النائب نبيل نقولا: جهل وتجهيل للحقيقة

بقلم الياس بجاني*

 

قبل يومين أبدينا إعجابنا الكبير واللامحدود بعبقرية سعادة نائب المتن الشمالي العوني و"القبضاي" بامتياز الدكتور نبيل نقولا، ونحن بالتأكيد الحازم لم نصدم في بلاد الانتشار، مثلنا مثل كل اللبنانيين المقيمين بطلاقة لسان النائب وعبقريته وسعة علمه ومعرفته، كما أننا لم نصدم بأعجوبة اعجابه اللاورائية والأفلاطونية بفكر العماد ميشال عون المذهل حسبما قال لنا وبالفم الملآن "وعلى عينك يا تاجر" في مقابلة له مع تلفزيون الإستيذ بري الـ "ان بي ان". في 22 كانون الأول 2009: "هناك في إيران إعجاب بالعماد ميشال عون الذي لديه من الفكر ما يذهل أحياناً البعض".

 

فيا سعادة وفرح من يمثله النائب نبيل نقولا في مجلس النواب، "ربنا بيكون راضي عنه"، فالرجل أطال الله بعمره مميز وعفوي وشجاع، كما أن فكره ثاقب، وميدانياً هو عروبي ومقاوم بنفس الوقت، أي أنه يجمع بين سوريا العروبة والأخوة، وبين إيران المقاومة.

 

أما في ساحات الوغى فهو مغوار من عناترة التحرير والنحر والقهر، ومن "العونيين الجدد" الرافعين رايات الأخوة ووحدة المسار والمصير والشعب الواحد في البلدين. أدام الله عز النائب المُكتشِف والعالم بخفايا الأمور، وأبقاه ذخراً ونصيراً وسنداً للمقاومة والمقاومين وللشقيقة طبعاً. والأهم أن يبقيه المولى دهوراً مديدة ممثلاً مميزاً لأهل المتن الشمالي في برلمان الإستيذ نبيه بري حليف حليف تياره العوني.

 

لم يَقنع النائب نقولا باكتشافه العوني الفكري المذهل ويستريح ويُرّشح، بل عاد وأطل علينا بتاريخ 23 كانون الأول/09 من تلفزيون المر وأغنانا باكتشاف جديد ماورائي هذه المرة وعلى طريقة تنبؤات ميشال حايك. قال حرفياً: "سمعت من المسؤولين السوريين أنهم لو خُيروا بين جنة لبنان وجهنم سيختارون جهنم على جنة لبنان". وفي أسفل بعض الدرر العلمية والوطنية والمقاومتية التي أفاض وأجاد فيها النائب خلال المقابلة وحرفياً:

*"العماد عون لم يُغيِّر ولا أي حرف من عمله السياسي من 1988 إلى تاريخ اليوم"

*"العماد عون لم يبدل خطابه ولكن الإنسان يتطور"
*"العلاقات بين لبنان وسوريا أصبحت صحيحة بين دولة ودولة"

*"محاربة الفساد هي من أولويات التيار العوني"

*"عون لا يتكلم عن نفسه في أي مكان يذهب إليه ، لأن همه أن يستفيد لبنان، ولأنه إذا استفاد لبنان سيستفيد كل اللبنانيين"

*"الجنرال عون عمل في القرار 1559 في الشق المتعلق بخروج الجيش السوري من لبنان وعلى استعادة السيادة والحرية والاستقلال للبنان".

"الكل يجب أن يضع قوته وما لديه من صداقات في سلة الدولة اللبنانية"

*هناك سباق بيني وبين النائب كنعان على الخدمة ولا يوجد صراع بيننا".

*"وجوب عدم الإستقواء بالخارج"

*"لا يمكن ان نحل مكان الدولة"

*"كوشنير يزور لبنان كل أسبوع ليأكل الكبة"

*"لماذا كان أهل السياسة في لبنان يذهبون أسبوعياً إلى أميركا"

*"الرئيس بوش في أخر أيام رئاسته كان هم لبنان لديه أكبر من الهم الأميركي وكل يوم يحكي عن اللبنانيين حتى أوصلنا إلى الهلاك"

 

بالعودة العلمية والموضوعية إلى محتوى ونهج وخطاب العماد عون، وإلى كل شعاراته وتحالفاته وفكره وكتاباته وأقوله (المدونة والموثقة بالصوت والنص) ما قبل توقيعه ورقة التفاهم مع حزب الله سنة 2006 وانتقاله الكلي بعد ذلك إلى المحور السوري الإيراني، نرى أن النائب نقولاً يجهل ويُجهّل تماماً كل ما حوته تلك الحقبة. هذا الأمر بالطبع ليس مستغرباً لأنه على حد معرفتنا المتواضعة لم يكن في عِداد ناشطي التيار على أي مستوى، ولم يقوم بأي عمل طوال فترة النضال تلك يمكننا أن نتذكره من خلالها. إلا والله أعلم إذا كان يقوم يومها بتنفيذ مهمات نضالية وتحريرية وفكرية سرية!!


إن ما جادت به قريحة النائب المحترم الغنية بالأفكار والمبتكرات والزحم المعلوماتي وقراءة أبراج الإخوان في سوريا والغوص في نواياهم تستدعي منا على عجل تذكيره، لا بل ربما تدريسه من الألف إلى الياء محتوى ونهج خطاب حقبة عون ما قبل السورنة، وذلك حتى لا يستمر في استغباء نفسه والتوهم أن بمقدوره "وبفهلويته" تبليع الناس خرافات وأكاذيب، خصوصاً أنه ورقياً يمثل مواطني المتن الشمالي في مجلس النواب الذين هم من أكثر اللبنانيين ثقافة وعلماً ومتابعة للشأنين الوطني والسياسي.

 

والبداية هي في قول نقولا النكتة السمجة: "العماد عون لم يغير ولا أي حرف من عمله السياسي من 1988 إلى تاريخ اليوم". و"العماد عون لم يبدل خطابه ولكن الإنسان يتطور"

في أسفل مضبطة عونية ذاتية تنقض افتراء نقولا على التاريخ والحقيقة وهي بقلم العماد عون نفسه كان نشرها بتاريخ 05/09/1997 وحملت عنوان: "سوريا تفترس لبنان بالمزايدة والابتزاز والإرهاب"

 
سوريا تفترس لبنان بالمزايدة والابتزاز والإرهاب

بقلم/العماد ميشال عون/بتاريخ 5/9/1997

(ما يشهده لبنان اليوم من فوضى سياسية واقتصادية وأمنية ليس سوى فصل من مسرحية النظام السوري في لبنان.

 فتسعير الخطاب السياسي المذهبي، وإغراق لبنان في العجز والديون، وإحراق جنوبه بمقاومة تخلى عنها العرب مجتمعين، عمليات إجرامية لقتل لبنان وجعله جثة هامدة، والنظام السوري، الذي يفتقر إلى الديموقراطية والحرية والازدهار والعدالة التي تستقطب الجماهير، يعتمد الأساليب السلبية لإخضاعها، كالمزايدة والابتزاز والارهاب،

من هذه المنطلقات وحدها نستطيع ان نفهم كل ما يجري، ليس في لبنان وحسب، بل في سوريا أيضاً،

ولما زايدت سوريا بحماية الثورة الفلسطينية قامت بضربها، وعايش اللبنانيون هذه المرحلة،

وإذا ما ما غالت بعروبتها فلأنها تتحالف مع إيران،

وإذا ما استفاضت في مقاومة إسرائيل فلأن الأمن يخيّم على حدودها معها،

وإذا ما بالغت في قلقها على لبنان فلأنها تريد ابتلاعه لا حمايته،

وإذا ما دعت إلى الوحدة الوطنية في لبنان فلأنها تريد تفتيتها لا صونها،

وإذا ما ضغطت سوريا على أبواقها للردّ على الزعماء اللبنانيين فلأن لديهم ملفّات وقد تورطوا معها ومع غيرها ولا يستطيعون الرفض، وهكذا تسهل قيادتهم كالثيران المنخورة الأنوف تجرّ بخيط وحلقة.

ويبقى الارهاب العامل الأهم في السياسة السورية المعتمدة، بدءاً بالإيحاء من خلال محيطه، انتقالاً إلى التهديد المباشر، وصولاً إلى التنفيذ.

فقبل الكلام عن ضم لبنان بدأ السيد خدّام بتنبيه اللبنانيين من عودة الحرب الأهلية إلى لبنان إذا ما انسحبت القوات السورية منه، وتبع هذا التنبيه تحذير من الفتنة انطلاقاً من جزين لإلصاق التهمة بإسرائيل، ثم جاءت مطالبة مدير الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) بإسقاط الحدود، وبعد هذا جاء الهجوم المباشر على غبطة البطريرك لأنه يطالب بعودة السيادة وخروج القوات السورية من لبنان.

فهدد الأمير بالتهجير، البيك بعودة المدفع، وتجنّد أحد الأحزاب للإفتاء بأن كلام البطريرك هو خروج على الإرشاد الرسولي.

إلى هؤلاء جميعاً، إلى أسيادهم نقول: "إن المسيحية، دين شهادة وفداءٍ وقيامة. بشّرت العالم بالكلمة، ورسّلها لم يحملوا سيوفاً ومدافعاً ولم يخافوا أسود روما مجتمعة، وأدّوا رسالتهم وانتصروا على قوى الشرّ بشجاعتهم وقوة إيمانهم.

إن الإرهاب السوري، سواء جاء مباشراً أو غير مباشر على لسان أبواقه في لبنان، لن يخيف أحداً. ونحن اللبنانيين، الذين تعوّدنا الشهادة للحق، لن ننزلق إلى متاهة الخطاب المذهبي الذي ترعاه سوريا في لبنان وسنردّ وطنياً، دوماً وأبداً، ولن نساير في قول الحقيقة وإن جرحت.

أيها اللبنانيون، هلا حملتم السياط لطرد اللصوص من الهيكل اللبناني؟ )

http://www.10452lccc.com/general%20aoun/aoun.5.9.97.htm

 

ترى هل يستفيق النائب نقولا من أحلامه ويعود إلى الواقع المعاش ويتوقف عن تزوير "ولفلفة" الحقائق بعد فهم كل كلمة قالها جنراله الفذ التفكير في هذه المقالة المضبطة؟.

نختم مقالتنا بسؤال للعماد عون كان طرحه في مقاله له نشرت في 24/10/1997 تحت عنوان: "متى يعتذر السوريون ويتوب النظام السوري عن الجريمة"، إذ سأل عون: "فهل يستطيع الأساتذة السوريون اللذين لا يفصلهم عن أساتذة السوربون سوى نقطة تضاف إلى حرف الباء، أن يعتذروا عن جرائم نظامهم في سوريا ولبنان؟"

 

نسأل النائب نقولا "القبضاي" والمقاوم هل سيعتذر من أهل المتن الشمالي ومن اللبنانيين عن كل كلمة مُحرفة وغير صحيحة قالها عبر تلفزيون المر وطاول من خلالها عقولهم وذكاءهم وثقافتهم؟ وبما أن النائب المحترم هو ملم بعقول وممارسات ونوايا حكام الشام وقريب منهم لهذه الدرجة، نرجوه اعلام اللبنانيين فيما إذا كان الإخوان الشوام هؤلاء هم على استعداد  للإعتذار من أهلنا عن كل ما اقترفوه بحقهم طوال 30 سنة من ظلم وقهر وتنكيل وخطف واعتداءات وسجن وتهجير واجرام واغيالات كما طلب منهم عون؟

 

اضغط هنا للإستماع لمقابلة النائب نبيل نقولا اتي بثها تلفزيون المر في 23 كانون الأول/09
 http://www.10452lccc.com/audio09/nabilnicola23.12.09.wma

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 25  كانون الأول/2009