عون خرج من التيار الوطني يوم قَبِل نير عبودية محور الشر

بقلم/ الياس بجاني*

 

سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصدَّقُ فيها الكاذب ويُكذَّبُ فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، قيل ما الرويبضة قال، الرجل التافه يتحدث في أمر العامة". (حديث نبوي)

 

يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية (16/17): "وأطلب إليكم أيها الإخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات، خلافا للتعليم الذي تعلمتموه، وأعرضوا عنهم". ونحن اليوم نرى أنه لزاماً علينا ضميريا، بل من واجبنا الوطني والأخلاقي والإيماني أن نناشد الأحرار والسياديين في لبنان وبلاد الانتشار أن يبتعدوا عن ميشال عون وعن كل خياراته وسياساته وتحالفاته وهرطقاته التي أمست وسيلة قاتلة للشقاق والفرقة والشكوك والعثرات.

 

إن السقوط في التجربة حالة بشرية تبين ضُعف إيمان وخور رجاء وانعدام كرامة وموت ضمير ووجدان الساقط، وميشال عون الوصولي والانتهازي الفكر والأعمال بامتياز في ممارسته للسياسة والشأن العام استسلم لإغراءات الأبالسة ولنزعات الجسد سنة الفين وستة ووقع في فخاخ الشر والأشرار فانتهى به الأمر بوقاً وصنجاً ليس إلا عند حزب الله "وعدة شغل" إيرانية – سورية لهدم لبنان وضرب كيانه وإسقاط نظامه وتفكيك مجتمعه المدني.

 

يومها انخرط عون هذا في صفوف ميليشيا حزب الله الأصولي الإيراني من خلال "ورقة التفاهم" التي وقعها طمعاً بالثلاثين من فضة، وسعياً وراء المنافع الشخصية البحتة، ضارباً عرض الحائط بالوطن والمواطنين وبكل الوعود والعهود ومتجاهلاً عن سابق تصور وتصميم أنه: "يجب أن لا يسعى أحد إلى مصلحته، بل إلى مصلحة غيره. (القديس يعقوب 10-24)

 

تنازل صاغراً وبجحود عن قضية لبنان القداسة والرسالة والشهداء والتاريخ التي كان يحملها ويرفع شعاراتها وذلك مقابل موقع ونفوذ ومقتنيات أرضية فانية، ومنذ ذلك اليوم أعمت مركبات جنون العظمة والحقد والكراهية بصره وبصيرته وأمسى خارج التيار الوطني الحر الذي هو في الأساس حركة استقلالية لبنانية صافية رافضة لكل أشكال الاحتلال والتبعية والإستزلام والنفاق والذمية والتقية والأصولية والفوضى والدويلات والميليشيات المسلحة.

 

توهم الرجل أن بإمكانه استغباء اللبنانيين واللعب على مخاوفهم وعواطفهم بإمساك العصا من طرفيه عملاً بالمثل القائل، "إجر بالفلاحة وإجر بالبور" ففشل وانكشف خداعه وبان خبثه اللعين وتجلت الحقيقة الناطحة ففضحته وعرّت كل ألاعيبه لأن الشر في النهاية يأكل نفسه، ولأن من لا يكون مع الحق هو مع الباطل.

"وأنا لا أريد أن تكونوا شركاء الشياطين. لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس الشياطين، ولا أن تشتركوا في مائدة الرب ومائدة الشياطين (1كورنثوس 10/21 و22)

 

إن المحابي والمستزلم والمنقاد وراء سياسي مارق ومسبب عثرات طمعاً بفائدة ذاتية أو عن غباء أو على خلفية الحقد والكراهية والانتقام هو شريك له في أفعاله وأقواله الإبليسية لأن المحاباة والغنمية والغباء هي صفات مرذولة ومرفوضة تغضب الله وتنقض كل تعاليمه. "لا تحابوا أحدا وأما إذا حابيتم أحدا فترتكبون خطيئة وتحكم الشريعة عليكم حكمها على الذين يخالفونها. ومن عمل بالشريعة كلها وقصر في وصية واحدة منها أخطأ بها كلها، (يعقوب: 2/9 و10)

 

هذا الساقط بفجوره واستكباره والغباء وقع في التجربة وتحول إلى مسبب عثرات للبنانيين، وأصبحت أعماله وأقواله شيطانية هدفها إيقاع اللبنانيين في التجارب، إلا أن الأحرار رذلوه ونبذوه وعروه حتى من ورقة التوت ليكون عبرة لمن يعتبر، والويل لمن تأتي العثرات على يديه لأن حسابه يكون العذاب وصريف الأسنان.

"من أوقع أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي في الخطيئة، فخير له أن يعلق في عنقه حجر طحن كبـير ويرمى في أعماق البحر.الويل للعالم مما يوقع الناس في الخطيئة ولا بد أن يحدث ما يوقع في الخطيئة، ولكن الويل لمن يسبب حدوثه". (متى 18/6 و7)

 

ونختم بما قاله القديس يعقوب (4/4) عن الخونة: "أيها الخائنون، أما تعرفون أن محبة العالم عداوة الله؟ فمن أراد أن يحب العالم كان عدو الله"، ومن له أذنان سامعتان فليسمع.

 

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 28 أيلول /2010