب
الله
الإرهابي
والأصولي
وتابعة كلياً
لقرارات واملاءات
حكام وملالي
راعيتيه
سوريا وإيران.
في
أيار سنة 2000
وتزامناً مع
انسحاب الجيش
الإسرائيلي
من الجنوب قام
حزب الله بشخص
أمينه العام
حسن نصرالله
بإرهاب
وتهديد أهل
المنطقة الحدودية
بلغة همجية
وبربرية
وانتقامية
فدفعهم قسراً
إلى هجرة بيوتهم
وممتلكاتهم
واللجوء إلى
الدولة
العبرية،
وذلك من ضمن
مخططه الفارسي
الهدام
والهادف إلى
تفريغ لبنان
من المسيحيين
تحديداً، ومن
كل معارض
لمخططات دول
محور الشر
وتحويله إلى
جمهورية
إسلامية على
شاكلة تلك
القائمة في إيران.
ومذاك
التاريخ
استمر هذا
الجيش
الإيراني
المسمى "حزب
الله" الذي يحتل
لبنان
بمنهجية
مدروسة في منع
عودة أهلنا من
إسرائيل ومن
كافة دول
الانتشار بشتى
وسائل الظلم
والتجني
والاتهامات،
وهو استعمل
ولا يزال
يستعمل
مؤسسات
الدولة كافة
لهذه الغاية
الشيطانية،
ومن ضمنها
المحكمة
العسكرية
التي لم تترك
مواطناً
واحداً من
الآلاف الذي
لجأوا إلى
إسرائيل أو
مروا منها
بطريقهم إلى
بلدان أخرى
دون أحكام
جائرة بتهم
الخيانة
والعمالة
المفبركة.
حتى
حرمة الموت لم
يحترمها هذا
الحزب الحامل رايات
الغزوات
والمذهبية
والأصولية
وسيوفها وسواطيرها،
في حين أن
الدولة
اللبنانية
الذليلة لم
تتجاسر أو
تبادر ولو مرة
واحدة إلى
تحمل
مسؤولياتها
تجاه
مواطنيها
الشرفاء اللاجئين
في إسرائيل وأصقاع
الأرض.
إلا أن
أهلنا هؤلاء
الأبطال،
ولأنهم شرفاء
وأوفياء
وأنقياء ولا
يخافون إلا
الله جل جلاله،
رفضوا الخنوع
والرضوخ
وقالوا لا، لن
تمنعنا أي قوة
مهما عظم
شأنها من
احتضان أرضنا
المقدسة المروية
بعرق ودماء
وقرابين أبنائنا
وأجدادنا
والشهداء،
وأصروا على
التحدي والمواجهة
رافضين أن يُدفن
موتاهم بغير
تراب بلداتهم
وقراهم
ودساكرهم.
منذ
العام 2000 نُقلت
عشرات النعوش
من إسرائيل
لأهل لنا
رقدوا على
رجاء القيامة.
نقلت إلى
لبنان بواسطة
الصليب
الأحمر
متحدية
برمزيتها
الإيمانية كل
وسائل
الإرهاب
والقمع
والإذلال،
ومستهزئة بكل
الإجراءات
والقيود
والافتراءات
التعسفية،
ورافضة
بكبرياء وعنفوان
كافة نعوت
التجني
والتخوين
المهينة،
وذلك لتُدفن في
أرض البشارة
وليحتضن
الراقدين
فيها تراب وطنهم
المبارك. وفي
كل مرة دخل
لبنان نعش من
هذه النعوش
التحدي
والإيمان
والرجاء، كان
حقد حزب الله
واستكباره
وفوقية
ممارساته
وعدم احترامه
لحرمة الموت
هو العنوان الأبرز،
فيما كان
لافتاً هزال
الدولة وغياب
مؤسساتها.
في هذا
السياق
المأساوي تحمَّل
بصبر وجلد
القديسين ذوو
الفقيدة "حنة
جلاد" ابنة
عين ابل
البارة، وأم
الشهيد البطل
خليل جلاد،
تحملوا كل
أنواع
المضايقات
والعراقيل
والتجنيات التي
أخرت نقل نعشها
من إسرائيل
إلى لبنان،
وهي ابنة
السبعين
عاماً.
رفضوا
دفنها إلا في تراب
عين ابل،
ورفضوا
الصلاة على
جثمانها
الطاهر بغير
كنيسة سيدة
البلدة. ابقوا
الجثة في ثلاجة
المستشفى
الإسرائيلي
منذ يوم السبت
الفائت وأصروا
بعناد على
الالتزام
بوصية
الفقيدة التي
أرادت أن تعود
إلى عين ابل
ولو جثة هامدة
ليحتضنها
ترابها
المقدس.
اليوم
عادت حنة جلاد
الأم والجدة
وأم الشهيد
(الخميس 15
نيسان/2010) إلى
عين ابل، عادت
إلى أهلها
وتاريخها
ومسقط رأسها.
إلا أن ظلم
حزب الله
وهزال الدولة
اللبنانية
منع عائلتها الموجودة
في إسرائيل من
المشاركة في
مراسيم
دفنها، فودّعوها
على الحدود
وصلوا من أجل
راحة نفسها
ومن أجل عودة
الحريات
والسلام إلى
وطن الأرز.
إن الفعل
الإجرامي لاستمرار
معاناة أهلنا
اللاجئين في
إسرائيل دون
جهد صادق لحل
قضيتهم بما
يحفظ
كراماتهم وكبريائهم
وعطاءاتهم
ووطنيتهم هو
وصمة عار على
جباه كل
المسؤولين في
لبنان، وهو
خزي يطاول كل
طاقمه
السياسي.
نعم
وبصوت عال
نقول، مبارك
هذا المسمى "عدواً"،
لأنه يحترم القِيم
الإنسانية
ويجل حرمة
الموت ويلتزم بما
يوصي به
المتوفين من
أهلنا في بلده
ويعمل على
مواساة ذويهم
ويؤمن لهم كل
مقومات
الحياة
الكريمة، وملعون
طاقم الحكام
والسياسيين
في وطننا الأم
لأنه يحتقر
مواطنيه
ويعمل على
إذلالهم
وحرمانهم من
ابسط حقوقهم.
أن
العائدين من
إسرائيل داخل
النعوش هم
بالواقع
الأحياء فيما
كل أفراد طاقم
الحكم
والسياسة في
لبنان هم
الأموات.
حرام،
والله حرام،
وعيب وألف عيب
هذا الظلم والكفر
والافتراء
والتجني.
يبقى أن
لكل ظلم يوم
يزول فيه،
وهذا اليوم مهما
طال فهو آت لا
محالة.
نصلي
من أجل راحة
نفس الفقيدة
ومن أجل راحة
نفوس كل شهداء
وطن الأرز
ونختم بما جاء
في رسالة
القديس بولس
الرسول إلى
أهل رومة 12/19: " لا
تنتقموا
لأنفسكم أيها
الأحباء بل
أعطوا مكانا
للغضب لأنه
مكتوب لي
النقمة أنا
أجازي يقول
الرب"
الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا
في 15 نيسان/2010