نصرالله
يتقمص دور
مرشد جمهورية
لبنان "الإسلامية"
بقلم/الياس
بجاني*
بداية
إن المؤتمر
الصحفي الذي
عقده السيد حسن
نصرالله أمس
الخميس لم
يأتِ بأي
جديد، وفي الحقيقة
لم يكن له أية
مبررات
منطقية أو
سياسية أو حتى
عملانية،
خصوصاً وأن
تفاعلات خطابه
"الجنوني"
والتخويني
والسلبي
بامتياز
الجمعة
الماضية لا
زالت "حديث
البلد" وأهل
البلد
والبلدان
المجاورة.
يبقى
أن كل ما جاء
في مؤتمره كان
رزم ورزم مفبركة
من الأوهام
وأحلام
اليقظة
والتحليلات العبثية
المغلفة
بالتهديدات
والعنتريات
والغزوات
والسخرية على
كافة الصعد
وفيما يخص كل الملفات
الساخنة
والمصيرية
بدءاً من
المحكمة
الدولية
ومواقف 14 آذار
والعلاقات مع
سوريا،
وانتهاء بما
يسميه
العمالة
لإسرائيل
والعلاقات مع
سوريا ومواقف
القيادات
اللبنانية السيادية
من خطابه
الأخير ومن
كلامه الاستفزازي
والمسمم
والملغم.
وأنا
استمع للسيد
حسن وأشاهده
عبر تلفزيون
المر تأكدت أن
الرجل فعلاً
منسلخ عن
الواقع
وحقيقةً مؤمن
أنه مرشد
الجمهورية
اللبنانية
"الإسلامية"،
وبالتالي
يتصرف بثقة
وهدوء وفوقية
واستكبار
بانياً كل مواقفه
وكلامه
وممارساته
وعلاقاته على
هذه الخلفية
المذهبية
الراسخة في
عقله الواعي
والباطن على
حد سواء.
فهو
للأسف لم
يقارب في
مؤتمره
الطويل
والممل لا من
قريب ولا من
بعيد ملفاً
ولا موقفاً
واحداً
بعقلانية
وواقعية
ومنطق، ولا هو
اقترح حلاً
واحداً يشير
ولو بالتلميح
إلى أنه فعلاً
يعرف قدراته
ويعترف
بالأخر
المختلف عنه
والمعارض
لمشروع حزبه
السلطوي
والشمولي
الإيراني.
الرجل
كما يرى نفسه
وعن قناعة
ذاتية على ما
يبدو هو منزه
عن الخطأ
وأفضل من
الآخرين
بمرات فكراً
وقيمة ودوراً
وربما آتٍ من
كوكب آخر، كما
أن حزبه
بمفهومه
الاستعلائي
هو فوق الشبهات.
الرجل
يوحي بثقة أنه
يعرف خفايا
وأسرار كل شيء
يدور في لبنان
والعالم وملم
بأهداف
وغايات كافة
التحركات
والمؤامرات
المحلية
والإقليمية
والدولية
"المشبوهة"،
التي تأتي
بتصوره من ضمن
مؤامرة كبيرة
جداً على
مقاومته،
لكنه في الوقت
عينه متأكد من
فشلها ومن
قدرته على
هزيمتها شر
هزيمة.
نصح
السيد جماعة 14
آذار بمراجعة
ذاتية كتلك
التي قام بها
"الشجاع"
وليد جنبلاط،
وبمصارحة شاملة
مع ناسهم
وبتصحيح
الأخطاء
المميتة التي
ارتكبوها منذ
خروج المحتل
السوري التي
أوصلت البلد
برأيه وطبقاً
لمعاييره إلى
شفير الحرب
الأهلية مرات
عديدة،
مبرراً
مواربة غزوة 7
أيار اللعينة
والمجرمة
التي قال في
حينه أنها كانت
يوماً مجيداً.
مهم
جداً أن نعرف
بأن السيد لم
يشعل فتيل
الحرب مع
إسرائيل سنة 2006
لأن خطف جنود
للعدو لا يُعتبر
برأيه سبباً
يستوجب حرب
"لو كنت أعلم" .
لا،
لا يريد جماعة
14 آذار أن
يعتذروا
لسماحته لأنه
متواضع وطيب القلب،
ولأن خوفه فقط
على البلد
وليس إلا، ولكنه
يريدهم
بالتمني وليس
بالفرض أن
يعيدوا الضباط
الأربعة إلى
وظائفهم ولو
لسنة واحدة، وأيضاً
القضاة وكل
الموظفين
الذين تم إقصاءهم
منذ العام 2005،
ولم ينسى
بالطبع أن
يشيد ببطولات
ووطنية وقوة
صبر وجلد أميل
لحود وبصدق عمر
كرامي،
وأيضاً لم
ينسى
"بصلاواته"
حليفه "الورقي"
الشارد
العماد ميشال
عون صاحب الخيارات
الصائبة
والرؤية
الثاقبة.
السيد
متأكد أن
جماعة 14 آذار
يعملون ضمن
مخطط كبير
دولي وإقليمي
يستهدف
المقاومة وله
امتدادات
بالداخل، كما
أن كل الذين
ردوا على
خطابه الأخير
وانتقدوا ما
سماه البيئة
الحاضنة
للعمالة اعتبرهم
كذابون
ومنافقون.
ولأن قلبه
الكبير والحنون
هو على ناس 14
آذار نصحهم
استبدال
قادتهم لأن
هؤلاء القادة
أدخلوا البلد
في شباك المؤامرات
والمشاريع
الأجنبية
وفشلوا في ما
قاموا به وفي
القرارات
التي اتخذوها
السيد
طمأن الجميع
إلى أن حزب
الله قوياً لا
يخاف المحكمة
أو قرارها
الظني الذي
بفراسته "الإلهية"
فصل وشرح
وراجع وفند كل
مراحله وحدد
شخصية
المتهمين فيه
وكأن القاضي
بلمار يعمل تحت
أمرته ويطلعه
على كل شاردة
وواردة تتعلق
بالمحكمة الدولية.
ومن
باب التمني
فقط نصح أصحاب
الشأن أي
الرئيس سعد
الحريري وكل
ذوي الشهداء
وحكام لبنان
أن يوقفوا
مفاعيل المحكمة
ويطلبوا من
المعنيين في
الأمم
المتحدة والعالم
الحر أن
يلغوها خوفاً
على مصير
لبنان، وإلا
فالويل
للبنان
واللبنانيين
من غضبه "والغزوات".
ومن باب
التشويق
والإثارة
وعدنا بأنه
سيدلي بمعلومات
مهمة في خطابه
القادم.
إن
تقمص السيد
الواعي
واللاواعي
لدور المرشد
كان واضحاً في
نبرة خطابه
"الإلهية"
اللاغية
تماماً لكل من
لا يخضع
لمشيئته
وإرادته وفتاويه
وإرشاداته
والتعليمات
كائن من كان
داخل لبنان أو
خارجه، إضافة
إلى وضوحها
الجلي في
طريقة
مقاربته الملفات
باستهزاء
وتبسيط وكأنه
هو الحاكم بأمره
في كل ما
يتعلق
بمصيرها
سلباً أو
إيجاباً، وكأن
أي ملف منها
لن يرى النور
إن لم يوافق
هو شخصياً
عليه ويباركه.
في
الحصيلة إن مؤتمر
السيد
نصرالله سيء
للغاية وفوقي
وتهديدي وتهويلي
وعبثي ووهمي
وأسوأ بمرات
من الخطاب
الذي ألقاه
يوم الجمعة
الماضي، وهو
ينطبق عليه
القول
المأثور: "رضي
القتيل ولم
يرضى القاتل".
يبقى
أن السيد تصرف
ويتصرف فعلاً
وكأنه مرشد
الجمهورية
اللبنانية
"الإسلامية"
طبقاً للدور
المرسوم
للمرشد في
الدستور
الإيراني متناسياً
عن سابق تصور
وتصميم أنه في
لبنان وليس في
إيران وأن
لبنان هو غير
إيران، ونقطة
على السطر.
*الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا
في 23 تموز/2010